نضال وتد من تل أبيب: بعد أن كانت الصحف الإسرائيلية قد وصفت الزيارات الأميركية، لثلاثة مسؤولين كبار لإسرائيل، على مدار هذا الأسبوع بأنها في سياق الضغط الأميركي على إسرائيل، كشفت الصحف الصادرة اليوم، أن اللقاءات والمحادثات بين الجانبين تناولت تنسيق خطوات الدولتين في الملف الإيراني، حيث استعرض الأميركيون أمام المسؤولين في إسرائيل quot;سلة العقوباتquot; التي ستفرضها الولايات المتحدة على إيران من جهة، فيما طالبت إسرائيل الولايات المتحدة بمساعدتها لبناء مفاعل ذري في النقب لأغراض انتاج الطاقة الكهربائية. وكشفت معاريف من جهتها أن الحكومة الإسرائيلية تعتزم بناء جدار فاصل على الحدود مع مصر لمكافحة المتسللين والمهاجرين غير الشرعيين.

يديعوت أحرونوت: ساعدونا على بناء مفاعل لأغراض السلمية

وقالت يديعوت أحرونوت، إن إسرائيل توجهت مؤخرًا، إلى الولايات المتحدة بطلب المسارعة في تطوير وبناء محطة طاقة ذرية لإنتاج الكهرباء، في النقب، إذ إن حكومة إسرائيل بحاجة إلى موافقة أميركية قبل أن تبدأ بإقامة المفاعل السلمي الجديد تحت إشراف دولي، دون أن تسمح لجهات دولية بفحص قدراتها الذرية الأخرى. وأشارت يديعوت إلى أن وزارة البنى التحتية قررت في الآونة الأخيرة تركيز الجهود من أجل التغلب على كل العراقيل والعقباتquot; الكثيرة في طريق بناء المفاعل الجديد. وقد علمت يديعوت أحرونوت أن ديوان رئيس الحكومة، نتنياهو توجه للجهات المختصة في البيت الأبيض لدراسة الموضع من جديد.

وقالت الصحيفة إن تقريرًا خاصًا أعدته إحدى الشرطات العالمية العاملة في مجال الطاقة ، ووصل لوزارة البنى التحتية الإسرائيلية، أظهر أن محطة تعمل بالطاقة الذرية هي الحل الأمثل للوضع القائم في إسرائيل في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية. وتحاول حكومة نتنياهو في الشهور الماضية الحصول على موافقة أميركية لإقامة محطة تعمل بالطاقة الذرية، دون أن تضطر للتوقيع على المعاهدة الدولية لحظر انتشار أسلحة الدمار لشامل.

إذ تكمن المشكلة الرئيسة التي تواجهها إسرائيل على مدار سنوات الخوض في بناء محطة ذرية لإنتاج الطاقة الكهربائية، في رفض إسرائيل التوقيع على المعاهدة الدولية المذكورة، ورفضها السماح بدخول مفتشين دوليين لفحص ما يدور في المواقع الذرية لها. وتسعى إسرائيل حاليا لنسخ النموذج الهندي- حيث ترفض الهند التوقيع على معاهدة حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل، بل إنها قامت بتجربة تفجير رؤس ذرية علنية، لكنها تسمح بمراقبة دولية في منشآتها المدنية.وقالت الصحيفة إن إسرائيل تأمل بأن تساعد الرغبة المصرية والأردنية، ومحاولات كل من الأردن ومصر إقامة محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية، إسرائيل في تنفيذ مشروعها هذا دون أن تضطر إلى إخضاع منشآتها الذرية لمراقبة دولية.

هآرتس: الولايات المتحدة استعرضت أمام إسرائيل مجموعة العقوبات المقترحة ضد إيران

كشفت هآرتس، أن إسرائيل والولايات المتحدة، أجريتا على مدار هذا الأسبوع، محادثات تنسيق حول الملف الإيراني. وقد عرض الطاقم الأميركي برئاسة مستشار الأمن القومي الأميركي، الجنرال جيمس جونز، على محادثيه الإسرائيليين، أفكارا أميركية لاتخاذ عقوبات معينة ضد إيران في حال لم يستجب النظام الإيراني لاقتراح أوباما لفتح حوار، لغاية انعقاد الدورة القادمة للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نهاية شهر سبتمبر القادم.

