في غمرة الاحتفالات بمناسبة مرور 400 سنة على وفاة وليام شكسبير يخوض الباحثون سجالا حاميا حول نص الملك لير. &وتوجد المأساة الكبيرة بنصين ، الأول في طبعة كوارتو الصادرة عام 1608 والآخر في طبعة فوليو الصادرة عام 1623 وكلاهما نصان مجتزآن. &ففي طبعة كوارتو 100 بيت مفقودة تظهر في طبعة فوليو وفي طبعة فوليو 300 بيت مفقودة نجدها في طبعة كوارتو. &وجُمع بين الطبعتين في نص واحد ظل المعتمد على امتداد قرون من الطبعات اللاحقة الى ان انبرى باحثون في الثمانينات ليقولوا ان شكسبير اختصر طبعة فوليو بنفسه وان الطبعتين تمثلان نصين مختلفين. واصبحت الطبعة ذات النصين هي المتعارف عليها طيلة هذه السنين. ولكن الباحث المختص بأعمال شكسبير السير براين فيكرز يقول في كتاب جديد ان هذا خطأ وان الأبيات المفقودة في طبعة كوارتو أسقطها الطباع الذي اساء تقدير كمية الورق المطلوبة لطباعة مسرحية الملك لير كاملة. &ويذهب فيكرز الى انه ليس هناك ما يدل على ان شكسبير حذف ابياتا من طبعة فوليو والأرجح ان فرقته المسرحية هي التي أجرت التعديلات على نص الملك لير لاختصار وقت المسرحية ، وليس شكسبير لتعديل مركز ثقل النص. &
وقال فيكرز "ان ما هو فريد في مسرحية الملك لير ان الحذف في طبعة كوارتو وطبعة فيوليو يحدث في مكانين مختلفين بحيث يتواشج النصان على الورق بصورة مثلى. وظل الناشرون طيلة 300 سنة يأخذون الأبيات المفقودة في احد النصين ويضعونها في النص الآخر ، وبذلك ارضاء الجميع". ونقلت صحيفة الغارديان عن فيكرز ، الزميل في كلية الدراسات المتقدمة بجامعة لندن ، قوله ان عقد السبعينات شهد محاولات لاسقاط افتراضات الأجيال السابقة ومواقفها وما كان برأيهم نظرات تقليدية. وبحسب الاكاديمي فيكرز فان الأبيات المفقودة من الملك لير في طبعة فوليو والتي يعتقد باحثون ان شكسبير نفسه حذفها أضرت كثيرا بالنص لأنها ترد في مشاهد مهمة من المسرحية وخاصة عندما يُصاب الملك لير بالجنون. &ومن هنا نظريته القائلة ان الطباع هو المسؤول عن اختصار المسرحية. وتوقع البروفيسور جون مولان استاذ الأدب الانكليزي في جامعة لندن ان تحدث نظرية فيكرز انقساما بين الباحثين المختصين بأعمال شكسبير. &وقال انه منذ سنوات يدرس طلابه الملك لير على اساس ان طبعتي فوليو وكوارتو تكملان احداهما الأخرى وان شكسبير حذف ابياتا في هذه واخرى في تلك. &ولكنه اضاف ان نظرية فيكرز "مقنعة جدا وسيكون من المثير ان نسمع ما يقوله الآخرون بالمقابل". وكان الخبير بحياة شكسبير واعماله البروفيسور رينيه فايس اشرف على تحرير طبعة من الملك لير نُشرت في عام 1993 لكنه اردفها بطبعة اخرى عام 2010 قال فيها ان ان النصين "يرويان قصة تقارب وليس قصة انفصام". &ورأى فايس ان فيكرز يسوق اسبابا وجيهة في كتابه واضاف "انه باحث كبير ولا شك في ان كتابه سيلقي حجرا كبيرا في مياه راكدة ويدفعنا الى التفكير مجددا في نص ـ أو نصي ـ أعظم مسرحية كتبها شكسبير". وتوقع فايس ان يطلق كتاب فيكرز سجالا حول مسرحية اصبحت تعني الكثير عند كثيرين واصفا الملك لير بأنها المسرحية المفضلة عند الشاعر جون كيتس وعند فيكرز وفايس نفسه.&
& & & & &
التعليقات