يعتقد الكثير من العراقيين أن شريحة المثقفين والنساء ليس لها نصيب بالفوز في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ويدفعهم إليها السياسيون للحصول على أصواتهم، حيث تشهد قوائم الترشح أعدادًا متزايدة من المثقفين والفنانين والإعلاميين، رجالًا ونساء، بشكل لم تشهده الدورتان السابقتان للبرلمان، لكن هؤلاء يشعرون بالإحباط حين يجدون أن الكتل والقوائم الانتخابية لا ترغب في وصولهم إلى البرلمان، بقدر ما تريد استغلالهم لكسب أصوات محبيهم، وتوزيعها على المنتمين إلى أحزابها.


عبد الجبار العتابي من بغداد: أعربت زهراء محمد جواد، موظفة في وزارة التربية، عن شكوكها بأن يسمح السياسيون للمثقفين والنساء بالوصول إلى البرلمان.

عربات نقل
وقالت: من خلال متابعتنا للواقع العراقي صرنا نعرف أن السياسي لا يريد للكفاءات والمثقفين أن يصلوا إلى البرلمان، لأنهم سيكشفون مستواهم الثقافي الحقيقي، وأعتقد أن السياسي غير المثقف لا همّ عنده غير السرقة والربح، الذي يجنيه من مقعد البرلمان، لذلك فالمساكين من المثقفين سيكونون عربات نقل، توصلهم إلى قبة البرلمان لا غير.

أما قاسم عزاوي، موظف في وزارة الثقافة، فأكد أن المثقف لا يستطيع مجاراة السياسيين، لامتلاكهم المال والنفوذ. وقال: تواجد الكادر الثقافي في الانتخابات البرلمانية ظاهرة صحية، لأننا بحاجة إلى تواجد الثقافة في مجلس النواب. ففي الدورات السابقة لم نجد من يمثل المثقفين أو يطالب بحقوقهم المغبونة، فالمثقف يكاد يكون مهمّشًا، رغم أن الثقافة معروفة بدورها المهم في التغيير وفي بناء مجتمع ديمقراطي بعيدًا عن كل الطوائف والإثنيات والقوميات، كذلك للمناداة ببلد واحد. أضاف: المتنفذون على (الساحة السياسية) يمتلكون السلطة والمال وشراء الذمم، لذلك المثقف ستكون فرصته ضعيفة، لكنني أتمنى لهم الفوز.

واجهات للسياسيين
من جانبه، تمنّى الدكتور صالح الصحن، باحث اكاديمي، ألا يستغل السياسيون المثقفين لمصالحهم الخاصة. وقال: يجب البحث عن البديل الأمثل لقيادة مقدرات المجتمع، وهناك حركة من السياسيين أيضًا، التي تعتقد - وهذا حقيقة - أن هؤلاء المثقفين والفنانين يحظون باهتمام وسمعة طيبة وبثقة عالية من قبل المجتمع، فيريدونهم واجهات لهم.. لذلك فقد زجّت الطبقة السياسية بهذه الشريحة المثقفة تحت شعار quot;مستقلquot;، لاستغلال أصوات محبيهم والمعجبين بهم.

أضاف: أملي بأن لا يستغل السياسيون هؤلاء المثقفين في الحصول على أصوات لمصلحتهم فقط ،لأن هناك تطلعًا إلى أن يتبوّأ المكان أناس مثقفون ومتخصصون، يتمتعون بضمير وخبرة، وهذا يعود بالمنفعة على المجتمع.

تغيير أم محاولات يائسة
المطرب علي جودة، أحد المرشحين للانتخابات، أشار إلى أنه يسعى إلى التصحيح. وقال: أنا أعتبر الطبقة المثقفة والواعية هي القادرة على التغيير. فالإنسان المثقف، سواء كان كاتبًا أو موسيقيًا أو أديبًا هو أكثر إحساسًا وتفاعلًا مع الناس quot;التعبانةquot;. أضاف: quot;ترشحت للانتخابات، وقد أحسست بأنني لا بد أن أوصل صوتي وصوت الإنسان والفنان إلى البرلمان، وأن أدافع عن حقوقهم، لأنني مؤمن بقدراتي، ولن أكون مجرد رقم بين النواب إذا ما فزتquot;.

من جانبه، أكد الصحافي غضنفر لعيبي أن مشاركة المثقفين في الانتخابات ما هي إلا محاولات يائسة. وقال: عادة المثقف هو من يحمل همّ الوطن أكثر من باقي الناس، ويحاول تغيير الواقع، لكن محاولاته هذه يائسة، ﻷن هنالك من استحوذ على السلطة، ولن يسمح للمثقف بالحصول عليها.

أضاف: quot;وفي الوقت نفسه، فإن المثقفين والإعلاميين منقسمون، ولا يشكلون قوة أو ورقة ضغط كبيرة داخل المجتمع، بسبب سطوة الأحزاب الكبرى ونفوذها، رغم أن بعض الكتل السياسية تحاول استقطاب الوجوه المعروفة في الفضائيات، في محاولة لكسب أكبر عدد من الأصوات، لأنها تدرك أن هؤلاء أقرب إلى الناس البسطاء من تجار السياسةquot;.