فيينا:رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بما وصفه بـ quot;التطورات الإيجابيةquot; بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية، وعبّر عن أمله بأن يشكل الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين البلدين بشأن لمّ شمل العائلات الكورية، quot;خطوة إيجابية ومشجعةquot; في الاتجاه الصحيح نحو استئناف المفاوضات الثنائية بين سيول وبيونغ يانغ، وبين مجموعة الدول الست المعنية بتسوية النزاع في شبه الجزيرة الكورية.

ولكن بان كي- مون خلال مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر اليوم، بعدما شارك أمس في جلسة العمل المخصصة لمناقشة المسائل السياسية الإقليمية والدولي، في المنتدى الدولي المنعقد في منتجع ألباخ في مقاطعة التيرول النمساوية، عبّر عن quot;القلق الشديدquot; لعدم إحراز أي تقدّم في عملية جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من الأسلحة النووية، وتمنى أن يتواصل الاتجاه الإيجابي الناجم عن اتفاق جمع الشمل، وأن لا يتأثر بالتطورات السياسية.

كما شدّد على ضرورة احترام كوريا الشمالية لتعهدات الواردة في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، باعتبارها دولة عضو في الأمم المتحدة.

وفيما يتعلق بأفغانستان، وصف بان كي- مون الانتخابات الرئاسية بأنها quot;انجاز واستحقاق مهمquot; .

وتوقف الأمين العام للأمم المتحدة أمام التطورات الراهنة في الشرق الأوسط، فأشار إلى quot;توجهات إيجابيةquot; في ظل الموقف الجديد للإدارة الأميركية برئاسة الرئيس باراك أوباما، والذي أكد فيه التزام بلاده بحل الدولتين وخارطة الطريق. ولكنه أكد على ضرورة أن تبادر إسرائيل إلى وقف الاستيطان، وأن يبادر الجانبان الفلسطينيان إلى الاتفاق على موقف موحد بشأن التفاوض مع إسرائيل، لأن المفاوضات في ظل حالة الانقسام الفلسطيني الراهن ستكون مع النصف الفلسطيني وبعد ذلك مع حماس، على حد وصفه.

وشدّد على القول أن quot;الحوار والتوصل إلى اتفاق بين حركة فتح وحماس تشكل خطوات ضروريةquot;.واكد أهمية الوساطة التي تقوم بها الحكومة المصرية حالياً من أجل تضييق فجوة الخلافات وتحقيق المصالحة والاتفاق على قواسم مشتركة بين السلطة الفلسطينية ممثلة بحركة فتح وبين حركة حماس.

وفي الكلمة الاضافية التي ألقاها في منتدى ألباخ تحت عنوان quot;الثقة والتعددية المتجددةquot;، أعرب بان كي- مون عن اعتقاده أن quot;الحرب الباردةquot; قد ولّت إلى غير رجعة، وأشار إلى أن أوروبا أصبحت موحدة، وفي نفس الوقت تضاعف سكان العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 بمعدل ثلاثة أضعاف، كما أن الموارد البيئية والطبيعية تتعرض الآن لضغوط غير مسبوقة. وحذر من تصاعد تحديات وأزمات هائلة تهدد البشرية جمعاء، وفي طليعتها المتغيرات المناخية، وأزمة المواد الغذائية وازمة الوقود وأزمة انفلونزا الخنازير، بالإضافة إلى استمرار تداعيات الأزمة المالية العالمية وأزمة الركود الاقتصادي.

ورأى بان كي- مون أن الحل الأنسب لهذا الكمّ الهائل من التحديات والمشاكل والأزمات يكمن في بناء وتعزيز جسور الحوار والتفاهم والتعددية المتجددة حيث تنخرط جهود جميع الدول والشعوب والمناطق، مع بعضها البعض، بروح من الثقة والتعاون والتفاهم المشترك والاعتماد المتبادل.