كامل الشيرازي من الجزائر:عاد ارتداء الملاحف بقوة بين نساء جنوب الجزائر، وquot;الملاحفquot; هي لباس تقليدي ذائع الصيت محليا يبلغ طوله 4 أمتار ولا يتجاوز عرضه المتر ونصف، وتشبه الملاحف نوعا ما لباس quot;الصاريquot; الهندي، وهي قريبة أيضا من لباس quot;الحايكquot; الذي ظلّ مشتهرا في الجزائر خلال العشريات المنقضية، قبل أن يختفي بشكل شبه كلي منذ تسعينات القرن الماضي.

وتعرف الملاحف بألوانها الزاهية، إقبالا واسعا على ارتدائها من قبل النساء المسنات كما الفتيات الصغيرات على مدار فصول السنة حيث إنها تقي من البرد والحرارة، لا سيما في مناطق تندوف وأدرار ورقان وتوات وقورارة (أقاصي جنوب الجزائر)، وتختلف أنواع quot;الملاحفquot; حيث هنالك ما ترتديها نساء تندوف وأخرى تنفرد بها مناطق أخرى، ويكثر استخدام الملاحف في المناسبات الخاصة كالأعراس والأعياد.


وطالما أنّ لكل جيل ذوقه في ارتداء الملاحف، تفضل الفتيات الألوان الفاتحة التي تلفت النظر، في حين تلجأ النساء المسنات إلى الألوان الدامسة، وفي الماضي القريب كانت الفتيات والنساء على حد سواء يرتدين لباسا عبارة عن quot;عباءةquot; فضفاضة مشكلة من جزئين يحملان لونا مختلفا أزرق وأسود، علما أنّه عند بلوغ سن الرشد تلبس كل البنات جنوب البلاد quot;الملاحفquot;.

وليس هناك اختلاف في طريقة ارتداء quot;الملاحفquot;، وإنما يكمن الاختلاف في نوع القماش المستعمل، نظرا إلى توفر أقمشة عالية الجودة اليوم في السوق المحلية بكل أنواعها وألوانها، ما دفع نساء الجنوب إلى quot;التفننquot; في التعاطي مع أنواع quot;الملاحفquot;، وقد نجحت بعض خياطات منطقة بشار (1400 كلم جنوب الجزائر) في إدخال بعض التجديدات على quot;الملاحفquot; بحسب أذواق السيدات، تبعا للاختلاف المنطقي بين شابات في العشرينات ونساء في الستينات.


وأدى رجوع هذا اللباس التقليدي إلى تصنيع الملاحف كموضة يرتقب أن تستهوي قلوب نساء شرق وغرب ووسط الجزائر، حتى وإن تظل الملاحف عنوانا جنوبيا كبيرا يشهد على مدى تعلق المرأة الصحراوية بعادات وتقاليد تلك المنطقة، علاوة على إبرازه غنى التراثين الثقافي والاجتماعي.
وتسهم المعارض والتظاهرات المنظمة هنا وهناك في انتشار موضة quot;الملاحفquot;، تماما مثل ألبسة تقليدية أخرى، على منوال quot;الجلابةquot; وquot;الإيزارquot; وهو فستان من دون أكمام وفقا للفصول وما إلى ذلك من الأزياء التي باتت تزاحم الحجاب العصري.