محمد قاسم من بغداد: يعاني العراقيون هذه الايام من حرارة الجو العالية التي تزداد يوما بعد آخر منسجمة مع مايعانية المواطن من قلة الخدملات الاساسية وانعدام الكهرباء وارتفاع اسعار المحروقات التي كان بالامكان ان تحل مشكلة الحر اللاهب لكن انعدام الكهرباء التي تاتي لساعتين فقط في اليوم واحدة في النهار واخرى في المساء واحياناً تكون هذه الساعة متقطعة بمعدل كل ربع ساعة تنطفي خمس دقائق او اكثر ويتزامن هذا الحر مع فترة امتحانات طلاب المدارس التي تحتاج الى هدوء وراحة بال فكان الحل هو استخدام مولدات الكهرباء الصغيرة او المتوسطة التي من خلالها يمكن للعائلة العراقية تشغيل المراوح الكهربائية من اجل الخلاص ولو لسويعات من حرارة الصيف التي لاترحم احد. وزاد ارتفاع معاناة العراقيين والبغداديين خاصة تزامن هذه الموجة من الحر اللاهب مع ارتفاع وتيرة العنف العسكري والسياسي والتناحر بين الساسة على حساب المواطن الذي لاحول له ولاقوة امام موجات الحر والسياسة والعنف كما اوضع احد البغداديين لايلاف.

لكن ارتفاع اسعار المحروقات الى اضعاف مضاعفة جعل الانظار تتحول الى مولدات الكهرباء الكبيرة والضخمة التي تزود المنازل بالكهرباء لساعات محدودة مقابل ثمن(مقبول تقريباً) لكن حتى هذه المولدات لا تستمر بتزويد الكهرباء الى مابعد انتصاف الليل اذ جميعها تتوقف في حدود الساعة الواحدة بعد انتصاف الليل وهنا تبدأ المعاناة من جديد فهناك من العوائل من يصعد الى سطح المنزل لينام على نسيم الهواء الى الصباح لكن لن يمر الامر بهذه البساطة فيوجد امران يمنعان الاخرين من النوم في السطوح:
الامر الاول: الحشرارات الطنانة (البق)التي تكون في الانتظار لتاخذ حصتها في لسع الجميع من اطفال وشباب وشيوخ وعجائز ليطلع النهار على آثار هذه الحشرات على الجلد من طفح وغيره واحيانا امراض.

الامر لثاني: الغارات الجوية التي تقوم بها الطائرات الامريكية بشكل يومي يبدأ من انتصاف الليل الى بزوغ الفجر وما يرافق هذه الغارات من قصف عشوائي وخرق جدار الصوت. كل هذه الامور تكون مع درجة حرارة عالية يصعب تحملها

- ونتيجة للحر الشديد كان من الطبيعي للموظفين وطلاب المدارس والكليات ان يرتدوا ملابس خفيفة تتلائم مع طبيعة المناخ والتي تكون غالباً (قميص او تيشيرت نص رد) لكن في بعض المناطق الساخنة الخاضعة للمليشيات هناك من يمنع هذه ارتداء هذه الملابس ويُعاقب عليها بشدة.

يقول باسم المتزوج حديثاً: ان الحر الشديد فتح باب الرزق الى بائعي الثلج المنتشرين في اغلب مناطق بغداد والمحافظات عدا المناطق الخاضعة للتكفيرين الذين يحرمون استخدام الثلج ويعتبرونه بدعة.

- ابو احمد لدية محل (اسواق) يقول: خير من الله هذا الحر جعل كمية الـ( موطا والايس كريم) تنفذ بسرعة وكلما جلبت كمية فانها تنفذ في نفس اليوم.

مازن قال ان الناس باتوا يقبلون على شراء المبردات الايرانية الصنع بشكل كبير لانها تعمل على المولدة والكهرباء الضعيفة وهوائها بارد ووصل سعرها الى (250) الف دينار بالرغم من النظرة السائدة حول هذه الاجهزة عدم متانتها لكن ليس على المضطر من حرج.

- اما في صلاة الجمعة فكان الاقبال على امر اخر فالجميع اشترى (مضلّة او شمسية) يتقي بها الشمس الحارقة فالجلوس لأكثر من ساعة تحت الشمس وفي اكثر الاوقات حرارة وهو وقت الظهيرة لابد من ان تقي نفسك باي شيء من حرارة الشمس وفي صلاة الجمعة الاخيرة تطرق امام وخطيب الجمعة في مدينة الصدر الى معاناة المواطنين من الحر وانعدام الخدمات والكهرباء واضاف الخطيب قائلاً: اتحدى اي مسؤول حكومي منتخب ان يأتي الى مدينة الصدر ويبات ليلة واحدة فيها ويعيش معاناة اهلها الذين يعانون من القصف والحر وانعدام الكهرباء.

ويتند المواطنون على الحكومة التي يسكن جميع اعضائها واعضاء البرلمان في المنطقة الخضراء المجهزة بكل وسائل الراحة بانها في واد بعيد عن معاناة الناس وهي تعمل على تامين حاجاتها فقط فاذا انجزتها اعتبرت ذلك انجازا وطنيا.

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الاثنين 28 مايو 2007