رحلة الخوف والموت فوق الحدود السعودية اليمنية

صنعاء: استمرت الطلعات الجوية للطيران الحربي اليمني اليوم السبت لاستهداف معاقل المتمردين الحوثيين في محافظتي صعده وعمران في أقصى شمال البلاد إثر استعادة الجيش مدينة حرف سفيان التي خضعت لسيطرة المتمردين في فترة سابقة .

وأفاد مصدر يمني مطلع لـquot;يونايتد برس انترناشونالquot; أن احد قيادات الحوثيين المدعو صالح طالع قتل مساء أمس الجمعة خلال المواجهات الدامية التي وقعت في حرف سفيان فيما أصيب احد قيادات اللواء 117 العقيد أمين ضبعان .

وأشار إلى انه لايزال الطيران يستهدف مناطق في مديرية الملاحيظ في منطقة(غفار، تهامة، وطلان )، سقط خلالها عدد من القتلى والجرحى ، كما قام بضرب مناطق الحمة والمدينة وذو صيفان في حرف سفيان.

وأكد تقرير رسمي تطويق ومحاصرة مجموعات من العناصر الحوثي في عددٍ من الطرق التي فروا إليها في منطقة حرف سفيان،وتجري حاليا ملاحقتهم في عدد من المناطق التي لجأوا إليها لضبطها، كما يجري محاصرتهم وإجبارهم على الاستسلام.

من جانبه أفاد بيان تابع للمكتب الإعلامي للقائد الميداني للمتمردين عبد الملك الحوثي أنهم استولوا على منطقة ذو صيفان في حرف سفيان ، وأسروا 80 جنديا واستولوا على معدات وذخائر عسكرية .

أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مساء يوم الجمعة منح أتباع الزعيم الديني المتمرد عبد الملك الحوثي فرصة جديدة quot;للجنوح الى السلم quot; على أساس الالتزام غير المشروط بالنقاط الست التي أعلنتها اللجنة الأمنية العليا مع بدايات المواجهات قبل عشرة أيام . و قال صالح لمناسبة حلول شهر رمضان quot;احتراماً لهذا الشهر الفضيل و حرصاً منا على حقن الدماء و تحقيق السلام فإننا نمنح تلك العناصر فرصة أخرى للجنوح للسلم و العودة إلى جادة الصواب وعلى أساس الالتزام غير المشروط بتلك النقاط الست خلال الساعات والأيام المقبلة quot;.

وتتضمن النقاط الست التي أعلن عنها مع اندلاع المعارك :الانسحاب من جميع المديريات ورفع كافة النقاط المعيقة لحركة المواطنين من كافة الطرق ،والنزول من الجبال وإنهاء أعمال التخريب،وتسليم المعدات التي تم الاستيلاء عليها ،والكشف عن مصير المختطفين الأجانب الستة (أسرة ألمانية وبريطاني واحد) ،وتسليم المختطفين من المواطنين من أبناء محافظة صعدة ،وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية بأي شكل من الأشكال .

و شدد صالح علىquot;حرص الدولة على إعادة اعمار ما خلفته الحرب في إطار حرصها على الأمن و السلام وإعادة الأوضاع بمحافظة صعدة وتهيئة كافة الأجواء لتعزيز مسيرة التنمية الشاملة في عموم مديريات المحافظةquot; .

وكان المسلحون الحوثيون دعوا صالح إلى وقف الحرب احتراما لشهر رمضان فيما يواصل الجيش عملياته في مختلف المديرات في محافظة صعدة القريبة من الحدود السعودية، ويكثف الطيران الحربي اليمني قصفه لمواقع المسلحين، وتقول تقارير إن عددا كبيرا منهم قد استسلموا. وكان المتمردون الموالون لعبد الملك الحوثي قد رفضوا في وقت سابق هذا الشهر الشروط الستة لوقف اطلاق النار.

وينتمي المتمردون الى المذهب الزيدي الشيعي ويطالبون بمدارس زيدية في مناطقهم. كما يعارضون تحالف الحكومة مع الولايات المتحدة ويقولون انهم يدافعون عن قراهم في مواجهة قمع الحكومة.

يشار الى ان المعارك الدائرة بين الجانبين خلفت منذ اندلاعها للمرة الأولى في18 يونيو / حزيران عام 2004 آلاف القتلى والجرحى.

