&
&
الارض الفلسطينية عبر سنوات كانت قمرة القيادة في طائرة مختطفة تصارع العواصف الرعدية و البرق، &امام اعين العالم &و كافة راكبيها فلسطينيين، و ملاحيها لوبي صهيوني مستأجر باموال عربية مودعة في الغرب، بعض العرب يفاوض علي تعويضات الضحايا، قبل سقوط الطائره، و اخرين اعتبروهم مفقودين، و حتي يومنا هذا لا تزال الطائرة مصيرها لغزا، تحلق في الاجواء بمساعدة تموين جوي حتي لا تسقط، حتي ينتهي التفاوض و يقبض الثمن، و ثمن &الملاحين يدفع قبل الضحايا، و محاولات اخري لمنع اي امداد جوي، لقتل النساء و البنين.
&
اختطفت الطائرة &بناءآ علي تنسيب وزير خارجية بريطانيا، الذي امر بالاقلاع دون اي اوراق ثبوتية، شرطه كان الطيران دون تعريض راكبيها بغض النظر الي دياناتهم &للخطر، و لكن و مع الزمن و رغم مسح كل المدن &و قصف كل الديانات و تمهيدا لهبوطها علي ارض مستوية، من العراق الي سوريا، الا ان الخلاف علي مهبط الطائرة و نزول الركاب لم تحسمه بريطانيا، بعد، بل تلاعب العرب “ملك و لا كتابة “ للوصول الي معرفة هل “بلفور بريء من دم فلسطين ام ان دمائها وزع بين القبائل؟.
&
و اقصد ان الحل للوضع الفلسطيني في يد وزير خارجية بريطانيا، حيث ان &هذا المنصب المسمي “وزير خارجية المملكة المتحدة “ &من أقوي المناصب في العالم، بعكس بعض من وزراء الخارجية المسلوبي الارادة في الشرق الأوسط، التابعين لتعليمات السفير الامريكي و توجيهات عليا. و المثل الجديد يقول :” ما كتبه عطار الدبلوماسية لا يصلحه العهر “.
جملة في محاضرة تقيم دولة في رسالة
&
وزير خارجية بريطانيا، و علي الدوام، قراره مليء بالنتائج، سواء قرارات لئيمة، سياسات عدوانية في الحروب، نعومة مغلفة بزحف الثعبان نحو الفريسة في السلام، او قرارات شجاعة و بطولية &و رجولة &و حشد من خلف الابواب و الطاولات في المحافل الدولية، و في كل الأحوال &قرارات وزير خارجية بريطانيا &هي قرارات لا ارتجالية و لا تتبع احد الا الفكر و الإرادة و المصلحة &البريطانية. &لا احد يلومهم رغم الحصرم الذي تضرسته دول كثيرة.
&
قرارات و مراسلات و صياغة &جمل و فقرات بيد و عقل انجليزي، ترشح و ترسخ و تستقر في معاهدات النقطة فيها تطيح بوطن و” ال “ التعريف تنسف الجغرافيا، و همزة لمزة تنشيء كيان و تخلق &اميرا، الف ممدودة تقسم نهر، و تابعوا التاريخ للمزيد.
&
وزراء خارجية بريطانيا علي مدار مئات السنين،اداروا و يديرون العالم، والتاريخ اثبت ان الفكر و التحضير و التخطيط لبريطانيا و التنفيذ لامريكا الكاوبوي .
&
و اذا كانت بريطانيا تآمرت مع بعض العرب ضد الاتراك و مع بعض العرب علي العرب، و اتفقت مع اليهود علي العرب، و اقتسمت مع فرنسا الشرق الأوسط، وقدمت امريكا واجهة لتنفيذ سياستها و أنشئت دول تابعة لها و لاغراضها و حماية مصالحها، و مارست و لا تزال تُمارس تحريك مسرح العرائس السياسي بالخيوط التي تمسكها منذ العصور الوسطي، فماذا يمنعها ان تمنح من لا يستحق ارضا ليست له؟.
