& & & &

&
يمكن ان يُعرف اخيرا مكان دفن ليوناردو دافنشي الذي ظل لغزا محيرا منذ وفاته قبل نحو 500 سنة بعد ان بدأ علماء عملية بحث شاقة عن حمضه النووي. وكان ليوناردو دُفن في كنيسة سان فلورنتان التابعة لقلعة شاتو دامبواز في وادي لوار في فرنسا عام 1519 ولكن المبنى دمر بعد الثورة الفرنسية ويُعتقد ان الرفات دُفن من جديد في كنيسة القلعة الأصغر في القرن التاسع عشر. ولكن لوحة فوق قبر دافنشي تحذر من انه المدفن "المفترض" لرفاته. ويأمل العلماء الآن بأن تساعدهم الانجازات المتحققة في حقل الاختبارات الوراثية على إيجاد حل للغز. ويعتقد العلماء بأن دافنشي ربما ترك آثارا من حمضه النووي في لوحات ودفاتر ورسوم ويعتزمون دراسة اعماله بحثاً عن بصمات اصابع ونتف من الجلد وحتى على شيء من شعر جسمه. ويعكف خبراء في معهد جي. كريغ فينتر في كاليفورنيا الذي كان رائدا في انجاز تسلسل الجينوم البشري ، على تطوير طريقة لاستخراج مادة وراثية من لوحات رسمها دافنشي قبل مئات السنين ، ومعرفة تسلسلها. ومن المتوقع ان تُجرى الاختبارات الأولى على لوحة دافنشي الرائعة "عبادة المجوس" التي يجري ترميمها حاليا في فلورنسا. وإذا عثر العلماء على الحمض النووي سيتمكنون من مقارنته مع المادة الوراثية لأقارب أحياء بهدف التحقق من انه حقاً حمض دافنشي النووي قبل اختبار عينات من القبر. &كما يبحث العلماء عن قبر والد دافنشي في فلورنسا ووالدته في ميلانو كطريقة أخرى للتحقق من توافق مادته الوراثية معهما. ويأمل العلماء ايضا بإعادة بناء وجه دافنشي من جمجمته لمقارنته مع البورتريهات التي رسمها عن نفسه وكذلك دراسة عظامه لمعرفة المزيد عن نظامه الغذائي وسبب وفاته الذي لم يُذكر قط.&
&
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن جيسي اوسوبيل نائب رئيس مؤسسة ريتشارد لونزبيري التي تمول المشروع قوله "ان المعروف عن ليوناردو دافنشي انه كان يستخدم اصابعه الى جانب فرشاته اثناء الرسم وان بعض البصمات بقيت ، ولهذا من الجائز ان نعثر على خلايا من بَشَرته ممزوجة بالألوان". واشار اوسوبيل الى ان العملية لن تزيد معارفنا التاريخية عن دافنشي فحسب بل تتيح امكانية إعادة بناء تكوينه الوراثي الذي يمكن ان يوفر معارف عن أفراد آخرين ذوي صفات استثنائية.
ولد ليوناردو في فنشي في ايطاليا عام 1452 وتوقع ظهور ابتكارات قبل مئات السنين على اختراعها مثل المروحية والدبابة المدرعة. &ومن آثاره الفنية موناليزا والعشاء الأخير. تلقى ليوناردو في السنوات الأخيرة من حياته دعوة وجهها ملك فرنسا فرانسيس الأول للانتقال الى شاتو دو كلو لوسي قرب امبواز مع عدد من طلابه حيث نال لقب "رسام ومهندس ومعماري الملك الأول". &وتوفي في كلو في 5 ايار/مايو 1519 عن 67 عاما. ونُسبت العظام الى ليوناردو وجمعت في سلة لكنها ظلت مفقودة لمدة 10 سنوات. &وحين اكتُتشفت من جديد أُعيد دفنها في عام 1874 في كنيسة سان اوبيرت. وقال المؤرخ روس كنغ ان الغموض ما زال يكتنف رفات دافنشي ولكن الدراسة العلمية يمكن ان تؤكد انه رفات ليوناردو دافنشي أو تستبعد بشكل نهائي انه رفاته. ويضم مشروع التأكد من رفات دافنشي انثروبولوجيين ومؤرخين فنيين وخبراء في الأنساب وبيولوجيين مجهريين من جامعات ومعاهد في فرنسا وايطاليا واسبانيا وكندا والولايات المتحدة. &ويهدف المشروع الى انجاز مهمته في عام 2019 بمناسبة مرور 500 سنة على وفاة ليوناردو.&