اديتياني ارجا وسوجيتا كاتيال من جاكرتا: عرفت في السابق quot;بملكة الشرقquot; بطرازها المعماري الفخم.. واليوم أضحت المباني البديعة في الحي الهولندي القديم في العاصمة الاندونيسية متهالكة ولا تحتفظ إلا بالقليل من آثار أمجادها القديمة حين كانت جاكرتا مركزا للتجارة الدولية.

ويقول بوي ليم المهندس المعماري المتخصص في اعمال الترميم والذي شارك في جهود احياء المدينة القديمة او كوتا تاو منذ ما يزيد عن عقدين quot;تذوي امام اعيينا. بعض هذه المباني مؤجرة لممارسة الدعارة والمقامرة.

quot;حان الوقت لاحياء كوتا ونهوضها.quot;

وفي اواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين اشتهرت جاكرتا او باتافيا كما كانت تعرف آنذاك بالمنازل الرائعة التي شيدت ابان الاستعمار الهولندي والشوارع التي تحف بها أشجار مدارية.

وتنتشر في المدينة المنازل الضخمة والمنازل الريفية ذات الشرفات الواسعة التي تتناسب مع الطقس الدافيء الى جانب عدد كبير من القصور المبنية على الطراز الاغريقي والروماني الكلاسيكي.

وتقف مكاتب حكومية ضخمة ترجع لحقبة الاستعمار ومبان ذات طراز فني رفيع جنبا الى جنب في المدينة القديمة الى جانب ثروات تراثية من بينها معبد صيني يرجع للقرن السادس عشر ومساجد قديمة ومنازل على الطراز الاندلسي شيدها احفاد التجار العرب.

واليوم تعاني العاصمة التي يقطنها تسعة ملايين نسمة يرتفع الى 14 مليونا اذا اضيف سكان الضواحي من التلوث البيئي والازدحام وهي ليست في مقدمة الاماكن التي يقصدها السائحون.

وقريبا من المباني المتهالكة والاحياء الفقيرة ترتفع ناطحات السحاب في جاكرتا بينما تكتظ المدينة القديمة بالمخازن المهجورة وصفوف من المتاجر المهملة تقع قرب بالوعات مفتوحة.

ويقول انصار الحفاظ على التراث إن أحد اسباب عدم الحفاظ على التراث المعماري للمدينة مثلما حدث في باريس وروما رغبة اندونيسيا في محو كل ذكريات 350 عاما من الاستعمار الهولندي انتهت في عام 1949.

وقال علاء عبيدي الذي شارك في تأسيس جاكرتا اولد تاون كوتاكو وهي لجنة مؤلفة من سبعة اعضاء تضغط على الحكومة لاحياء المنطقة quot;في البداية عارض كثير من القوميين فكرة الحفاظ على مبان هولندية الطابع.quot;

وتابع quot;اعتقدوا انه عمل ينم عن انعدام الوطنية لانه يمجد الاستعمار الهولندي. ولكن اذا توافد عدد أكبر من الناس على المدينة القديمة فسيفتح عدد أكبر من المتاجر ابوابه ويمكن ان يزور الناس المباني والمتاجر القديمة وابداء اعجابهم بها مثلما يحدث في باريس وروما.quot;

وربما تكون جاكرتا اقتربت قليلا من تنفيذ الترميمات التي يحلم بها انصار الحفاظ على التراث.

ومع احتفال المدينة بمرور 480 عاما على تأسيسها وقع انصار الحفاظ على التراث اتفاقا مبدئيا مع الحكومة لاحياء منطقة المدينة القديمة.

وأعد الفريق الذي يضم ميراندا جويلتوم نائب محافظ البنك المركزي وليم المهندس المعماري مسودة تهدف للجمع بين التحديث والمحافظة من جانب والتنمية الاقتصادية ودعم الفن والثقافة في المباني القديمة من جانب آخر.

ويتصور ليم تحويل مبان تاريخية مهجورة لمعارض فنية وورش للحرفيين.

ولكن مشروع تطوير كوتا توا يعتمد على التمويل من القطاع الخاص وربما لا يكون ذلك بالامر الهين لان معظم المباني مملوكة للحكومة.

وهناك ثغرات في سجل المدينة في مجال الحفاظ على التراث إذ قامت بترميم عدد قليل من بين مئة مبنى تخضع للحماية في المدينة من بينها قصر الرئاسة الذي يرجع للقرن الثامن عشر ومبني الارشيف الوطني الرائع الجمال ومسرح فنون النهضة الحديثة في قلب جاكرتا.

وحتى مع ترميم مبانى المدينة القديمة فربما تفشل جاكرتا في جذب السياحة بسبب التلوث والازدحام المروري.

ويقول عبيدي الذي تصدر جهود احياء المدينة القديمة quot;منطقة المدينة القديمة ملوثة وقذرة. تمتليء الشوارع بالمخلفات والمتسولين والمشردين.quot;