صنعاء، برلين: تقوم السلطات اليمنية اليوم الثلاثاء بعمليات تمشيط واسعة النطاق في محافظة صعدة شمال اليمن بعد الاعلان رسمياً عن العثور على جثث ثلاث نساء من بين تسعة أجانب اختطفوا الاسبوع الماضي، وقد نقلت الجثث الى صنعاء.

وقال مسؤول من وزارة الداخلية اليمنية لوكالة فرانس برس ان quot;قوات الامن تقوم بعمليات تمشيط واسعة للعثور على خاطفي الاجانب التسعةquot; وهم عائلة المانية مؤلفة من خمسة اشخاص وممرضتان المانيتان ومدرسة كورية جنوبية ومهندس بريطاني.

وفي هذه الاثناء، وصلت الجثامين الثلاثة التي عثر عليها، على متن مروحية الى مطار عسكري في صنعاء ونقلت الى المستشفى العسكري.

وأضاف المصدر ان الجثث quot;تعود لألمانيتين (ممرضتان) ومدرسة كورية (جنوبية)، ويتم حاليا اجراء الترتيبات لاعادة الجثث إلى بلدهنquot;. وما تزال الانباء متضاربة حول مصير باقي الرهائن.

فقد اكدت وزارة الداخلية اليمنية الاثنين فقط مقتل ثلاثة من الرهائن هم الالمانيتان والكورية جنوبية، فيما أكد مصدر امني في محافظة صعدة اعلن في وقت سابق لوكالة فرانس برس مقتل سبعة اجانب من اصل التسعة والعثور على اثنين من المخطوفين على قيد الحياة.

وفي المانيا، اعربت الاجهزة الامنية عن اعتقادها بان الرهائن التسعة جميعهم قتلوا على يد تنظيم القاعدة، بحسب ما نقلت صحيفة quot;سويدوتش تسايتونغquot; الثلاثاء، الا ان المسؤولين الرسميين لم يؤكدوا هذه المعلومات. والجدل يدور ايضا حول الجهة المسؤولة عن الخطف والقتل.

وقد حمل المصدر المسؤول في الداخلية quot;عناصر الارهاب والتخريب التابعة للحوثي (قائد التمرد الزيدي في صعدة) المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة وكذا مسؤولية تأمين سلامة بقية المخطوفين الستة الذين ما يزال مصيرهم مجهولاquot; بحسب وكالة الانباء اليمنية.

من جهتهم، اصر المتمردون الحوثيون على براءتهم ودعوا الى تظاهرة الاربعاء في محافظة صعدة للتنديد بعملية الاختطاف والقتل.

وقال بيان صادر من المكتب الاعلامي للقائد الميداني للتمرد عبد الملك الحوثي ان الدعوة للتظاهر هي quot;للتنديد والاستنكار بالجريمة البشعة التي ارتكبت بحق الكادر الطبي للمستشفى الجمهوري بمدينة صعدةquot;. والالمانيتان والكورية الجنوبية اللواتي تاكد مقتلهن يعملن مع جمعية خيرية تدعى quot;الهيئة العالمية للخدمات الطبيةquot;.

وذكرت مصادر محلية ان هذه الهيئة التي تعمل في صعدة منذ 35 عاما، جمعية مسيحية تابعة للكنيسة المعمدانية. وتملك الهيئة نفسها مستشفى في مدينة جبله بمحافظة اب جنوب صنعاء حيث قام مسلح اسلامي بقتل ثلاثة اطباء اميركيين في ديسمبر 2002.


من جانبه، أعلن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الثلاثاء مقتل المانيتين خطفتا الاسبوع الماضي مع مجموعة اجانب في اليمن.

وقال شتاينماير ان السفارة الالمانية في صنعاء ارسلت احد موظفيها الى شمال اليمن حيث عثر على ثلاث جثث، اثنتان قرب مكان خطف فيه تسع رهائن الاسبوع الماضي.

وكانت وزارة الداخلية اليمنية اعلنت الاثنين العثور على جثث ثلاث اجنبيات خطفن مع ستة اجانب آخرين في شمال البلاد.

وقال الوزير الالماني للصحافيين ان برلين quot;مضطرة مع الاسف الى اعتبار اثنتين من مواطنيها مفقودتين في عداد القتلىquot;، مضيفا quot;افكارنا ومشاعرنا مع احباء واصدقاء القتلىquot;. واضاف انه لا يعرف كيف توفيت المرأتان الا انه تم ارسال خبراء طب شرعي المان الى اليمن لفحص الجثتين.

وصرحت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل للصحافيين quot;طبعا، ندين هذا العمل باقسى العباراتquot;. وقالت مدرسة quot;ذي بريكquot; الدينية في ليمغو وسط المانيا ان المرأتين كانتا طالبتين في المدرسة، وكانتا تعملان من اجل اكتساب خبرة مع منظمة quot;وورلد وايد سيرفيسيزquot; للاغاثة في مستشفى في صعدة منذ بداية حزيران/يونيو.

واضافت ان المرأتين هما انيتا جي (24 عاما) وريتا اس (25 عاما) معتبرة انها فقدت quot;طالبتين مجتهدتين كانتا مثالا يحتذى بحبهما لله والناسquot;.

وكانت المرأتان ضمن مجموعة من سبعة المان بينهم ثلاثة اطفال، خطفوا الاسبوع الماضي في محافظة صعدة المضطربة مع مهندس بريطاني وزوجته الكورية الجنوبية.

واكد شتاينماير الذي تحادث ونظيره اليمني ابو بكر القربي الثلاثاء ان لا معلومات عن مصير المفقودين الآخرين، مشددا في الوقت عينه على انهم في قبضة quot;مجموعة عنيفةquot;.

وقال ان نظيره اليمني طمأنه الى ان صنعاء ستبذل ما في وسعها لضمان سلامة الرهائن.

وكانت وزارة الداخلية اليمنية اكدت الاثنين مقتل ثلاث رهائن هم المانيتان وكورية جنوبية تم العثور على جثثهن في محافظة صعدة، واعلنت ان قواتها تمشط المنطقة بحثا عن محتجزي ستة رهائن آخرين quot;لا يزال مصيرهم مجهولاquot;.

وفي سيول اكدت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية مقتل احدى رعاياها. وذكرت وسائل الاعلام المحلية انها تدعى ايوم يونغ سون (34 عاما) واختفت مساء الخميس مع زوجها البريطاني، وهو بدوره في عداد المفقودين.