وقالت الصحيفة إن الهدف الأساس للعقوبات الجديدة، سيكون قطاع الطاقة الإيرانية، غذ تعتزم الولايات المتحدة تقليص تصدير أجهزة ومعدات لتكرير النفط إلى إيران. فعلى الرغم من الفائض الكبير لدى إيران في النفط الخام إلا أن قدرات إيران لتكرير النفط محدودة للغاية. كما يعتزم الأميركيون فرض عقوبات مالية على إيران بدءا حظر تأمين صفقات مع إيران، مما سيضع مصاعب كبيرة أمام تجارة إيران الخارجية، ولغاية فرض عقوبات على كل شركة تتعامل مع إيران. كما يعتزم الأميركيون ممارسة الضغوط على دول مختلفة، وخاصة في آسيا، حتى لا تحاول quot;ملء الفراغ الذي قد ينشأ في إيران بعد فرض العقوبات الأميركية عليها.

ووفقًا للصحيفة فإن المرحلة الثانية ستكون منع السفن الإيرانية من دخول الموانئ الغربية، وسيتبع ذلك فرض حظر مماثل على الطائرات الإيرانية. وفي حال أصرت إيران على رفضها، لغاية الموعد الأخير وهو انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة، فإن الولايات المتحدة تعتزم تشكيل ائتلاف دولي مناهض لإيران لفرض عقوبات شديدة عليها.

ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن الأميركيين طلبوا من إسرائيل تخفيف حدة تصريحات المسؤولين الإسرائيليين في الشأن الإيراني، وعدم تسخين الأجواء والملف لحين إجراء تقييم جديد للمسألة الإيرانية بعد دورة الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وأنه إلى أن يحين هذا الموعد يجب إفساح المجال فقط أما الخيار الدبلوماسي.

وبحسب الصحيفة فإن جونز يعتكف في هذه الأيام عن بلورة العقوبات المرتقبة بالتنسيق التام مع كل من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا في حال فشلت جولة الحوار الحالية، كما تجري الولايات المتحدة محادثات مع روسيا، التي تتحفظ حاليًا من فرض مزيد من العقوبات على إيران. وكشفت جونز أن أبواما يعتزم التوجه إلى الصين في محاول لتجنيدها لجانب الموقف الأميركي، وأنه في حال رفضت الصين وروسيا الانضمام للمساعي الأميركية، فإن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيعملان على فرض عقوبات على إيران، خارج إطار مجلس الأمن والأمم المتحدة.

معاريف الحكومة تدرس بناء جدار فاصل على الحدود مع سيناء

قالت معاريف إن الحكومة الإسرائيلية تدرس إمكانية بناء وإقامة جدار فاصل على امتداد الحدود الإسرائيلية المصرية في سيناء وذلك لمواجهة ومكافحة ظاهرة تسلل للاجئين غير شرعيين عبر الراضي المصرية إلى إسرائيل. وقالت الصحيفة إن نتنياهو ناقش الموضوع خلال جلسة خاصة عقدها مع وزير الداخلية ومع وزير المالية، في سياق مكافحة ظاهرة تسلل مهاجرين غير شرعيين، وخاصة عمال أجانب، وتفاقم هذه الظاهرة في إسرائيل إلى أبعاد كبيرة، إذ إن أعداد هؤلاء في إسرائيل هي أكثر منها في أي دولة أخرى.

وتحاول الحكومات مواجهة هذا المد من الأجانب، وخصوصًا لاجئين من السودان، وبالأساس عمال من جنوب شرق آسيا، يصلون إلى إسرائيل عبر الحدود الطويلة مع سيناء، ولا يتركوها، ويتحولون إلى عمال أجانب يمكثون بصورة غير قانونية، فيما تعجز شرطة الهجرة في إسرائيل عن حل هذه الظاهرة، خصوصا وأن مئات من أبناء هؤلاء المهاجرين ولدوا في إسرائيل ويرفضون العودة إلى بلادهم. وقد اضظر نتنياهو بالأمس إلى الإيعاز لوزير الداخلية بعدم طرد نحو مئتي طفل من أبناء العمال الأجانب من إسرائيل، باعتبار أن قضيتهم هي قضية إنسانية، لحين تبلور الحكومة الجديدة موقفًا من هذا الملف.