قف... للرجال فقط!
علاقة الشرقيين بالمسابح المختلطة في اوروبا
نزار جاف من بون: الدراسة الجامعية، وبسبب من جمعها للجنسين، کانت حلمًا ينتظره الطرفان طوال سنين عديدة بفارغ الصبر، وخلالها کانت تنحصر أهم وأحلى ذکريات أي شاب أو شابة. وکان الاختلاط بين الطرفين ولأول مرة بعيدًا عن العادات والتقاليد الصارمة، بمثابة تجربة جديدة وذات طعم ونکهة خاصة للطرفين، وطالما ظل الکثير منهم يترنم بذکرياته في تلك الايام، لکنني عندما کنت في مسبح مغلق بمدينة quot;بونquot; برفقة إبني، تذکرت الجامعة وأيامها وما کانت تعنيه بالنسبة إلى أي شاب، غير ان المسبح quot;المختلطquot; يختلف قطعًا وبأشواط کبيرة عن قاعات الدراسة الجامعية، ومع انني في کل مرة أذهب فيها الى المسبح کنت ألاحظ ان معظم الفتيات والنساء اللائي يحضرن للسباحة هن من الالمانيات على الاغلب ونادرًا ما لاحظت قدوم شرقيات الى هذه المسابح، مع ملاحظة أن الأمر مفتوح بالنسبة إلى الرجال والشبان الشرقيين وقد حاولنا تتبع هذا الأمر وإلقاء المزيد من الاضواء عليها.
حتى وإن وافقت فهي لن ترضى!
quot;محمد.فquot; سوري متزوج و أب وله أبن وثلاث بنات، مقيم في مدينة quot;وبرتالquot;بألمانيا، عندما سألناه هل توافق على أن ترافقه زوجته أو ابنته الى المسبح أجاب: quot;القضية ليست بهذه السهولة انها قضية أکبر من ذلك، فهي ترتبط بوجودنا الاجتماعي کله بل وأن البناء الاجتماعي يعتمد اساسًا على تلك القيم التي نتربى عليها مع الحليب الذي نرضعه منذ طفولتنا، صدقني حتى لو وافقت على أن تحضر زوجتي لتلك المسابح فإنها سوف ترفض ولن ترضى، انه أمر أنا واثق منه تمامًاquot;.
أما quot;جمال علي طهquot; العراقي الذي يبلغ الخامسة والثلاثين من عمره، وهو أعزب ويقيم في مدينة کولونيا فقد أخبرنا بأنه غير مستعد لإصطحاب زوجته التي سيقترن بها مستقبلا الى المسابح المختلطة حتى ولو کانت غربية، وعندما سألناه ولماذا ترفض حضور زوجتك فيما لو کانت غربية أجاب: quot;لو حضر شخص من معارفي أو أقاربي وأبصرها بتلك الملابس الفاضحة فسوف يقول وبکل تأکيد بأنه قد أبصر کذا مکان من جسد زوجتي ومن يدري فلعله يلفق کلامًا مع ذلك!!quot;.
الاندماج يبدأ من هنا
کاروان محمود 32 عام من مدينة أربيل، يقيم في مدينة بون وهو الاخر أعزب، لکنه أصر لو انه تزوج ذات يوم فسوف يصطحب زوجته معه للمسبح بل وأکد من أنه حتى يسمح لها بالذهاب للمسبح لوحدها لو إقتضى الامر وإستدرك کاروان قائلاً: quot;من الضروري على الانسان أن يتذکر أين يعيش وماذا يتوجب عليه أن يفعل لکي يتأقلم ويندمج مع هذه المجتمعات، تدرون انهم يؤکدون على موضوع الاندماج ليلاً نهارًا، وان هکذا موضوع يدخل في صلب مسألة الاندماج، بل ولن أبالغ لو قلت إن الاندماج يبدأ من هنا، من هکذا نقاطquot;.
أما quot;سيف الدين فلامرزيquot; الايراني البالغ من 41 عامًا ويقيم في مدينة quot;کوبلنتزquot; وهو متزوج وأب لإبنتين في الثامنة والتاسعة من عمرهما على التوالي، فإنه وردًا على سؤالنا بخصوص إصطحابه لزوجته وابنتيه الى المسبح، قال: quot;بالنسبة إلى زوجتي فإنها ترفض الحضور الى هکذا أماکن، أما بالنسبة إلى البنتين، فإنني أصطحبهما في بعض المرات، لکن هذا الامر سيستمر حتى العاشرة من عمرهن أما بعد ذلك فإن الوضع سيختلف تمامًاquot; وعندما سألناه عن ماهية ذلك الاختلاف، أجاب:quot;الاختلاف هو إذا استمرت ابنتاي بعد هذه المرحلة التي ذکرتها فإنهما سوف تصبحان مثل الالمانيات وذلك ما لا أريده ولن أرتضيه لإبنتي أبدًاquot;.
لا أمانعبشرط أن يقوم الجميع بذلك!
عثمان بلحاج شاب جزائري تجاوز الثلاثين من عمره، قال بخصوص فکرة الذهاب برفقة زوجته أو أخواته للسباحة: quot;کل موضوع سهل ويمکن معالجته، لکن عندما يقترب الامر من النساء فإنه يصبح حساسًا ويجب الانتباه إليه جيدًا، المسألة ليست في ذهاب زوجتي وأختي أو أي قريبة لي، إنما هل إن الکل يتفق على ذهاب محارمه الى المسابح؟ وطبيعي سوف تکون الاجابة بالرفض، وعلى الرغم من ذلك أکرر وأقول لك أوافق شرط أن يقوم الجميع بذلك!
