مخيم الجلزون: بدأ افراد أسرة البايض في مخيم الجلزون القريب من رام الله في الضفة الغربية تجهيز منزلهم فور سماعهم بنبأ استعداد اسرائيل لاطلاق سراح ابنتهم هيام (34 عاما) ضمن مجموعة من عشرين امرأة لقاء معلومات عن الجندي الاسرائيلي المخطوف جلعاد شاليط. وقالت والدة هيام، رفقة البايض quot;لسنا وحدنا سعداء بهذا النبأ بل ان جيراننا واهالي المخيم يقاسموننا هذه السعادةquot;.

واعتقلت هيام قبل ست سنوات، حيث كانت تدير هي ومجموعة من الفتيات الفلسطينيات مكتبا للانترنت في رام الله، وكان من المفترض ان يطلق سراحها في اواسط العام المقبل. واعربت الام رفقة عن املها بان يكون اطلاق سراح ابنتها هيام ومجموعة من الفلسطينيات الاخريات quot;مقدمة لاطلاق سراح كافة الاسرى الفلسطينيينquot;.

وعلى مسافة قريبة من منزل اسرة البايض في المخيم نفسه، تعيش اسرة الفتاة براء ملكي التي جاء اسمها ضمن المجموعة التي اعلن الاربعاء عن نية اسرائيل اطلاق سراحهن. والمعلوم ان اعتقالها كان يفترض ان ينتهي في الاول من تشرين ثاني/نوفمبر المقبل. وبدأ اهالي الفتاتين واهالي المخيم بتعليق الاعلام الفلسطينية وصور الفتاتين اللتين سيتم اطلاق سراحهما الجمعة.

وكان اعلن الاربعاء عن التوصل الى صفقة ما بين حركة حماس واسرائيل، تطلق اسرائيل بموجبها سراح 20 امرأة فلسطينية لقاء حصولها على معلومات عن حياة الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط المعتقل لدى مجموعات مسلحة في قطاع غزة منذ ثلاثة اعوام. ولم تكن السلطة الفلسطينية جزءا من هذه الصفقة التي ابرمت بوساطة مصرية والمانية، الا انها اعربت عن سعادتها لاطلاق سراح النسوة العشرين.

واعطى ابرام هذه الصفقة الجزئية املا للفلسطينيين بان يتم اطلاق سراح المزيد من الذين تعتقلهم اسرائيل في سجونها، عند ابرام صفقة تبادل اوسع ما بين هؤلاء المعتقلين والجندي الاسرائيلي. وقالت رئيسة لجنة الاسرى في المجلس التشريعي الفلسطيني خالدة جرار لوكالة فرانس quot;نأمل من هذه الصفقة ان يتم كسر المعايير الاسرائيلية للاسرى الذين يتم اطلاق سراحهمquot;.

وترفض اسرائيل في كل مرة يتم فيها اطلاق سراح معتقلين فلسطينيين، اطلاق سراح من تصفهم بان quot;ايديهم ملطخة بدماء اسرائيليينquot;. وقالت جرار ان quot;اطلاق سراح عشرين اسيرة فلسطينية، لقاء معلومات عن الجندي الاسرائيلي، هو بادرة تعطي الامل بكسر المعايير الاسرائيلية واطلاق سراح اسرى من ذوي الاحكام العاليةquot;. ويقول الشاب احسان كمال (38 عاما) ان الامل انتعش لدى افراد اسرته باطلاق سراح شقيقه سائد المحكوم بالسجن 38 عاما، عندما علمت الاسرة بنبأ موافقة اسرائيل على اطلاق سراح النساء العشرين.

وقال احسان quot;تتبعنا بامل وفرح الاخبار التي تحدثت عن موافقة اسرائيل على اطلاق سراح النساء، وهذا الامر اعطانا امل كبير بان يتم اطلاق سراح اخي وباقي الاسرى الفلسطينيينquot;. واضاف احسان quot;طالما ان اسرائيل وافقت على اطلاق عشرين امرأة فقط لقاء معلومات عن الجندي الاسرائيلي، فمعنى ذلك ان لدى حماس ورقة قوية واسرائيل مستعدة لتقديم اي شيء لقائهاquot;.

وتحتجز اسرائيل في سجونها حوالى عشرة الاف فلسطيني، منهم من امضى اكثر من ثلاثين عاما في السجن. وسبق ان اعلن اكثر من مرة عن قرب التوصل الى اتفاق ما بين حركتي حماس واسرائيل لتنفيذ صفقة تبادل معتقلين فلسطينيين مع الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط، الا ان المباحثات حول ابرام الصفقة كانت دائما تفشل قبل الوصول الى خواتمها، ويحمل كل طرف الطرف الاخر مسؤولية ذلك.