القاهرة: رأى وزير الخارجية المصرية أحمد ابو الغيط ردا على سؤال حول مدى حاجة التسوية الشرق أوسطية إلى مؤتمر جديد تدعو إليه موسكو كمرجعية جديدة يمكن أن يستندوا إليها لاحقا على غرار مرجعيات مدريد، وأوسلو، وأنابوليس أنه quot;لا يعتقد أن يكون مؤتمر موسكو أحد المرجعيات، بل إذا ما اتفق على عقده، وجاء في التوقيت المناسب وعلى الأرضية المناسبة، مع وضوح أهدافه، سوف يكون مؤتمرا لإطلاق مفاوضات، ولوضع النقاط فوق الحروف، وهو لن يأتي بمفاهيم جديدة للتسويةquot;، مشيراً الى أن مفهوم إطارات كلينتون والمبادرة العربية التي تستند إلى مبدأ الأرض مقابل السلام هي الأساس، وبالتالي لن نضيف جديدا.

وقال في حديث لصحيفة quot;الشرق الأوسطquot;إن روسيا دولة كبيرة، وتلعب ـ منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية حتى اليوم ـ دورا ذا وزن في تطورات المنطقة العربية. وإذا أظهرت روسيا الاهتمام، فيجب أن يتجاوب العرب، لأنه لا يفوتنا أن روسيا عضو في الرباعي الدولي ذي التأثير على خريطة السياسة العالمية. وحول ما يقال بشأن وجود مبادرة أميركية تقول بضرورة بدء الدول العربية في تطبيع علاقاتها جنبا إلى جنب مع بداية استئناف الحوار على كل المسارات، قال وزير الخارجية المصرية quot;هذا هو ما يطرحه الأميركيون الآن، ولا أعتقد أن الدول العربية ستكون جاهزة لتبني هذا الطرح، إلا إذا ما ظهر أن هناك تحركات جادة وفعلية وذات مصداقية، وخطوات كبيرة من جانب إسرائيل تؤمن للدول العربية الثقة في هذا الجهد.

ومع ذلك، لا أتصور أن الدول العربية سوف تنجذب هكذا لمثل هذه المفاوضات. أتصور إذا ظهر أن إسرائيل جادة وذات مصداقية، وتتخذ من الخطوات الحقيقية ما يعطي الطمأنينة للفلسطينيين والعرب، يمكن أن تتحرك بعض الجهات العربية بسرعات متفاوتة، لكي تستجيب مثلما استجابت في منتصف التسعينات عندما وقعت أوسلو. وإذا ما ظهر أن إسرائيل جادة في عملية الدولتين، فليس هناك ما يمنع من أن نبدأ التحرك في إطار مبادرة السلام العربية التي تقول بمبدأ quot;الأرض مقابل السلامquot;، وعندما تبدأ إسرائيل في الانسحاب وتأمين قيام الدولة الفلسطينية وإعطائها الفرصة، فإن العرب سيتجاوبون تدريجياquot;.

وردا على سؤال بشأن تعزيز إيران لوجودها العسكري جنوبي البحر الأحمر، من خلال إرسال بارجتين حربيتين، بحجة مكافحة القرصنة، قال أبو الغيط إنه لا يعتقد في أن تكون البارجتان قوة ذات وزن في ظل وجود الكثير من السفن التابعة لأساطيل روسيا، والولايات المتحدة، والصين، والهند، وكوريا الجنوبية، وبلدان أوروبية أخرى، وقوات تابعة لحلف الأطلسي، وأخرى للاتحاد الأوروبي تتخذ من جيبوتي قاعدة لتحركاتها. وكشف أبو الغيط في حديثه عن أن مصر وروسيا تنويان ـ خلال الزيارة المرتقبة للرئيس ميدفيديف للقاهرة ـ توقيع اتفاق إطار حول الشراكة الاستراتيجية، يقنن مسألة عقد لقاءات دورية على مستوى الرؤساء، وأخرى على مستوى الوزراء للتشاور والتنسيق بين البلدين في كل المجالات، بما فيها الدفاع والسياسة الخارجية.