دمشق:أثناء مقابلة أجراها مراسل مجلة quot;التايمquot; الأميركية مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، بعد ساعة من كلمة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، للعالم الإسلامي، لاحظ أن مشعل وصف، الشعب الإسرائيلي وقادتهم بالإسرائيليين، ما يشير إلى تغيير في خطابه، ذلك أن الصفة الرئيسية التي تطلقها الجماعات الإسلامية على الإسرائيليين هي quot;الصهاينةquot; أو ما هو أسوأ.

وعند سؤاله عما إذا كان هذا القول يشكل تغييراً في اللغة، ويعني اعترافاً بدولة يهودية يطلق عليها اسم إسرائيل، قال مشعل: quot;لا تخلص إلى هذه النتيجة.quot; وأضاف مشعل: quot;هذه هي المسميات التي يطلقونها على أنفسهم.. وعندما يصبح للفلسطينيين دولة ذات سيادة، فعندها يمكن أن يطلب منهم الاعتراف بالآخرين.quot;

ومع ذلك، فإن دعوة الإسرائيليين بالمسميات التي يطلقونها على أنفسهم تشكل quot;لغةquot; جديدة في الخطاب الإسلامي، وهذا يعني أن هناك إمكانية للحوار. ولكن هل هذا يعني أن هناك اعترافاً بهزيمة حماس خلال المعارك الأخيرة في غزة واعترافاً بأن إسرائيل باقية ولا يمكن إزالتها؟ أم أنه يعني محاولة من مشعل للظهور بمظهر متعاطف بخلاف مظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، quot;المتصلب والعنيد.quot;

وحول خطاب أوباما، أبدى مشعل تشككه، لكنه اقر بوجود quot;لغةquot; جديدة عند الرئيس الأميركي. على أن مشعل يرغب أكثر في معرفة ما بإمكان الإدارة الأميركية الجديدة القيام به حيال الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية.

وقال: quot;لدى الأميركيين خبرة واسعة في الضغط على الدول في مختلف أنحاء العالم، لماذا لا تتدخل في حالة إسرائيل فقط؟quot; وحول الخطوات التي يمكن لحماس القيام بها حيال السلام، أوضح مشعل أن الخطوة يجب أن تأتي من الجهة التي تمتلك الموارد، وquot;نحن لا نمتلك أي موارد.quot;

وحول الاعتراف الرسمي بإسرائيل، قال مشعل: quot;من يحتاج إلى الاعتراف أكثر من الآخر؟ إسرائيل التي تمتلك الترسانة النووية والقوة العظمى والموارد، أم الشعب الفلسطيني؟ أي طرف يستحق الاهتمام أكثر من غيره، الجلاد أم الضحية؟ القامع أم المقموع؟quot;

يشار إلى أن مشعل كان قد صرح في وقت سابق لصحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية بأن حماس تؤيد فكرة إقامة دولة فلسطينية في حدود عام 1967 على أساس هدنة مع إسرائيل لمدة عشر سنوات، وأوضح مشعل أن حركته لا تنوي الاعتراف بإسرائيل كدولة، مشدداً على اعتبارها عدو العرب.

وأكد أن حركته قررت وقف إطلاق القذائف الصاروخية على إسرائيل في المرحلة الراهنة اعتقاداً منها بأن هذه الخطوة تخدم المصلحة الفلسطينية. وتابعت: quot;ورداً على سؤال حول ميثاق حركة حماس الذي يدعو إلى القضاء على إسرائيل، قال مشعل إن هذا الميثاق يعود تاريخه إلى عشرين عاماً، وأن سياسة الحركة تحددها التجارب التي تمر بها.quot;

وأضاف مشعل أن الحركة ترحب بأي جهد سياسي يؤدى إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعودة اللاجئين الفلسطينيين. وأشار إلى أن حركة حماس لن تكون عقبة أمام أي تحرك جاد ينهى الاحتلال الإسرائيلي ويقيم دولة فلسطينية كاملة السيادة على الأرض وعلى الحدود وعلى الأجواء وكل مظاهر السيادة.