بهية مارديني من دمشق: تجددت خلافات جبهة الخلاص الوطني المعارضة في سوريا والتي أسسها عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق المنشق وجماعة الاخوان المسلمين في سوريا فبعد انسحاب علي صدر الدين البيانوني وتيار الاخوان من الجبهة أعلن المكون الكردي انسحابه ايضا واتهم صلاح بدر الدين عضو الامانة العامة في الجبهة ، الذي خلا اسمه من القائمة الجديدة بعد اجتماعات الجبهة الاخيرة في بروكسل، اتهمها بالشخصنة وعدم الالتزام بالانظمة واللوائح وتجييرها لعائلة خدام ، ولكن كاوا رشيد ومصطفي عثمان عضوي الأمانة العامة لجبهة الخلاص الوطني في سورية اصدرا تصريحا إلى الرأي العام السوري والكردي ، خصا ايلاف به.
وقالا فاجأنا صلاح بدر الدين ومحمد رشيد، باعلان انسحاب المكون الكوردي من جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وخاصة بعد أن اجتمع المجلس الوطني للجبهة، وانتخابه لأمانة عامة جديدة لم يكن من بين أسماءها صلاح بدر الدين والدكتور محمد رشيد، واكداquot; أن المكون الكردي موجود في الجبهة وفي مؤسساتها التنظيمية، ودون أن يدعي تمثيل المكون الكردي بكافة آراءه إضافة إلى وجود تمثيلات لقوى الداخل لا نستطيع الإعلان عنها الآن لأسباب أمنيةquot;. واشارا الى اننا quot;سنبتعد عن الشخصانية في عملنا، وستكون مؤسسات الجبهة مفتوحة لكافة التيارات السورية ومنها الكردية، ولازالت الجبهة متمسكة بميثاقها الذي يقضي بحل القضية الكردية في إطار وطني سوري، يسمح لشعبنا بممارسة حقوقه السياسية والثقافية كما جاء في الميثاق الوطني لجبهة الخلاصquot;. ولفتا الى ان هذا التوضيح ليس غايته تبادل الاتهامات وتوجيه الأمور نحو معارك جانبية، لاتخدم القضية الديمقراطية في سورية ولا تخدم شعبنا الكردي.

ولكن ما لبثت ان ردت الامانة العامة لجبهة الخلاص اليوم ردا قاسيا مطولا في بيان تلقت ايلاف نسخة منه ،واوضحت انه اثناء ، اجتماعات الأمانة العامة للفترة مابين المؤتمر الـتأسيسي 2006 والمؤتمر العام الثاني / برلين أيلول 2007، بدا صلاح بدر الدين شاذاً إشكالياً في طروحاته موجهاً ضد أطراف أساسية في الجبهة وحول قضايا مركزية تتعلق بتكوين الشعب السوري التاريخي، وبالموقف غير الصحيح من الإسلام والحاقد على العروبة والقومية العربية, والتمسك غير الوطني بموقف عصبيا للغاية في طرق حل القضية الكردية .
واشار البيان الى استمرار هجوم بدر الدين المتسلسل الحاد على الإسلام والقومية العربية في مجتمع غالبيته العظمى من العرب والمسلمين ولم يتفاهم مع المشروع الوطني السوري وأسسه رغم تكرار واستمرار الحوار لفترة طويلة ولأقصى مدى حر تسمح فيه العملية الديمقراطية ضمن الثوابت الوطنية , وكان استمرار هذا التناقض بالضد من التوافق الذي بنيت عليه الجبهة لأنه يمثل شحناً متطرفاً لا يخدم الاستقرار الداخلي وقضية التغيير الوطني الديمقراطي في سورية، واضاف البيان لقد quot;زاد الأمر تعقيداً وتباعداً مع الجبهة تعنته في علاقته مع الحركة الوطنية الكردية القائمة على الوصاية والهيمنة والإصرار على إقطاعية التعامل مع أطراف الحركة الكردية بتنصيب نفسه وكيلاً حصرياً ووصياً عليها , بمعنى أنه عارض وجود الأطراف الكردية على انفراد في الجبهة , الأمر الذي خلق استعصاءً سياسياً قلص وجود الحركة الكردية وحرم الجبهة من طاقات كبيرة في إطار المعارضة واتهم البيان بدر الدين بحرف نهج الجبهة عن هدفه الأساسي وأصبح السجال دائرياً حول تكرار نفس القضايا الإشكالية الأمر الذي أدى إلى تجميد عضويته في الأمانة العامة لحين عرض القرار على المجلس الوطني للبت فيه , ورغم ذلك وخدمة ً للمصلحة العامة تم إعادة النظر بالقرار على أمل حصر الاتفاق بالهدف الرئيسي للجبهة وهو مشروع التغيير , لكن عاد بدر الدين إلى الطرح نفسه وهذه المرة عبر وسائل الإعلام مكيلاً الاتهامات الخطيرة المؤذية لمشاعر الشعب السوري ولطرف مؤسس في الجبهة وبشكل بعيد عن النزاهة والموضوعية مما عكس أجواء ً مشحونة على الجبهة وأثر على سير عملها العام ، قررت الأمانة العامة للجبهة باجتماعها بتاريخ 25 تشرين أول 2008 برفع توصية إلى أعضاء المؤتمر العام الثاني للجبهة بتخويل مجلس الخلاص الوطني للجبهة بصلاحيات المؤتمر العام لمرة واحدة لحين انعقاد المؤتمر العام بسبب تعذر انعقاده ولم يعترض أحداً من أعضاء المؤتمر quot;، وبحسب البيان ، بعد مراسلات طويلة مع السيد صلاح بدر الدين وتعليق الإخوان معارضتهم أبدى موافقته برسالة خطية إلى الأمانة العامة لحضور اجتماع مجلس الخلاص الوطني الأخير وجدول أعماله بشرط عدم حضور الإخوان المسلمين , وكان رد الأمانة العامة بأنه لا يحق لأي طرف في الأمانة إقصاء طرف آخر والآلية الديمقراطية هي الوسيلة الوحيدة لحسم الإشكالات التنظيمية والسياسية , ووجهت دعوة إليه لحضور الاجتماع ولم يرد ولكن بعث كعادته برسالة نارية جانبية إلى الأمانة العامة مليئة بالمغالطات والشروط غير الموضوعية والاملاءات وتخويل نفسه بتشكيل لجان وإبعاد الآخرين حاسباً نفسه مع السيد عبد الحليم حليف واحد منسجم أكثر بعد خروج الإخوان لكن غيّر رأيه وتردد بالحضور لقضايا ذاتية (لم يتم توضيحها في البيان )لا تمت للموقف الوطني والسياسي والحرص على الجبهة بصلة , بل لقضايا أخرى تحرص الأمانة العامة عدم الدخول في تفاصيلها الآن .