أما quot;سردار حمهzwnj; عزيزquot; العراقي من مدينة قلعه zwnj;دزهzwnj; وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال إثنان منهما بنات، قال بخصوص الذهاب للمسابح معهن: quot;لا، لست أوافق على الذهاب معهن للمسابح فذلك الامر سوف يفسد أخلاقهن ويدفعهن لطريق يمتلأ بالاخطاء، ثم لو فرضنا وإنني سمحت لهن بالمجئ معي للمسابح وعدنا ذات يوم للوطن، فهل سأسمح لهن بالذهاب الى المسابح المختلطة هناك؟ الجواب هو لا و ألف لا، واحب أن أخبرکم بأنني من الاساس لا أذهب للمسابح وحتى لا تتعجب لو أخبرتك بانني أخجل من رؤية فتاة أو امرأة ما شبه عارية!!quot;.
يجب أن تکون هناك مسابح منفصلة
quot;جمشيد أکبريquot; الافغاني الذي يبلغ من العمر 38 عامًا وهو متزوج وله طفلة واحدة، قال ردًا على سؤالنا: quot;أعتقد انه من الافضل جدًا أن تکون هناك مسابح معزولة عن بعضها، أي مسابح للرجال ومسابح للنساء، فذلك سوف يکون أفضل، quot;وعندما قلنا له بان السلطات الالمانية قد تعارض ذلك لأنه يتنافى مع مطاليبها المتکررة من الاجانب بالاندماج مع المجتمع الالماني، أجاب:quot;لا، أنا أتصور الامر بصورة مغايرة تماما، فالاندماج الحقيقي يعني أن نحترم قيم المجتمع الالماني وعاداته وتقاليده، ولا نتعرض لها وکذلك الامر بالنسبة إليهمquot;.
النساء الشرقيات ما رأيهن بالامر؟
و بعيدا عن الازواج و أولياء الامور، أجرينا لقاءات منفصلة مع نساء من أصناف مختلفة لمعرفة آرائهن بهذا الخصوص، و لم يکن سهلاً أخذ رأي بعضهن مباشرة وإنما من خلال طرف ثالثquot;مؤنثquot;، وقد کانت quot;م.ع.فquot; المرأة المتزوجة وصاحبة طفلين من أکثر النساء رفضا لفکرة السباحة المختلطة من أساسها و قالت إن ذلك: quot;يدخل في باب إفساد الاسرة المسلمة التي يجب أن تبقى بعيدة جدا عن هکذا أجواء، لأن مجرد تورطها في سباحة مختلطة سوف يقود ذلك الى مسائل أخرى کل واحدة أسوأ من سابقتها، وبرأيي إن مسابح خاصة بالجنسين هو الافضل للجميعquot;.
جماعتنا أفکارهم تترکز على الجنس!
أما quot;نادية.بquot; وهي فتاة في العشرين من عمرها، فقد أکدت لنا انه: quot;من الضروري جدًا أن نحاول نختلط بالمجتمعات الاوربية بدلاً من الوقوف بعيدًا عنها، وکأن هذه المجتمعات تمثل مرضًا خبيثًا لا بد أن نتحوط منه کي لايصيبنا، وفي الواقع هناك جوانب سلبية لديهم لکنهم في النهاية أفضل من مجتمعاتنا لأنهم على الاقل صادقين مع بعضهم في کل الامور وليس مثلناquot; وعن رأيها بالسباحة المختلطة قالت: quot;أؤيد ذلك وأجده مفيدًا، لأنه على الاقل يمنحنا نوع من الثقة بالنفس، وينزع عنا کل تلك القشور الکاذبة الباليةquot;، وقد قالت لنا إنها تذهب بشکل منتظم الى تلك المسابح لکن من دون علم أبيها أو حتى إخوانها، على الرغم من أنها تميل الى الاعتقاد بأن أخوانها قد لا يمانعون من ذلك وإستطردت قائلة:quot;صدقني أنا أشعر بثقة أکبر بنفسي منذ قمت بإرتياد تلك المسابح و أشعر بأنه ليس هناك أي ترکيز غير عادي من قبل الشبان والرجال الالمان على أجساد النساء، وحتى إن حدث فإنه يحدث بشکل عرضي، الشيء المهم الذي يجب أن ندرکه دومًا هو أن الاوروبي يدرك ان لکل أمر وقته الخاص، وهو عندما يسبح فإن فکره کله مرکز على السباحة بعکسquot;جماعتناquot; حيث ان أفکارهم دوما تترکز على الجنس والفضيحة!quot;.
بيد أن quot;ن.ک.عquot; الفتاة التي لم تبلغ سوى 19 عامًا، ولم ترضَ الادلاء بالمزيد من المعلومات عن نفسها، فقد وجدت في الامرquot;إحراجًاquot;، وانه ليس مهمًا وضروريًا بالقياس الى أمور أخرى، لکنها أکدت من ان الاختلاط مفيد فقط في الامور الدراسية وغير ذلك فقد تکون له إنعکاسات سلبية يجب التحوط منهاquot;.
وقد أکدتquot;سوها.نquot; التي تبلغ21 عامًا وتستقر في مدينة کولونيا مع عائلتها، بأن السباحة المختلطة تکون quot;مفيدة و واقعية لو کانت في بلداننا وليس هنا في اوروبا، إذ نحن هنا مجرد تابعين ومقلدين عـميان في حين يکون الأمر في بلادنا نابعًا من تصوراتنا وقناعتنا السخصيةquot;.
التعليقات