كما تنص الشروط على تسليم من يقفون وراء خطف تسعة أجانب في يونيو حزيران وعدم التدخل في شؤون السلطات المحلية، وخطف الاجانب التسعة - وهم سبعة ألمان وبريطاني وكورية جنوبية من بينهم ثلاثة أطفال وأمهم - في جبال محافظة صعدة الشمالية وهي معقل للمتمردين، وقد عثر على جثة ثلاثة منهم هم ممرضتان ألمانيتان ومدرسة كورية جنوبية.

الا انالمتمردين ينفون احتجاز أي مدنيين.

وكان مسؤول عسكري أبلغ رويترز في وقت سابق يوم الجمعة أن الاشتباكات بين قوات الحكومة والمتمردين في شمال البلاد خلال اليومين الماضيين أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الجانبين، واستخدمت القوات اليمنية الغارات الجوية والدبابات والمدفعية في الهجوم الاخير الذي وصفه مسؤولون بأنه محاولة حازمة لسحق التمرد.

وفي يوليو تموز 2008 قال صالح ان القتال المتقطع الذي دام أربع سنوات انتهى، ويتعين أن يحل الحوار محل الصراع. ورغم مساعيه لبدء محادثات استمرت أعمال قتالية متفرقة وازدادت حدة في الاسابيع القليلة الماضية.

ويقول المسؤولون ان المتمردين يريدون عودة الحكم الديني الذي كان قائما في اليمن حتى الستينات.

من جهة أخرى، أعلنت الأمم المتحدة أنها بدأت بتقديم المساعدات الإنسانية والغوثية لما يقارب 100 ألف شخص مدني عالق في القتال الدائر بين القوات الحكومية والمتمردين في شمال اليمن، وقال بيان للأمم المتحدة ان معظم المتأثرين من هذا القتال الدائر هم من الأطفال وان فريق الأمم المتحدة بدأ توزيع حبوب تنقية المياه والأوعية البلاستيكية ومواد النظافة للمتضررين من القتال.

واضاف البيان أنه حسب تقارير المفوضية العليا لشؤون اللاجئين فإنه خلال الأسبوعين الماضيين أدت الاشتباكات في مدينة صعدة إلى تشريد نحو 35 ألف شخص حيث لا تزال الطرق المؤدية إلى محافظة صعدة مغلقة.

وذكر البيان أن المدنيين يتدفقون على مخيم الطلح الذي يديره الهلال الأحمر اليمني في مدينة صعدة وان عدد الفارين من المعارك وصل الى 5000 شخص في مخيم مجاور في حين فر بعض الأشخاص إلى السعودية وبعضهم الأخر يحاول اللجوء إلى شرق اليمن.

وقام فريق من المفوضية بزيارة محافظة quot;حجةquot; الأسبوع الماضي لتقييم الاحتياجات التي تضم المأوى والمياه النظيفة. وأشار البيان الى أنه ومنذ عام 2004 أثر النزاع الدائر بين أتباع الحوثي والقوات الحكومية في المحافظة على نحو 120 ألف شخص.

وقال المتحدث باسم المفوضية أندريه ماهجيج quot;إننا نناشد بوقف إطلاق النار للسماح للمدنيين بالهروب من القتال وتمكين العاملين في الإغاثة من توزيع المساعدات الإنسانية quot; .

واوضح أن المفوضية تطالب المانحين بتوفير مبلغ 5 ملايين دولار للاستجابة للأزمة .. كما أن التمويل مشكلة بالنسبة إلى برنامج الأغذية العالمي الذي بدأ توزيع حصص غذائية عاجلة لآلاف الأشخاص الذين اضطروا للفرار من ديارهم في الجولة الأخيرة من القتال.

وقال البرنامج إنه ودون التمويل اللازم فإن أكثر من مليون شخص بمن في ذلك المتأثرين بالفيضانات وارتفاع أسعار الأغذية لن يحصلوا على المساعدات الغذائية من نوفمبر القادم. من ناحية أخرى حصلت منظمة الصحة العالمية على مبلغ 230 ألف دولار من صندوق الأمم المتحدة المركزي للطوارئ لتلبية الاحتياجات الصحية لليمنيين المتأثرين بالنزاع.