&
لقد أقامت بريطانيا دول و مسحت دول، وًاقامت أنظمة من خلال كاريزما منصب وزير الخارجية، و اعتمدت ممثليها و تابعيها، كما كانت تفعل اتراك في توليه من يواليها الامصار، بل تفوقت علي الدولة العثمانية و هزمتها.
&
التوافق العربي الصهيوني
&
و لعل مما نشر مؤخرا في الوثائق، دليل ان لا خلاف كان بين العرب “الحاكمين” الطامحين الي توسعة رقعة ولايتهم مع اليهود “الغاصبين” حسب تصريحات الامير فيصل، رحمة الله عليه، والذي تم توليته مملكة العراق، و تم منحه لقب “ملك”، حيث قال :” نحن العرب ننظر بعين عميقة مليئة بالعطف علي الحركة الصهوينية، نرحب من اعماق قلوبنا باليهود، وندعو لهم. ان حركتنا ( لم يشر اليها باعتبارها الثورة العربية الكبري) و الحركة الصهيونية مكملتان لبعضهما، و لا يمكن نجاح واحدة دون الاخري (1). انتهي الاقتباس.
&
و اقصد ان غياب القرار العربي المستقل عن بريطانيا، في بعض من الدول هو من عجل بتحويل جملة من خطبة سياسية، بل حديث وزير خارجية في منتدي، &تحول الي جملة مكتوبة في رسالة، و موجهه لمن؟، موجهة الي رجل اعمال “ غير معترف به شرعيا انه ممثل الجالية اليهودية &البريطانية”(2).
&
من بلفور الوزير الي اللورد روتشلد في ٢ نوفمبر ١٩١٧، تم قرآءة الرسالة في حي كنجزواي، في لندن في دار الاوبرا &بحضور ٢٧٠٠ شخص من ضمنهم حاييم وايزمان و ناحوم سوكولوف، اهم الشخصيات اليهودية الصهيونية التي ساعدت بريطانيا في الحرب.
&
وعد بلفور، اتي &بقوة و لكن لم يآت من فراغ،بل مهد و خطط له من سنوات قبل بلفور، و ان القصد و المقترح ان يكون الوطن القومي في اوغندا، و رفضت الفكرة من قبل الصهيونية التي تري في القدس محتوي ديني.
&
&و الوعد هو مكافآة لليهود لسببين، الاول ان حاييم وايزمان اخترع انواعا من مواد البارود التي ساهمت في الانتصار العسكري لبريطانيا في الحرب العالمية الاولي و عدم سقوط الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، &و ناحوم لعب دورا مع الصهوينية في اقناع امريكا، و نجح &في ادخال امريكا الي جانب بريطانيا في مواجهة المانيا، علما ان امريكا كانت اعلنت حيادة موقفها الي ان تدخل اللوبي الصهيوني لقلب موازين الحرب بدخول الجيش الامريكي لمساندة الانجليز.
&
&
اعلان فلسطين قضية قبل ان يعلم الفلسطينييون ان لهم قضية !
&
ثم بعد ثلاثين عاما من الوعد، من رساله عاطفية، جاء قرار التقسيم الصادر عن عصبة الامم المتحدة في عام ١٩٤٧و &هو الذي دفع بالصهيونية بعد اشهر من صدوره ان تعلن في ١٥ مايو ١٩٤٨ استقلالها عن “فلسطين “ و اقامة دولتها اليهودية، التي من المفترض حسب معاهدة سان ريمو في عام ١٩٢٣ ان تكون حكما ذاتيا، ليشن ثان يوم مباشرة العرب الرافضين فكرة قيام دولة اسرائيل حربا و اعلان &“ان فلسطين اصبحت ؛قضية فلسطين “ قبل ان يعلم الفلسيطينيون انفسهم ان لديهم قضية حينها” (٣)
&
و بفعل اليابان و ايطاليا وفضلهما علي الحركة الصهوينية و دعمهما لها رغم &اعتراض فرنسا، تحول وعد الوزير بلفور في عهد الملك جورج الخامس الي دولة في زمن وجود طرف رابع في المعادلة الا و هي تركيا، المعروفة حينها “العثمانية”.
