نجلاء عبد ربه من غزة: على الرغم من تأكيد حكم بلعاوي الناطق باسم أمانة سر اللجنة المركزية لحركة فتح، إن الساعات القادمة ستشهد إعلان مكان وزمان انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح ، وذلك بعد أن يجتمع الرئيس محمود عباس مع أعضاء اللجنة المركزية للحركة، إلا أن إشكالية إنعقاد المؤتمر السادس للحركة من عدمه، ألقت بظلالها على كواد الحركة في قطاع غزة. ففي الوقت الذي زار فيه قياديين من حركة فتح قطاع غزة، للوقوف عن كثب ما يدور في الوسط الفتحاوي، فإن تذمراً ظهر بين كوادر فتح من حيث آلية تنسيب كوادر للمؤتمر.
وقالت مصادر مقربة من القرار الفتحاوي لإيلاف أن quot;أطرافا شلليةquot; كُشفت في وجود حملة إعلامية مخفية تحضيراً للمؤتمر. وأضافت أن الأمر أصبح لا يطاق عندما quot;بدأ تنسيب عائلات بدلا من الكادر الفتحاوي الحقيقي الذي ضحى منذ سنوات لأجل حركة فتح والقضية الفلسطينيةquot;.
وأوضح عدد من كوادر حركة فتح لإيلاف أن العديد من الكشوفات صيغت بـ quot;حسب حجم العائلات، وليس من خلال الكادر التنظيمي صاحب الخبرة والعمل التنظيمي الأصيلquot;.
ومن المقرر أن تبدأ أعمال المؤتمر السادس لحركة فتح منتصف الشهر القادم، لكن أحد المشاكل الرئيسية التي تعيق إقامة المؤتمر، هو رفض القيادة المصرية، وكذلك الأردنية، عقد المؤتمر على أراضيها. وبحسب روحي فتوح، القيادي في حركة فتح فإن المرجح quot;أن يعقد في الضفة الغربية، في حال عدم إنعقاده في القاهرة أو عمانquot;.
وقال نائب مفوض التعبئة والتنظيم في حركة فتح، عدنان سمارة إن المؤتمر سيعقد في منتصف الشهر المقبل، وأن الأوراق الخاصة بالمؤتمر أصبحت جاهزة، وأن أسماء الهيئة العامة للمؤتمر التي تضم 1500 عضو أصبحت جاهزة.

وأضاف quot;اللجنة التحضيرية ستحدد زمان ومكان المؤتمر، لكن الاحتمال الأقوى سيكون في القاهرة، بناء على طلب مفوض عام التعبئة والتنظيم، احمد قريع، من جمهورية مصر من أجل استضافة المؤتمر.
وحذر سمارة من quot;اختطاف الحركة إذا ما فشلنا في تبني برنامج سياسي يحافظ على الحقوق الفلسطينيةquot;. وقال quot;لا خلاف حول من سيحضر المؤتمر إلا إننا قلقون حول نتائج المؤتمر، ونتمنى أن تخرج حركة فتح قوية موحدة حول برنامج سياسي واضح مع قيادة فتحاوية منتخبة لديها إرادة ثورية من أجل تنفيذ البرنامج السياسيquot;.
وأعتبر القيادي في حركة فتح روحي فتوح، أن رفض القياديتين المصرية والأردنية، منطقي وعقلاني. وقال لإيلافquot; القيادتان المصرية والأردنية رفضتا عقد المؤتمر السادس لحركة فتح، حتى لا يُحسب أنهما يدعمان حركة على أخرى، في ظل إنقسام فلسطيني واضح بين الفصائل الفلسطينيةquot;.

ويتخوف العديد من كوادر فتح، من أن يفرز المؤتمر المقبل، كوادر غير مهيأة لقيادة الحركة، وذلك من خلال التعامل بشللية ومحسوبية. إلا أن القيادي في فتح، روحي فتوح، قال أن 600 كادر من الحركة يمكنهم أن يفرزوا عضو المجلس الثوري لشغل منصب عضو مركزية. وأضاف لإيلاف quot; لا بد من تجاوز 40% من مرشحي المجلس الثوري للوصول إلى مركزية الحركة، بينما يتعين على الكادر الفتحاوي أن يبلغ ما نسبته أكثر من 30%، ليكون قادراً على الدخول للمجلس الثوريquot;.
وكانت أوساط إعلامية مختلفة قالت إن مؤتمر حركة فتح تأجل لأجل غير مسمى. وقالت quot;عدد من اللجنة المركزية لحركة فتح، غير معنية بإنعقاد المؤتمر، لمصالح شخصيةquot;.
وبينت مصادر مطلعة خاصة لإيلاف أن فريقان أساسيان داخل حركة فتح،بدءا بشكل غير معلن قي حملة سرية، لحشد أكبر عدد من كوادر الحركة لصالح كل طرف. وقالت المصادر أن فريق الحرس القديم، المقرب من الرئيس الراحل ياسر عرفات والرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس، بزعامة اللواء نصر يوسف، يهيمن الآن على آلة الإعلام الرئيسية التابعة لحركة فتح، مقابل فريق الشباب الذي يتزعمه القيادي في الحركة محمد دحلان.
من جانبه، قال المتحدث باسم فتح في الضفة الغربية فهمي الزعارير، إن قيادة الحركة تعمل منذ فترة طويلة عبر اللجنة التحضيرية واللجان المكلفة الأخرى للتحضير لعقد المؤتمر في أقرب فرصة ممكنة. وأعتبر إن تلك التحضيرات تستهدف تمتين وتصليب حركة فتح، وهو ما يتطلب تحضيرا دقيقا وتوفير كل الأجواء والمناخات الداخلية والموضوعية لعقد مؤتمر يعزز وحدة الحركة بكافة أعضائها وكوادرها وقياداتها، ونبذ كل عوامل الفرقة والاختلاف.
وقال الزعارير في بيان له وصل إيلاف نسخة عنه، أنه quot;لم يتم تحديد أي موعد نهائي ومحدد لانعقاد المؤتمر، حيث اعتمد المجلس الثوري في دورته السادسة والثلاثون توصيات اللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر، بعيد الانتهاء من حصر المترشحين لعضوية المؤتمر العام واعتماد عضويتهمquot;.
وأكد على أن اللجنة التحضيرية ولجنة العضوية quot;لم تنهي مهماتها بعد، حيث وضعت المعايير الملزمة لعضوية المؤتمر العام على أسس تمثيلية لأطر الحركة التنظيمية وقطاعاتها الجماهيرية والشعبية والمهنية، وحتى اللحظة لم يتم إعتماد القائمة النهائية لعضوية المؤتمر يبقى من الصعب تحديد تاريخا محددا لعقدهquot;. وأكد أن quot;أي تاريخ يروج قبل ذلك الاجتماع يعتبر تخمينا أو إشاعةquot;.
وما بين هذا أو ذاك... تبقى عيون جماهير الحركة الفتحاوية شاخصة بين مصر أو الأردن أو الضفة الغربية، لإنهاء أزمة طالت ما يقرب من عشرين عاماً توقفت فيها الدماء الفتحاوية، وبقيت أزمة الجيل الشاب في الحركة تراوح مكانها.