جنوب أفريقيا: حذر رئيس جنوب افريقيا الجديد جاكوب زوما من الاوقات الصعبة التي ستشهدها بلاده بسبب الازمة الاقتصادية العالمية. وقال زوما، في خطاب تنصيبه رئيسا للبلاد، ان فقدان الوظائف وفرص العمل مشكلة تواجهها كل اقتصاديات العالم، quot;ونحن لن نكون بمنأى من الاحساس بوطأة وضغط هذه المشكلةquot;. الا انه اكد في الوقت نفسه ان ركائز الاقتصاد في جنوب افريقيا ما زالت قوية.

يشار الى ان المراقبين والمستثمرين في انتظار التشكيلة الوزارية التي سيرأسها زوما. ويترقب هؤلاء ما اذا اختياره لمن يشغل منصب وزير المالية سيكون الوزير الحالي ترفور مانويل، الذي تحظى سياساته المالية بالاعجاب والثناء. كما ينتظر المراقبون كيف سيكون نفوذ الحزب الشيوعي، الحليف السياسي لزوما، في التشكيلة الحكومية.

وكان زوما قد ادى القسم رئيسا لجنوب افريقيا بعد عودة قوية للمسرح السياسي في ظل وضع اقتصادي متعثر تعصف به نسب الجريمة المرتفعة وتنامي أحزمة الفقر وانتشار مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز). وتعهد زوما في خطاب التنصيب بالعمل من أجل المصالحة الوطنية، مثنيا على الرؤساء السابقين.

وقال انه سينهج سياسات الوفاق الوطني بين مختلف الاعراق والطوائف، وهي السياسة التي اتبعها سلفه الرئيس الاسبق نيلسون مانديلا. كما تعهد الرئيس الجديد بالعمل على تحسين سكان المواطنين، قائلا quot; سأتفرغ لخدمة الشعب بكل انضباط ونزاهةquot;. ووصف المراسلون الأجواء التي عمت العاصمة بأنها أجواء احتفالية لم تؤثر عليها البرد والأمطار التي شهدتها العاصمة.

ويتوقع أن تكون الولاية الرئاسية لزوما مختلفة عن رئاسة سلفه ثابو مبيكي من حيث ان زوما سيضفي لمسة شعبية على العمل الحكومي. واصبح زوما (67 عاما) الرئيس الرابع لجنوب افريقيا منذ انتهاء نظام الفصل العنصري قبل 15 عاما. وقد اختير زوما لهذا المنصب من قبل البرلمان بعد فوز حزبه، حزب المؤتمر الوطني الافريقي، بالانتخابات.

وجرت مراسم أداء القسم في احتفال أقيم ببريتوريا حضره نحو 30 رئيس دولة وحكومة تقدمهم الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا أول رئيس لجنوب أفريقيا بعد نهاية النظام العنصري. وكان زوما الذي يحظى بشعبية كبيرة في جنوب أفريقيا قاد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي إلى فوز انتخابي كبير في 22 أبريل/نيسان الماضي. ويحظى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بشعبية كبيرة في جنوب أفريقيا بفضل سياساته السابقة المناهضة للفصل العنصري التي كانت سائدة في جنوب أفريقيا.

تحديات

لكن أحد التحديات الكبيرة التي تواجه زوما تتمثل في القدرة على التوفيق بين المصالح الاقتصادية المتضاربة التي تفرق بين النقابات والشركات. ويرغب حلفاء زوما من الشيوعيين في تخصيص الحكومة موارد مالية للإنفاق على ملايين من سكان جنوب أفريقيا الذين لا يزالون يعيشون في فقر مدقع بعد مرور 15 عاما على نهاية نظام الفصل العنصري.

ويتميز زوما بمهارات التوسط بين اتجاهات متضاربة، ومن شأن ذلك منع مزيد من الانشقاقات في صفوف حزب المؤتمر الوطني بعد انفصال أحد الأحزاب الصغرى عنه. وكان زوما قد حبس لمدة 10 سنوات في ظل حكم الفصل العنصري قبل أن يُنفى ويترأس أجهزة الاستخبارات التابعة للموتمر الوطني. ويرى مراقبون أن عمله الاستخباراتي ساعده في الصعود إلى سدة الرئاسة.