&
و السؤال كيف خطبة ثم رسالة ثم تعهد يتحول الي دولة؟، كيف قرارات و معاهدات تشير الي فلسطين نجد انها تلاشت، و بعد سنوات يركض وزراء الخارجية، يطبلون و يزمرون لكل اعتراف جديد بالسلطة الفلسطينية.
&
&ان اي اعتراف بالجديد هو في حد ذاته انكار و الغاء الاعتراف بالدولة الفلسطينية &الواردة في معاهدة سان ريمو ١٩٢٣، بل انه الاعتراف السلبي بالجزئية، اي السلطة الفلسطينية.&
&
شيء يحتاج الي وقفة، الي مراجعة، الي مؤرخين جدد لما حدث و يحدث.
&
و السؤال كيف دولة تحت الانتداب تتلاشي؟ و كيف تنشاء دولة علي جزء من ارض فلسطين، حسب الاتفاقات و هي الاْردن؟. الخرآئط و الوثائق تشير الي ان الاردم انشئت علي مساحة فلسطين التي من ضمنها نهر الاردن و عبر الاردن.(٥)
&
و تلك الوثائق هي ما تعتمد عليه اسرائيل ان فلسطين دولة أقيمت علي ارض فلسطينية و سرقها الهاشميين و أطلقوا عليا اسم المملكة؟. اين الوثائق المضاده لهذآ الهزل؟ اين دور المثقفين و السياسين و المؤرخين ممن امتلئت خزائنهم و بطونهم؟ اين و اين و اين علامة استفاهم؟.&
&
&و بالذكاء و الحنكة و التوثيق خرائط و مخططات و اتفاقات و رسائل وًصور تثبت ذلك تتقدم اسرائيل بالقناع و الدليل، و ان كان تلفيقا او ادعاءا، لاقناع العالم بالحق الاسرائيلي الابدي و التاريخي في فلسطين و سرقة الارض عبر النهر من فلسطين، متناسيين إتفاقات و اقتراحات مسبقة لمنح اليهود أوغندا لإقامة دولتهم وًهو ما لم يلق الموافقه من الحركة الصهيونية.
&
بلفور قال “وطن قومي” في فلسطين دون المساس بحقوق احد&
&
بلفور قال الي اللورد روتشيلد " سنعمل علي مساعده اليهود في انشاء وطن لهم في فلسطين "، لم يقل في اسرائيل، و أكد سيكون لهولاء اليهود حق الحصول علي جنسية الدولة الفلسطينية، و لم يقل جنسية الدولة الاسرائيلية او اليهودية، و بقيت الرسالة دون تفعيل الي معاهدة &سان مارينوا ١٩٢٣، و التي نصت في بعض بنودها التي اوضحت الانتداب البريطاني و حددته &في المادة(٢) بان يريطانيا هي المنتدبة المسؤولة عن وضع البلاد (فلسطين) في ظل هذه الظروف السياسية والإدارية والاقتصادية، وعليها ضمان إنشاء الوطن القومي اليهودي، على النحو المنصوص عليه في ديباجة رسالة اللورد بلفور، وتطوير مؤسسات الحكم الذاتي( اي ان الوطن القومي لليهود يمنح الحكم الذاتي في فلسطين و ليس كما هو الوضع المخزي الان و العكسي لما ورد في المعاهدة، حكم ذاتي للفلسطينين ضمن السلطة الفلسيطينية علي ارضهم المغتصبة)، وأيضا حماية الحقوق المدنية والحقوق الدينية لجميع سكان فلسطين، بغض النظر عن العرق والدين. و كان القصد من تلك الحماية توفير الحماية للكيان اليهودي.
&
و اشارت المادة (٣) من المعاهدة ان تقوم المنتدبة، بريطاني وحتى الي ان &تسمح به الظروف، علي تشجيع الحكم الذاتي المحلي. و القصد تشجيع الحكم المحلي لليهود.
