عمان: هاجم ما يسمى بـquot;تيار الحمائمquot; داخل جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، المراقب العام للجماعة همام سعيد، المحسوب على تيار quot;الصقورquot; المتشدد، وذلك في تصعيد جديد للازمة المندلعة منذ أسابيع داخل الجماعة. واتهم الأعضاء المستقيلون من المكتب التنفيذي للجماعة، في بيان أصدروه، المراقب العام بتأزيم الموقف وبالتسبب في اتساع شقة الخلاف داخل الجماعة.

وجاء في البيان، الذي وزع على وسائل الإعلام، quot;أن منهجية المراقب العام في إدارة الجماعة أدت إلى تأزم المواقف واتساع شقة الخلاف، وإضعاف دور الجماعة في الإصلاح والتغيير وتناقض دورها السياسيquot;. كما اتهم همام بالعجز عن حل الخلاف وتوحيد صفوف الجماعة. وبحسب المراقبين، فإن هذه اللهجة غير مسبوقة في التعاطي مع المراقب العام طوال تاريخ الجماعة في الأردن الممتد منذ ما يزيد عن 60 عاماً.

واندلعت الأزمة في صفوف الجماعة قبل أسابيع على خلفية تسريب التقرير السياسي السري للجماعة الذي حمل في طياته لهجة متشددة في سياسات وتوجهات الجماعة بحسب المراقبين، ما دفع الأعضاء الصقور في المكتب التنفيذي للجماعة (هيئة قيادية عليا) إلى حل المكتب السياسي، وعلى اثر قرار الحل قدّم ثلاثة من حمائم المكتب التنفيذي استقالاتهم من عضوية المكتب، الذي يتألف من تسعة أعضاء، خمسة منهم من تيار الصقور.

فيما يتكون المكتب السياسي من 10 أعضاء يمثلون كافة الأطياف داخل الجماعة ويرأسه ارحيل غرايبة عضو مجلس الشورى وأحد الأعضاء المستقيلين من المكتب التنفيذي. وفشلت خلال الأسابيع الماضية جهود الوساطة التي دفع بها معتدلون داخل الجماعة لحل الخلاف الذي يصفه المراقبون بأنه غير مسبوق في تاريخ الجماعة.

ويصر الأعضاء المستقيلون على التراجع عن قرار حل المكتب السياسي للعودة عن قرار الاستقالة، في حين رفض المكتب التنفيذي قبول الاستقالات. ويتبنى تيار الحمائم في الجماعة الانفصال التنظيمي عن حركة حماس الفلسطينية، في حين يعارض الصقور هذا الأمر ، مما زاد من شقة الخلاف بين التيارين.

ولم يستبعد مراقبون هنا أن يلجا المراقب العام إلى حل المكتب التنفيذي، واختيار أعضاء جدد حيث يمنحه دستور الجماعة مثل هذه الصلاحيات، شريطة موافقة مجلس الشورى على الأعضاء الجدد، ومجلس الشورى أعلى هيئة قيادية في الجماعة ويتألف من خمسون عضوا ويسيطر تيار الصقور على معظم مقاعده.