القاهرة: احالت النيابة المصرية العامة الاحد محمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري و67 متهمًا اخر الى محاكمة جنائية بتهمة quot;تشكيل تنظيم ارهابي مرتبط بالقاعدةquot;، فيما تواصلت مواجهات الطلاب الاسلاميين مع الامن في عدد من الجامعات.

وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان المتهمين يواجهون اتهامات تتعلق بتكوين quot;تنظيم إرهابي يرتبط بتنظيم القاعدة، يستهدف منشآت الدولة وقواتها المسلحة وجهاز الشرطة والمواطنين الأقباط، بأعمال إرهابية بغية نشر الفوضى وتعريض أمن المجتمع للخطرquot;.

والقي القبض على الظواهري المعروف بتاييده للرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي في اب/اغسطس الفائت. كما القت السلطات القبض على 50 متهمًا، فيما لا يزال 18 قيد الملاحقة، بحسب الوكالة. ولم توضح الوكالة ما اذا كانت المجموعة المتهمة نفذت بالفعل ايا من هذه الهجمات ام لا. ولم يحدد بعد موعد لبدء جلسات المحاكمة.

وقالت مصادر قضائية ان الظواهري متهم بتأسيس جماعة متطرفة لمواجهة الدولة مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد مرسي في يونيو/حزيران الماضي. واضافت ان تحقيقات النيابة كشفت ان الظواهري وقادة بارزين اخرين دربوا اعضاء التنظيم فكريا وعسكريا على استخدام الاسلحة وصناعة المتفجرات وزرع القنابل في اماكن سرية في محافظة الشرقية، في دلتا النيل، وحي المطرية وضاحية 6 اكتوبر في القاهرة.

وشهدت محافظة الشرقية اكثر الهجمات التي تستهدف افراد الشرطة في مصر مؤخرا. فيما تعد منطقة المطرية شرق القاهرة خط مواجهة مستمرة بين المتظاهرين الاسلاميين والشرطة. وكشفت تحقيقات النيابة ان التنظيم الذي اسسه الظواهري في مصر دفع باعضائه المدربين إلى القتال في سوريا ضد نظام بشار الاسد، لكنه امرهم بالعودة إلى مصر في اعقاب الاطاحة بمرسي في تموز/يوليو.

ويحاكم عدد كبير من انصار مرسي بتهم تتعلق بالعنف والقتل وquot;الارهابquot;، من بينهم كبار قيادات جماعة الاخوان. وقبل اسبوعين، قضت محكمة مصرية بالاعدام على 528 من انصار مرسي في احداث عنف جرت في الصيف الماضي في مدينة المنيا جنوب القاهرة.

وكانت السلطات المصرية افرجت عن محمد الظواهري في اذار/مارس من العام 2011 بعدما قضى نحو 12 عاماً في السجن منذ أن تسلمته مصر من الإمارات العربية المتحدة في عام 1999. وفي اذار/مارس 2012 برأته محكمة عسكرية من القضية المعروفة اعلاميا باسم quot;العائدون من ألبانياquot;، التي صدر عليه فيها حكم بالإعدام من المحكمة العسكرية العليا.

واتخذ الظواهري في السابق مواقف متشددة من جماعة الاخوان المسلمين، منتقدا عدم تطبيقها للشريعة الاسلامية بشكل صارم، لكنه عارض اطاحة الجيش بمرسي في تموز/يوليو الفائت. وعزل الجيش المصري مرسي في الثالث من تموز/يوليو الفائت اثر احتجاجات شعبية حاشدة عبر البلاد بعد سنة واحدة في الحكم شهدت اضطرابات سياسية وتدهورا اقتصاديا.

ومنذ عزله، تشن السلطات المصرية حملة واسعة على انصار مرسي خلفت نحو 1400 قتيل، معظمهم من الاسلاميين، بحسب منظمة العفو الدولية. في المقابل، قتل نحو 500 من افراد الجيش والشرطة في اعتداءات استهدفت الامن المصري بحسب بيان للحكومة. واعتقل الآلاف من اعضاء الجماعة، على راسهم قيادات الصف الاول في جماعة الاخوان، الذين يواجهون محاكمات باتهامات مختلفة.

والاحد، تاجلت محاكمة مرسي نفسه و14 متهمًا اخر في القضية المتهم فيها بالتحريض على قتل متظاهرين معارضين له ابان توليه الحكم لجلسة السبت المقبل، حيث ستستمع المحكمة لخمسة شهود جدد في جلسة سرية، حسبما ذكرت مصادر قضائية.

ولم يكن الشارع المصري بعيدا عن صخب قاعات المحاكم الاحد، حيث تواصلت المواجهات بين الطلاب الاسلاميين المؤيدين لمرسي والامن في عدد من الجامعات عبر البلاد. فقد اندلعت مواجهات في جامعة المنيا، جنوب القاهرة، بعدما رشق الطلاب الاسلاميون الشرطة بالحجارة، فردت بدورها باطلاق الغاز المسيل للدموع، بحسب ما افادت المصادر الامنية اشارت الي توقيف 11 طالبا.

وتكررت المواجهات في جامعة عين شمس في وسط القاهرة، والقريبة من مقر وزارة الدفاع المصرية، حيث اطلق الامن الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلاب الذين خرجوا الى الشارع. ونظم طلاب مؤيدون لمرسي مسيرات محدودة داخل جامعة القاهرة، لكن من دون اي تقارير عن مواجهات مع الامن.

وتعد الجامعات الساحة الرئيسة حاليا للمواجهة بين المتظاهرين الاسلاميين وقوات الامن. والاربعاء، قتل عميد في الشرطة وجرح خمسة اخرين في ثلاثة انفجارات استهدفت مركزا امنيا للشرطة امام البوابة الرئيسة لجامعة القاهرة. وتزايدت اخيرا الهجمات المسلحة على حواجز الشرطة والجيش في مختلف مدن البلاد، وخصوصا في محافظات الدلتا.

واعلنت جماعة انصار بيت المقدس، اكثر الجماعات الاسلامية المتطرفة المسلحة نشاطا في مصر، والتي تعتنق افكار واساليب القاعدة، مسؤوليتها عن اعتداءات دامية عدة، ابرزها تفجير مديرية امن محافظة الدقهلية وتفجير مديرية امن القاهرة كذلك اسقاط طائرة عسكرية مروحية وتفجير حافلة سياحية في جنوب سيناء. وتقول هذه الجماعة ان هجماتها تاتي ردا على قمع السلطة للاخوان المسلمين.

وفي كانون الاول/ديسمبر الماضي، اعتبرت الحكومة المصرية جماعة الاخوان quot;تنظيما ارهابياquot;، التهمة التي تنفيها الجماعة التي تصر على ان انشطتها سلمية. ويخشى مراقبون من تزايد الهجمات التي تستهدف الامن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في 26 و27 ايار/مايو المقبل، والمتوقع ان يفوز فيها قائد الجيش السابق المشير عبد الفتاح السيسي، الذي قاد عملية عزل مرسي اثر احتجاجات شعبية حاشدة.

واضافة إلى السيسي والناشط اليساري حمدين صباحي، اعلن المحامي المعروف والمثير للجدل مرتضى منصور اليوم اعتزامه الترشح للرئاسة.