أكد رئيس حكومة الأردن أن لا خوف على المملكة من تداعيات الأحداث في المنطقة، ولكن هذا لا يعني أن نجلس ونستريح، بل علينا كحكومة وأجهزة أن نقوم بدورنا واستعداداتنا على أتم وجه.


نصر المجالي: أطلع رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور أعضاء مجلس الأعيان، الاثنين، على مجمل تطورات الأحداث في المنطقة وأثرها على الأردن، إضافة إلى الوضع الاقتصادي وتحدياته.

وقال النسور إن الأردن لا يواجه أي أخطار تهدد أمنه، رغم ما تشهده حدوده مع العراق وسوريا من أحداث، مؤكدًا إدانته للإرهاب، أيًا كان مصدره.

ولفت الدكتور النسور إلى حجم الأعباء والتحديات التي يواجهها الأردن نتيجة الأزمة السورية، لافتًا إلى ما يشكله نحو مليون و400 ألف لاجئ سوري على مختلف القطاعات، وعلى المجتمعات المضيفة، مؤكدًا أن اللاجئين السوريين هم أخوة وأشقاء لنا.

أحداث معان
وبشأن الأحداث التي شهدتها مدينة معان الجنوبية في الآونة الأخيرة، أكد رئيس الوزراء أن معان شأنها شأن كل شقيقاتها مدن الأردن التي تحظى بالمحبة والتقدير والاحترام.

وشدد النسور على أن معان المدينة العزيزة على القيادة الهاشمية والشعب الأردني ليست متهمة أو مستهدفة، ولا ينبغي أن تكون، لأن هذا سيكون سقطة سياسية بأن يستهدف الوطن بعضه ونفسه، "وهذا أمر غير مطروح، ولا في ذهن الحكومة ولا الرأي العام، أن معان كتلة واحدة من المشاكل، فهذا ليس أمرًا صحيحًا".

وقال النسور "إن ما&جرى هو حملة تستهدف تسعة عشر مطلوبًا، وهم مطلوبون بقضايا جرمية غير سياسية، ولا نتحدث عن أي إنسان مطلوب بسبب رأيه، وإنما 19 شخصًا ارتكبوا قضايا نعتقد أنها إجرامية، ومكان البت فيها هو القضاء، وليس المظاهرة، ولا إطلاق النار على الشرطة، ولا ضرب مباني الحكومة التي تخدم شعب معان الغالي الحبيب".

وأشار إلى أن هؤلاءَ المطلوبين الــــ 19 يحتمون بالأبرياء وبأسرهم، ويجري العمل على جلبهم إلى القضاء المستقل ليقول كلمته، وأن لا يتمتعوا بحماية أحد لا حماية مادية ولا حماية أدبية، "ومن يحمي المجرم يشاركه في الجريمة وحاشى لأهل معان أن يفعلوا ذلك".

وأكد "أن علينا أن نحصّن أنفسنا من أي مخاطر، وذلك عبر إشاعة العدل والإنصاف بين الناس ونزاهة الحكم والحكومة والمجالس النيابية والأعيان ونزاهة القول والسلوك".

تنمية المحافظات
وبشأن تنمية المحافظات لفت رئيس الوزراء إلى أنه لم يتم الوصول إلى المحافظات بالشكل الكافي الذي أراده جلالة الملك عبدالله الثاني، منوهًا بأن "مراكز المدن عزيزة، ولكن الأطراف لم تنل حظها الكافي من التنمية".

وأشار في هذا الصدد إلى أن صندوق تنمية المحافظات الذي تم إطلاقه من قبل جلالة الملك بـــ 150 مليون دينار شراكة بين الحكومة والقطاع الخاص قبل ثلاثة أعوام، "لم يتم الإقراض منه سوى 22 مليون دينار، وهو رقم متواضع".

وكان رئيس مجلس الأعيان بالإنابة فيصل الفايز رحّب برئيس الوزراء في هذا اللقاء، الذي يسهم في تعزيز العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وبما يخدم الوطن والشعب ويلبّي طموحات جلالة الملك عبدالله الثاني.

وأشار إلى أن حالة الأمن والاستقرار التي يعيشها الأردن بفضل حكمة قيادته ووعي شعبه تتطلب مكاشفة أبناء الوطن بكل ما يجري من حولنا.

وأكد أن الحفاظ على الوطن يحتاج توحيد الخطابين السياسي والإعلامي لمواجهة التحديات وتبني خطط اقتصادية تنعكس بشكل مباشر على المواطنين والتصدي للفقر والبطالة وتخفيض عجز الموازنة.

من جهته، أكد النائب الثاني لرئيس مجلس الأعيان الدكتور معروف البخيت الذي ترأس جانبًا من الاجتماع، تقديره لهذا التواصل بين الحكومة ومجلس الأعيان، للتباحث في كل القضايا والمستجدات على الساحة الوطنية، وآخر التطورات في المنطقة، مشددًا على أهمية التركيز على استحداث تنمية حقيقية في المحافظات.

الحدود الشمالية والشرقية
وعرض وزير الداخلية حسين المجالي للأوضاع على الحدود الشمالية والشرقية وتداعياتها الداخلية، مؤكدًا متابعة الحكومة وأجهزتها الأمنية للتطورات الجارية، واتخاذها جميع الاحتياطات اللازمة لحماية الأردن.

ووصف الوضع على الحدود العراقية الأردنية بالآمن، موضحًا أن حركة التنقل وحركة الركاب مستمرة رغم انخفاضها إلى النصف، فيما ارتفع طلب التأشيرات من قبل العراقيين إلى نحو الضعف.

وبشأن الحملة الأمنية في معان أشار وزير الداخلية إلى أن الإعلام يحاول تشويه صورة معان وتشويه صورة الحكومة في تعاملها مع معان، مؤكدًا أن المسألة في معان لا تتعدى قلة قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة خارجة على القانون، وأصبحت تشكل خطرًا على أهل معان أكثر من أي خطر يمكن أن تشكله على الدولة.

حديث جودة
وعرض وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة التطورات الأخيرة في العراق وتداعياتها، لافتًا إلى أن ما يجري في العراق ليس بمعزل عمّا يجري في سوريا. وبيّن جودة أن الأردن موقفه ثابت تجاه الأزمة السورية، وهو الدعوة إلى حل سياسي.

وجدد وزير الخارجية التأكيد على الموقف الأردني الداعم لجهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بما يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وعرض وزير المالية الدكتور أمية طوقان لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، وما تحقق من مؤشرات مستهدفة في أداء الاقتصاد الوطني، وبرامج الحكومة لتنمية المحافظات، إضافة إلى شبكة الأمان الاجتماعي والمنحة الخليجية.

وتحدث وزير الصناعة والتجارة والتموين الدكتور حاتم الحلواني حول الميزات والحوافز الاستثمارية والإعفاءات الضريبية التي يتم منحها للمستثمرين في المحافظات، وبما يسهم في تنمية المحافظات وإيجاد مشروعات تنموية تولد فرص عمل للشباب.

وأكد أن أسعار المواد الاستهلاكية والمواد الرمضانية في شهر رمضان مستقرة، ولم ترهق المواطن الأردني. وتحدث وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور إبراهيم سيف حول المنحة الخليجية التي تسهم في تنفيذ مشروعات تنموية وخدمية في الأردن، مؤكدًا أن الوزارة تتابع بشكل حثيث تنفيذ المشروعات الممولة من المنحة.
&