مئات من اتنية هان يتدفقون لمدينة اورومتشي الصينية |
بكين: قالت وسائل إعلام حكومية ان شرطة الصين ألقت القبض على اكثر من 1400 مشتبه به فيما يتصل بأعمال الشغب التي جرت في عاصمة اقليم شينجيانغ الذي يغلب على سكانه المسلمون مما أسفر عن مقتل 156 واصابة اكثر من 800. وأنحت الحكومة الصينية باللائمة على انفصاليين يعيشون في المنفى في الاضطرابات التي وقعت في اورومتشي عاصمة الاقليم يوم الاحد في أسوأ اضطرابات عرقية منذ سنوات.
من هم اليوغور؟
يعيش في شينجيانغ نحو ثمانية ملايين من اليوغور او نحو نصف اجمالي سكان المنطقة. يشترك الكثير من اليوغور وهم شعب معظمه من المسلمين في صلات لغوية وثقافية مع اسيا الوسطى ويرفضون الوجود والسيطرة الاقتصادية المتزايدة لقومية الهان الصينية فضلا عن الرقابة التي تفرضها الحكومة على الدين والثقافة. وسعى مسلحون يوغور يعيشون في المنفى الى اقامة تركستان شرقية مستقلة في اقليم شينجيانغ الغني بالنفط المتاخم لباكستان وافغانستان في اسيا الوسطى.
واتهمت الصين المتشددين اليوغور بشن سلسلة من الهجمات الارهابية على مدنيين صينيين منذ التسعينات وألمحت الى صلاتهم بتنظيم القاعدة لكن جماعات لحقوق الانسان قالت ان بكين استغلت دعمها quot;للحرب ضد الارهابquot; التي شنتها الادارة الامريكية السابقة لتبرير حملتها ضد اليوغور.
لماذا قام اليوغور بأعمال شغب؟
جاءت أعمال الشغب يوم الاحد بعد احتجاج على تعامل الحكومة مع اشتباكات وقعت في يونيو حزيران بين عمال مصنع من الهان واليوغور في جنوب الصين حيث لقى اثنان من اليوغور حتفهما. وربما يكون السبب المبطن للاضطرابات هو الشكاوى الاقتصادية والثقافية والدينية المستمرة منذ فترة طويلة والتي تراكمت على مدار عقود من الحكم الصارم وتحولت من فترة لاخرى الى أعمال عنف غير انها لم تحدث على هذا النطاق المميت من قبل قط.
يقول باري سوتمان المتخصص في السياسة العرقية الصينية بجامعة هونج كونج للعلوم والتكنولوجيا quot;في شينجيانغ أحد مصادر الاستياء الكبرى أنه لا تزال هناك فجوة اقتصادية كبيرة بين الهان واليوغور.quot;
هل سيكون هناك مزيد من أعمال الشغب؟
سارعت قوات الامن الى سحق الاضطرابات بمجرد تفجرها وتواجدت تواجدا مكثفا في الشوارع. ويقول محللون انه ربما تكون هناك حوادث منعزلة في بلدات أخرى خاصة تلك التي بها أغلبية من اليوغور لكن الصين تسيطر سيطرة محكمة على شينجيانغ كما ان طبيعتها الجغرافية تمثل تحديا اقل من التبت المجاورة وبالتالي فان احتمالات وقوع اضطرابات مستمرة على مدار فترة طويلة قليلة.
ويقول اندرو جيلهولم المحلل المتخصص في الشؤون الصينية في مؤسسة كونترول ريسكس في مذكرة عن الوضع في شينجيانغ quot;على الرغم من أن نطاق رد فعل قوات الامن يجعل من غير المرجح حدوث تدهور خطير في النظام العام فان الحوادث الامنية المعزولة والمحدودة محتملة جدا في ظل المناخ الحالي.quot;
تغيير السياسة تجاه الاقليات:
يبدو من المستحيل أن تستطيع بكين تجاهل واقعتين كبيرتين لتفجر أعمال العنف العرقية في اثنتين من اكثر مناطقها حساسية بفاصل اقل من 18 شهرا. على الرغم من هذا ستوفر أعمال الشغب وقودا للمتشددين الحريصين على تشديد الاجراءات الامنية بقدر ما ستوفر وقودا للمسؤولين الذين يحبذون سياسات المصالحة وتوفيق الاوضاع.
وقال سوتمان quot;في كل مرة كانت تقع فيها حوادث عرقية يسير نهجان (للحكومة) على مسارين متوازيين.quot; وأضاف quot;هناك أشخاص يقولون (يجب أن نفكر في تغيير السياسة) وهناك أشخاص يقولون (يجب أن نكون اكثر فعالية في ملاحقة الانفصاليين) وأعتقد أن من المرجح أن يحدث الامران.quot; ومن المرجح أن يجري اي تفكير متعمق سرا حيث ان حكومة الصين التي تلتزم بدرجة عالية من التكتم تشجع النزعة الوطنية منذ زمن طويل بوصفها ايديولوجية تحقق الوحدة وتحبذ تقديم وجه قوي وموحد لمواطنيها وللعالم.
التعليقات