طلال سلامة من روما: يتساءل المحللون الآن حول مستقبل مدينة quot;لاكويلاquot;، عاصمة إقليم quot;أبروتسوquot; وسط ايطاليا التي نستطيع القول ان الزلزال الذي ضربها مؤخراً قد يهدد موتها، مدينة وجامعة. ولقي ستة طلاب عرب حتفهم من جراء الزلزال، وتم الصلات على جثمانهم وفق الطقوس الإسلامية، يوم الأمس، بحضور إمام الإقليم الذي وجه خطاباً تضامنياً الى أسر الضحايا الإيطاليين. هذا ومن أصل 70 ألف نسمة تعيش بمدينة quot;لاكويلاquot; ثمة أكثر من 27 ألف طالباً أي أن واحد من أصل شخصين مقيمين بهذه المدينة طالباً جامعياً!
وتكفي هذه المعلومة البسيطة لفهم الدور الذي تلعبه جامعة quot;لاكويلاquot; في المحرك الاقتصادي والاجتماعي لهذه المدينة. لا بل ان الجامعة المحرك الوحيد الذي لن تستطيع المدينة العودة الى حياتها الطبيعية من دون بدء الحياة ثانية في جامعتها التي تكبدت جروحاً عميقة في بناها التحتية ناهيك من انهيار بيت الطلبة الذي لم يعد موجوداً على الخريطة الجغرافية. في الواقع، والى جانب الإجراءات الطارئة التي تصوغها حكومة روما، وعلى رأسها الفارس برلسكوني الذي يعرض ثلاثة من بيوته لاستقبال المشردين، تجد إدارة الجامعة نفسها مضطرة للدفاع عن بقائها على قيد الحياة.. وإلا فان مدينة quot;لاكويلاquot; ستموت! لحسن الحظ، ما تزال بعض الأقسام الجامعية غير مصابة بأضرار جدية، كما قسمي الهندسة والاقتصاد. وهذا ما يشجع السلطات المختصة على توزيع الدروس والامتحانات وجلسات التخرج داخل مباني هذين الفرعين، الى إشعار آخر.
علاوة على ذلك، تتمحور مخاوف الطلاب حول خطر خسارة جميع المعطيات الإدارية الخاصة بهم، بيد أن quot;فابيو غراتسيوزيquot;، نائب عمدة الجامعة، يؤكد لquot;ايلافquot; أن خوادم الكمبيوترات التي تحتضن جميع المعطيات الطلابية الادراية لم تصاب بأي ضرر. في أي حال، فان آخر عملية لوضع هذه المعطيات على بر الأمان تمت في 26 مارس(آذار) الماضي. في أسوأ الحالات، لا يستبعد البروفيسور غراتسيوزي أن تكون المعطيات التي جرى خزنها في الأسبوعين الأخيرين مهددة بالخطر لكن الأمر لا يتعلق بخسارة نتائج الامتحانات التي خاضها الطلاب في كليات هذه الجامعة التسعة.
وتشير آخر المعطيات الواردة من الأقمار الصناعية الى أن مدينة quot;لاكويلاquot; أزاحها الزلزال 15 سنتمتراً مقارنة بموقعها الجغرافي الأصلي. وما يزال برلسكوني يتمسك بتأسيس مدينة بديلة، داخل quot;لاكويلاquot; أم بالقرب منها. مما لا شك فيه أن على برلسكوني الاعتناء بدقة بإجراءات حكومة روما الطارئة هناك. فالمعارضة لن تتأخر، بمؤازرة أضرار الزلزال، من إزاحته بدوره من منصبه رئيساً للوزراء!