&
و اشارت ايضا المادة (٤). انه يجب الاعتراف بالوكالة اليهودية ملائمة كهيئة عامة لغرض تقديم المشورة والتعاون مع إدارة فلسطين في مثل هذه الأمور الاقتصادية والاجتماعية وغيرها التي قد تؤثر على إنشاء الوطن القومي اليهودي ومصالح السكان اليهود في فلسطين و، رهنا على الدوام للسيطرة على الإدارة، لملساعدة والمشاركة في تنمية البلاد. انتهي الاقتباس&
&
تلك البنود، واضحة ان فلسطين هي الاساس و ان اليهود سيقوموا بانشاء وطن قومي لهم علي جزء لا يتواز خمسة بالمائة من الارض، و لكن ما حدث اصبح الفلسيطينيون هم المطالبين بتلك الخمسة بالمائة.
&
و اقصد بلفور لم يلغ فلسطين الدولة، و انما الغيت بتقصير العرب و جهل المسؤولين و عدم قرآتهم نصوص المعاهدات الدولية، و عد تفسيرهم لبنودها، يعتقد البعض ان اختيار بعض الجهلة للمناصب هو جزء من سياسة مقصودة،.
&
ان وعد بلفور في رسالته العاطفية استمر خمس سنوات، من ١٩١٧ و الي ١٩٢٣، حتي استطاع ان يحول رسالته الي واقع &بموافقة ثلاثة دول هي اليابان و ايطاليا و بريطانيا و اعتراض فرنسا.
&
لقد حاولت الحركة الصهيونية ان تنتزع من بلفور و تجعل &وعده و رسالته شاملة قمرة القياده و الطآئرة باكملها، و من ثم البنود في المعاهده الخاصة بالانتداب البريطاني علي فلسطين ان تشمل اقامة وطن قومي لليهود علي” كل الارض الفلسطينية” (٤)، و رفض الوزير البريطاني بلفور ذلك، &و رفضت الدول الاخري الحاضرة في مؤتمر سان ريمو ١٩٢٣، ذلك، فهل تبراء ذمته من دم فلسطين؟؟.
&
المطلوب مخاطبة الراى العالمي، لا مجالس و قهاوي السياسيين و حواري و زنقات بني يعرب، فالشعب العربي يعرف جيدا وعد بلفور و ما تسبب به و لكن الراي العالمي لا يقرآء و لا يعرف الا ما يقدم له من الاخر.&
&
تزوير التاريخ العربي يسيء للعرب، لا يصنع منهم ابطالا، فلم يعد قيدا علي حرف في كتاب و لا فيل بوليسي يدوس بقدميه علي من يسبر اغوار الحقيقة.
&
الرساله البلفورية هي مفتاح دخول الي فلسطين من البوابة اليابانية الإيطالية البريطانية و موافقة علي مضض فرنسية حسب التاريخ و الوثائق. اعادة دراستها بداية لفهم الية هبوط غير اضطراري للطائرة المختطفة.
&
المستغرب كيف صمد الوعد؟ و كيف تلاشت فلسطين؟ و ما هي قصة اليهود؟ و كيف لم يتم الحفاظ علي حقوق غير اليهود في فلسطين؟، كيف نقض بند الاتفاقية الخاص بعدم المساس بحقوق غير اليهود؟.
&
حلقتنا القادمة، قامت اسرائيل بيد من؟…
&
المراجع :
١.Sunday, August 10, 2014
Nadine Gold foot ,Israel Started in 1917 With Balfour Declaration and Why
٢.The Balfour Declaration, Jonathan Schener، جذور الصراع العربي الاسرائيلي، وعد بلفور و اائز علي جائزة افضل كتاب يهودي
٣.The Anatomy of Israel Survival ,Hirish Goodman , page 14
٤.The legal Foundation and boarders of Isrel under International Law,Howard Grief, Page 398
٥. نفس المرجع الرابع بالاضافة Palestine and transjordan
&
التعليقات