اعلن الائتلاف السوري المعارض ان مدينة حلب في شمال سوريا باتت مطوقة، مشيرا الى استعدادات قوات النظام لاقتحامها، وذلك بعد ايام من سيطرة "الدولة الاسلامية" على محافظة دير الزور في شرق البلاد منتزعة اياها من سيطرة كتائب المعارضة المقاتلة.

وقال الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لؤي صافي في تصريح نشر الاحد على الموقع الالكتروني للائتلاف "ثمة تكامل واضح& بين جيش الأسد وحليفه داعش اللذين يسعيان بتوقيت زمني واحد إلى السيطرة على المناطق المحررة من دون حدوث أدنى اشتباك بين الطرفين". واضاف "الوضع العسكري حرج للغاية، وتطويق حلب أصبح واقعا".

وعزا تراجع مقاتلي المعارضة في عدد من المناطق السورية الى "عدم جدية المجتمع الدولي ومنظومة اصدقاء سوريا والتخاذل في دعم الثورة على الصعيد العملي"، مشيرا الى ان "الولايات المتحدة حتى الآن، ما زالت تمنع وصول الأسلحة المتطورة للجيش الحر من أجل التصدي لإرهاب الأسد والتنظيمات المتطرفة التي شرعت بالتنسيق معه بالتمدد داخل المدن المتمردة على استبداد النظام".
واشار الموقع الى "استعدادات لقوات النظام لاقتحام حلب".

يأتي هذا التحذير بعد التقدم الذي احرزته القوات النظامية السورية خلال الايام الماضية شرق حلب، اذ سيطرت على اجزاء واسعة من المدينة الصناعية، عند المدخل الشمالي الشرقي لحلب.

وذكرت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من السلطات في عددها الصادر الاحد ان الجيش السوري يقف "على عتبة تحقيق إنجاز آخر بتطهير مدرسة المشاة (شمال شرق حلب) التي تمهد له الطريق للتقدم نحو قرى وبلدات ريف حلب الشمالي، بوابة الدعم اللوجستي للمسلحين عبر تركيا".

وتسيطر الكتائب المقاتلة ضمن المعارضة المسلحة على الاحياء الشرقية في مدينة حلب وبعض الشمالية منها. ومن شان سيطرة النظام الكاملة على المدينة الصناعية ومدرسة المشاة ومخيم حندرات المجاورين قطع طريق اساسي -وان كان ليس الطريق الوحيد- على المعارضة الى ريف حلب الشمالي المحاذي لتركيا. بينما بات قسم من الريف الشرقي لحلب من مدينة الباب في اتجاه محافظتي الرقة ودير الزور بين ايدي "الدولة الاسلامية".

من الجهة الجنوبية الشرقية، يتواجد النظام في مطاري حلب والنيرب وفي السفيرة وخناصر، كما يتواجد في الاحياء الجنوبية لمدينة حلب. وبالتالي، لا منفذ لمقاتلي المعارضة الذين يتواجدون ايضا بشكل محدود في بعض الاحياء الغربية للمدينة التي يمكن منها الولوج الى محافظة ادلب.

وكان رئيس "هيئة الاركان العامة للقوى الثورية والعسكرية السورية" (الجيش الحر) العميد عبد الاله البشير وجّّه السبت نداء حذر فيه من "كارثة" بعد التقدم الذي احرزه تنظيم "داعش" من جهة وقوات النظام من جهة اخرى.

وقال في بيان مصور نشر على موقع "يوتيوب" "بعدما قدمنا الاف الشهداء لتحرير هذه المناطق (ريف دير الزور) من تنظيم داعش الارهابي الذي لم يحارب نظام الاسد قط، وكنا قد دحرناه واجبرناه على الانسحاب والخروج من اراضينا... ها قد اتى التنظيم الارهابي بالدعم والمال والسلاح من العراق، فوقعت دير الزور في قبضته واصبحت حلب بين فكي كماشة النظام وداعش".

ووجه المكتب الاعلامي التابع للمعارضة نداء دعا فيه كل قادر على حمل السلاح الى الاستعداد للدفاع عن حلب. وتوجه في البيان الذي نشر على صفحة المكتب الاعلامي على "فايسبوك" الى "كل شخص قادر على حمل السلاح، الى كل شخص قابع في تركيا من اجل المال والعمل، الى كل شخص يحمل السلاح فقط كزينة، والى كل شخص يلقي المحاضرات واللوم والكلام".

وجاء فيه "ها قد حان الوقت لتدافع عن دينك وارضك وعرضك"، مشيرا الى ان "حلب تحاصر يوما بعد يوم" وان "المعركة الكبرى الفاصلة في مسار ثورتنا الشريفة اقتربت". وطالب البيان "المحاكم الشرعية والعلماء وكل الفصائل العسكرية بسحب السلاح من الذين لا يعملون به في الجبهات"، كما طالب "بالتجنيد الإجباري للشباب والدعوة في المساجد لإعلان جهاد الدفع".

على صعيد آخر، بدأت الاحد في اسطنبول اجتماعات للجمعية العامة للائتلاف المعارض تستمر حتى الثلاثاء. وذكرت المستشارة الاعلامية في الائتلاف بهية مارديني ان الجلسات المسائية ستتطرق الى "الوضع في الداخل والتحديات الكثيرة، لا سيما ما يجري على الجبهة الشرقية". واشارت الى ان "أعضاء الائتلاف سينتخبون غدا الاثنين هيئة رئاسية جديدة".