محمد قاسم من بغداد: كان السفر امنية كبيرة تراود ملايين العراقيين قبل عام 2003. وحينن تحققت هذه الامنية واصبح بإمكان اي عراقي الذهاب الى حيث يشاء من بلدان العالم من دون مُسائله من احد او مضايق من جهة او موافقة من دائرة امنية!

واصبحت دول الجوار خصوصا سوريا وايران والاردن لقربها ولرخص اسعار النقل اليها ولاتخاذها معبرا للسفر عبر مطاراها لبقية اقطار العالم حيث النقل الجوي العراقي مازال مترديا بسبب الوضع الامني. فانتشرت مكاتب السفر في اغلب الاماكن في بغداد والمحافظات.
وغالبا ماتكون الغاية من السفر للاردن أو سورية تجارية لعقد الصفقات مع التجار هناك او لغرض العلاج.
اما السفر الى ايران فكانت البداية هي الرغبة المحمومة، خاصة لدى الشيعة، لزيارة العتبات المقدسة هناك لكن اغلب الذين سافروا الى ايران للزيارة يذهبون مرة ثانية وثالثة لكن ليس للهدف الاول نفسه بل للاستجمام.. ونفس هذا الامر بالنسبة لبعض المسافرين الى سوريا التي يفضلها معظم العراقيين لسهولة التعامل مع مواطنيها ولرخص اسعارها عن الاردن على عكس اللغة الفارسية التي لايتحدثها معظم العراقيين.

وكيل مدير عام في وزارة النقل اخبر ايلاف: انه منذ نعومة اظفاره تمنى ويتمنى ركوب طائرة وبقيت هذه الامنية في قلبي الى ان حصلت على ايفاد الى مصر لمدة عشرة ايام فذهبت الى هناك عن طريق الاردن ومن هناك سافرنا الى مصروركبت الطائرة وقال انه استمتع بمشاهدة تمثال ابي الهول والتقط صوره معه..

لكن دهور الوضع الامني في الفترة الاخيره القى بضلاله على حمى السفر خاصة الى سوريا والاردن بعدما شهدت الطرق الخارجية المؤدية الى دمشق وعمان الكثير من عمليات الخطف التي راح ضحيتها الابرياء الذين كان اخرهم (منتخب التايكواندوا) للناشئين الذين اختطفوا بالكامل في الطريق من الاردن.... لكن بقي الطريق الى ايران سالكاً واميناً لحد الان بل ازداد عدد المسافرين الى ايران بعدما اصبح الطريق الغربي محفوفا بالمخاطر. وكذلك تزايد عدد المسافرين الى ايران بسبب رخص تكلفة السفر اليها، كما اخبرنا عدد من الذين التقيناهم في مكاتب السفر، اجمع هؤلاء انه يمكن لأي شخص ان يُسافر الى ايران ويقضي هناك اسبوعا بضمنها الفندق والاكل والشرب واجرة الطريق الامن بـ(150 دولار) فقط. لكن عليه ان يقوم بتاشير جواز سفره في السفارة الايرانية مقابل (7دولارات) يستلم التاشيرة خلال اسبوع، اما اذا كان مستعجلا فيمكن ان يحصل على التأشيرة في نفس اليوم مقابل (40 دولارا) وان يتحلى بالصبر على طول الطريق. كذلك ازداد السفر الى ايران لغرض العلاج وخصوصا في مجال العيون.

ويوجد اليوم عدد غير قليل من العراقيين كانت ايران هي منفاهم السابق ايام الحكم السابق للعراق فلازالت لديهم بعض الارتباطات هناك بل ان وبعضهم متزوج ايرانية هناك..

احد سائقي سيارات التاكسي الخارجي قال ان مايحصل هو اجندة لتقسيم العراق فالشيعة يسافرون فقط من الحدود الشرقية والسنة من الحدود الغربية.

وقد لاحظنا ان اغلب المسافرين العائدين من ايران بعد ان سالناهم غاية سفرهم خاصة الذين يسافرون ضمن قوافل من الباصات المخصصة للزيارات الدينية فانهم يسهبون في الحديث عن المناظر الجميلة هناك والشوارع والساحات المعروفة.
محمد فاخر قال لايلاف انه يعتبر زيارته الى ايران هي فرصة للحصول على الثواب والترويح عن النفس.

اما مصطفى الذي قضى زيارته الى ايران في فندق 4 نجوم فلم يتحدث الاعن المناظرالجميلة هناك وهو مصر على الذهاب مجدداً اذا سنحت الفرصة.

ابناء الطائفة الشيعية يطلقون على من يذهب الى ايران ويزور العتبات المقدسة لقب (زاير) على غرار الذي يذهب الى الاراضي المقدسة في السعودية فيسمى(حاج). وباتت رغبة لدى الكثير من كبار السن من الشيعة للحصول على هذا اللقب بعد صعوبة الحصول على لقب (الحاج).

وبالرغم من وجود منغصات في ايران بينها استهداف عصابات السرقة للمسافرين داخل ايران او استغفالهم ماديا لكن لم تصل الى الذبح او الخطف كما يحصل قرب الحدود الغربية. وذلك جعل السفر لايران وجهة من يروم السفر الامن خاصة منالشيعة الذين عادة مايستهدفون طائفيا حسب مااخبرنا سائقوا سيارات النقل الصغيرة والكبيرة في بغداد. ولم يسافر الكثير من السنة الى ايران اما خشية من الاستهداف ايضا.