إسلامأباد: أعلن رجل الدين الموالي لحركة quot;طالبانquot; في باكستان، صوفي محمد، انسحابه من اتفاق وقف إطلاق النار بإقليم quot;وادي سواتquot;، قائلاً إن الحكومة الباكستانية لم تتخذ خطوات جدية باتجاه تطبيق الشريعة الإسلامية في المنطقة.
وحمَل رجل الدين، الذي يمتع بشعبية واسعة في quot;وادي سواتquot;، الحكومة الباكستانية مسؤولية تجدد العنف وإراقة المزيد من الدماء في الإقليم، بعد انسحابه من الاتفاق، الذي توصلت إليه إسلام أباد مع صهره مولانا فضل الله، الذي يقود حركة طالبان في الإقليم.
كما أشار محمد، في تصريحات للصحفيين الخميس، إلى أن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، لم يقم حتى اللحظة بالمصادقة على quot;اتفاق السلامquot;، الذي وقعه الجانبان في فبراير/ شباط الماضي.
وكانت حركة quot;طالبانquot; الباكستانية قد أعلنت عن quot;هدنة مؤقتةquot; لمدة عشرة أيام، في وادي quot;سواتquot; الواقع بشمال غربي باكستان، بعد اندلاع مواجهات دامية بين مسلحي الحركة والقوات الحكومية، ثم قررت تمديد الهدنة بموجب اتفاق مع إسلام أباد.
جاء الإعلان عن تلك quot;الهدنة المؤقتةquot;، بعد قليل من إعلان الرئيس الباكستاني أن حكومته تخوض صراعاً من أجل البقاء في مواجهة طالبان، مقراً بتساهل حكومته في التصدي للحركة المتشددة، والإخفاق في تقدير التهديدات التي تمثلها.
وأبرمت السلطات الباكستانية اتفاقاً مع طالبان لاستعادة العمل بالشريعة الإسلامية، في مسعى لتهدئة الأوضاع بالإقليم، الذي فرضت الحركة quot;المتشددةquot; سيطرتها على نحو 80 في المائة من مساحته.
وبعد انتقادات غربية للاتفاق، اضطر زرداري للدفاع عن قرار وقف إطلاق النار في وادي سوات، قائلاً في مقال كتبه بصحيفة quot;وول ستريت جورنالquot;، إن كثيرين في الغرب أساؤوا الحكم على ذلك القرار.
ولم تمارس الحكومة المركزية في باكستان سيطرة قوية على تلك المنطقة منذ وقت طويل، لكنها عمدت في نهاية يوليو/ تموز الماضي إلى شن هجوم عسكري مكثف للقضاء على مسلحين من مناطق الإقليم الحدودي الشمالي الغربي.
وخلف القتال بين مسلحي طالبان والقوات الحكومية، في منطقة القبائل، حوالي 1200 قتيل، كما أجبر نحو 500 ألف شخص على النزوح من وادي سوات إلى عدة مناطق أخرى داخل باكستان.