سوسن الجوفي: الإرهاب فعل إجرامي يتنافى مع كل القيم الإنسانية والدينية الداعية للمحبة والرحمة والرفق وعدم الإضرار بالآخرين ولكن هل يفقه اصحاب هذا الفكر المتطرف لذلك؟! هذا ما حاولت عددا من النساء ببساطة افكارهن ومحدودية المستوى التعليمي والثقافي لديهن ان توصل كلا منهن فكرتها الى الاخرى وبالرغم من عدم اكتمال كثير من الصور والافكار والأبعاد الخطيرة لموضوع الارهاب والتطرف لديهن إلا ان كثير منهن حاولن ايصال فكرة متعثره تعثر ايصالها بسبب ركة التعبير او افتقاد المصطلحات القوية والمعبرة التي تتناسب مع موضوع خطير كهذا ومع ذلك كان اجتماع نسائي ذات طابع سياسي مبتدئ فريد تتبعنا سطوره واطروحاته واراءه وافكاره البسيطة المستمده من بساطة المكان وأهله...

مفهوم الأرهاب عند النساء

تحول الحديث النسائي في منزل سميرة الذي اجتمعن فيه بمناسبة ارتزاقها مولودا جديدا الى حوار ساخن تجاذبت فيه تلك النسوة المجتمعة اطراف الحديث عن الفعل الشنيع الذي قام به الجبناء في مأرب وسارعت الكثير منهن بسرد قراءات متعددة لما يحدث في الواقع والمثير للجدل في تبادل الاراء والاقاويل التي اسند بعضها الى قائلها واخرى تعنعنت باسناد ضعيف ما حدث في مأرب من جريمة بشعة اثارت استنكار واستهجان كل من شاهد واستمع وتابع لذلك الحدث المأساوي الذي قالت عنه ام عبدالرحمن الصيفاني (ربة بيت ) انه تصرف يشوه سمعة البلاد والاسلام والمسلمين وان فاعل الجريمة لم يراع الله ولا رسوله في فعلته البشعة وان الجميع يعلم ان هذه المغالطات على الدين لن تمر

توجيه الشباب مسؤلية الجميع

حاولت كلا من ام صالح البيضاني وام قيس البعداني شرح الابعاد الخطيرة لمفهوم الارهاب والنتائج الأكثر خطرا على الناس وخاصة فئة الشباب الذين تتم بعض الجماعات المتطرفة بتعبئتهم تعبئة خاطئة تقول ام صالح ان عقول الشباب هي الضحية ويتبعها البلاد والعباد لذلك ترى ان متابعة الشباب خاصة فترة المراهقة وتكوين الذات مسؤلية لا يجب التهاون فيها ويتم متابعة هذه الفئة وتنويرها في المنزل والمدرسة حتى لا يكونوا طعما سهلا لأصحاب النفوس الرخيصه الذين يسترخصون دماء الناس.

وتوافقها الرأي ام قيس التي اضافت ان اصحاب الافكار السيئة ينفثون سمومهم على فئة الشباب لانهم في مرحلة عمرية خطيرة ويعتبرون طعما سهلا لا يحتاجون لمهارة الاصطياد ويطرحون افكار واراء مغلوطة عن الدين والدولة الإسلامية التي يحاولون بناءها بأرواح الناس ودمائهم وتستفهم ام قيس هل يعقل ان يبنى شيئ وبالمقابل ندمر بقية الأشياء.؟؟

فيما ترى اشراق محمد مدرسة مادة الاسلامية ان ما اقدم عليه الفاعل في قتل انفس بريئة وافساد للبيئة وتخريب للاقتصاد فعل لا مبرر له سوى انه إفساد في الإرض وتهديد لمصالح البلاد مدللة للحاضرات بكثير من الاحاديث النبوية والايات القرأنية التي تحرم قتل الانفس والافساد في الارض قائلة..من الأنفس المعصومة في الإسلام أنفس المعاهدين وأهل الذمة والمستأمنين، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وان ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما).
ومن أدخله ولي الأمر المسلم بعقد أمان وعهد فان نفسه وماله معصوم لا يجوز التعرض له ومن قتله فانه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (لم يرح رائحة الجنة) وهذا وعيد شديد لمن تعرض للمعاهدين ومعلوم أن أهل الإسلام ذمتهم واحدة يقول النبي صلى الله عليه وسلم (المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم).

قالت ام ردمان ان هؤلاء الارهابيون لا يقتلون فقط ضحاياهم بل انهم يزهقون قلوب حيه تنبض تلك القلوب التي يتركها الراحلون تتخبط ارامل واطفال وشيوخ يتحسرون على مافعله المتنطعين على الدين وتقول ام ردمان انهم بعيدون كل البعد عن الدين ويعيشون في عالم أخر عالم يطالبون بناءه وتركيبه من الدم وارواح الابرياء..

فيما سارعت جارتها ام جميل بترديد ما قاله ابنها الاكبر في ان تلك الافعال
ان الارهاب يدعو للاحتقار و لا يمكن تبريره بنوايا سياسية أو دينية. انه يهدد الحريات و التعايش السلمي بين كل الناس. اضافة الي ذلك يضر التطرف الاسلامي بسمعة العقيدة الاسلامية.

المنعطف الأهم!

لقد شكلت الأحداث الأخيرة منعطفا خطيرا في استراتيجية الإرهاب التي ظهرت في أهدافه الخطيرة والتغيير الجذري في أساليبه، مما يؤكد أننا يجب ان نواجه اي أعمال وخطط إجرامية، لهذا فإن ما كشفت عنه الأحداث الأخيرة لا ينبغي أن ينظر إليه على أنه مجرد تطرف بل لابد من النظر إليه في سياق الأحداث التي شكلته وحتى لا يكون مستقبل شاب واقتصاد بلاد مرهون بمراهنات اصحاب النفوس المحبطة والبائسة والمأجورة.