انتزعت quot;تليغرافquot; البريطانية أدلة قاطعة لا تقبل الشك على استخدام الأسد الكيميائي ضد شعبه الأعزل، وذلك عبر تحليل ميداني قامت به الصحيفة شخصيًا لعيّنات سحبتها من مكان شهد غارة نظامية أخيرًا، فتبيّن أن التربة ملوثة بالكلور السام والأمونيا.


استخدام الأسلحة الكيميائية الفتاكة أمر ليس جديدا على سوريا، التي لقيت نصيبها المؤسف من المجازر البشعة، الأمر الذي أدى إلى تحركات دولية لحظر استخدامها، والمطالبة بالتخلص من مخزون النظام السوري الكيميائي ككل.

لكن فيما يتابع العالم تطورات عملية التخلص من السلاح الكيميائي السوري، يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد يقف على المقلب الآخر مستمرًا في استخدامه، إذ أشارت صحيفة الـ quot;تليغرافquot; البريطانية إلى أنها تمكنت من الحصول على أدلة تثبت استخدام هذه الأسلحة في ثلاثة مواقع شنّ عليها الجيش السوري غارات خلال الأيام الأخيرة.

تحليل عينات
وحصلت الصحيفة على عيّنات ترابية من المواقع الثلاثة، ثم أجرت تحليلًا كيميائيًا بإشراف خبراء، فأظهرت النتائج أن التربة ملوثة بالكلور السام والأمونيا، وهو ما يعتبر دليلًا قاطعًا على أن الأسد يستخدم الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين العزّل حتى اليوم.

وقد جرى الحصول على هذه العينات عن طريق أشخاص خبراء ومدرّبين لتنفيذ هذه المهمة، في حين أشرف خبير متخصص في شؤون الحرب الكيميائية على دراسة العينة.

استخدام الغازات الخانقة أو السامة - من بينها الكلورين والأمونيا - عمل جرّم دوليًا، ومنع استخدامه في الحروب، وفقًا لمعاهدة جنيف، التي وقعت عليها سوريا. لكن من الواضح أن الأسد لا يلتزم بهذه القوانين، فالهجمات التي خلفت بعض القذائف تحمل إشارات توضح محتوياتها، وتثبت أنها أطلقت بواسطة مروحيات.

المعارضة لا تملكها
وبما أن المعارضة المسلحة لا تملك مروحيات تمكنها من شنّ هجمات بالسلاح الكيميائي على المدنيين، فهذا يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الفريق الذي يقف خلف هذه الهجمات هو النظام السوري، وليست جماعات المعارضة.

في هذا السياق، نقلت الصحيفة عن هايميش دي بريتون-غوردون، وهو خبير الأسلحة الكيميائية البريطاني، الذي شارك في عملية تحليل العينات، قوله: quot;لقد أثبتنا بالدليل القاطع أن النظام السوري استخدم غازي الكلور والأمونيا ضد المدنيين العزل من أبناء شعبه في الفترة التي تتراوح بين الأسبوعين إلى الأسابيع الثلاثة الماضيةquot;.

يشار إلى أن المنظمة الدولية لحظر استخدام الاسلحة الكيميائية أكدت أنها سترسل لجنة استقصاء إلى سوريا بهدف التحقيق في الاتهامات الأخيرة التي وجّهت إلى النظام باستخدام غاز الكلورين السام ضد المدنيين.