تتزامن رأس السنة الميلادية مع غرة العام الهجري
المقيمون في السعودية تهنئة تليفونية وهدايا خجولة


منى عوني محي الدين من جدة: إكتفى عدد من المقيمين في السعودية وتحديدا في جدة ( غرب السعودية ) من الديانة المسيحية الاحتفال برأس السنة الميلادية بشكل مقنن، وخجول جدا. حيث تداعب الأوضاع الاقتصادية ميزانياتهم، إضافة إلى أن بعضا منهم لم تسمح له ظروف العمل السفر إلى بلاده للاحتفال. ليندى دمتري الأمريكية والتي تعمل في إحدى الصروح التعليمية في جدة تعيش وحيدة في البلاد مع ابنها، ولم تستطع بدورها السفر إلى موطنها الأصلي لتجتمع مع زوجها في أول أيام السنة الجديدة إلا أنها قررت تقديم بعض الهدايا لصديقاتها، وتمني الأمنيات الجميلة لهن قائلة:quot; أهنيء الجميع بالعام الجديد خصوصا أن المسلمين أيضا سيحل عليهم العام الهجري الجديد، وعلى الرغم من شعوري بالحزن هذا العام كون أيام السنة الجديدة أتت متزامنة مع اختبارات الطالبات ما دفعني للجلوس في السعودية وعدم السفر وبالتالي عدم التواجد مع والدي، وزوجي الذي يعمل في الولايات المتحدةquot;.

ليندى تشعر بالوحدة لافتقاد ذويها هذا العام، إلا أنها قررت تمضية ليلة رأس السنة على الهاتف لتحادث أهلها وتشهد معهم اللحظة الجديدة من خلال تليفون منزلها.
وعن إن كانت هناك بعض الطقوس التي تزاولها مع صديقاتها عشية رأس السنة تضيف:quot; عادة في الولايات المتحدة كنا نخرج قبل موعد انتصاف الليل بساعة لحضور بعض الاحتفالات، ولكن في السعودية لا توجد مثل هذه المظاهر كوننا في بلد إسلامي ونحن بدورنا نحافظ على التقاليد الإسلامية، البعض منا يتوجه إلى القنصليات، والسفارات كل بحسب موطنه، ولكن أعتقد أني سأمكث في بيتي مع ولدي لأشاهد عن طريق الفضائيات حلول العام الجديدquot;.

من جانبها اعتادت لميس محمد فلسطينية الجنسية مع ذويها التفاؤل بالعام الجديد على طريقتهم الخاصة، أو بمعنى أصح كما يتفاءل به معظم الفلسطينيين قائلة:quot; أولا أبارك للجميع العام الجديد الهجري والميلادي واتمنى أن تكون أفضل من سابقتها وأن يعم الخير والسلام على الأرض، وعلى الرغم من المشاهد المرعبة التي حدثت اليوم، والفاجعة التي أصابت أهلنا في بلدنا الأم أقول أن العام الجديد سيكون عام خير بإذن الله، وأرجوا أن تتوقف كل هذه المجازر في وطننا الغالي، فنحن وعلى الرغم من تواجدنا في بلاد المهجر إلا أن قلوبنا لا تزال معلقة عند أهلينا هناكquot;.
مشيرة أن ما بثته وسائل التلفزة اليوم فاجعة بكل ما تحمله الكلمة من ألم، وحزن. إلا أن العام الجديد سيحل على الجميع داعية أن يصبر أمهات الشهداء، ويربط على قلوبهم.

لميس اعتادت عشية رأس السنة أن تتفاءل هي وعائلتها ببعض الأشياء التي تربت عليها منذ الصغر، وكما شاهدت والدتها حريصة عليها حيث جرت العادة وبحسب قولها عند حلول الدقائق الأولى من العام الجديد سواء الميلادي أو الهجري شرب الحليب الأبيض حتى تكون سنة بيضاء تعمها السلام، وأكل بعض أنواع الحلوى المعروفة مثل الكنافة بالجبن، أو البقلاوة، أو الكيك المغطى بالكريمة البيضاء، وأن يجتمع الكل عند دخول السنة الجديدة لتناول هذه المأكولات متمنين لبعضهم البعض سنة مليئة بالأمنيات الجميلة، على أن تطبخ في أول أيام السنة وجبة الغداء من أي شيء أخضر كالملوخية، أو السبانخ.

وأكدت لميس أن كل هذه الأشياء من باب التفاؤل بالسنة الجديدة لا أكثر، وهذه عادة جرت في منزلها منذ الصغر وأصبحت شيء لا يمكن الاستغناء عنه.
ميري ماس فلبينة تعمل في إحدى المستشفيات الخاصة منذ سبع سنوات اعتنقت لإسلام إلا أن ذاكرتها لا تزال مليئة بذكريات احتفالات السنة الجديدة:quot; كنا نحتفل في القنصلية بشكل هاديء حيث تجتمع معظم العائلات الفلبينية الصغير والكبير ليكونوا متواجدين عند اللحظة الحاسمة، وكانت القنصلية بدورها تنظم احتفالا بسيطا جدا فقط لهذا التجمع وعند حلول الساعة الثانية عشر نبدأ العد في العشر ثواني الأخيرة ومن ثم نتمنى لبعضنا البعض سنة سعيدة، فيما تبقى الاحتفالات جميلة جدا في الفلبين لأننا جميعا مسلمين ومسيحيين نتفاءل بالعام الجديد، وبالطبع والدتي ووالدي نجتمع كلنا وليس كما الحال الآن لا يوجد أحد معي من أهليquot;.

ميري ماس متزوجة حاليا ولديها أبناء تحاول أن تخرج من عاداتها القديمة لتحتفل معهم بالتهنئة بالعام الجديد خصوصا أنها لا تزال تدرس أطفال في مدارس عالمية ما يجعلهم يأخذون خلال هذه الفترة إجازة رسمية من الدراسة.

إضافة أنها لا تنسى محادثة والدتها وأخواتها ما يجعلها تمضي عشية رأس السنة على الهاتف مثلها مثل معظم المغتربين عن بلادهم من المسيحيين.
هذا وقد لوحظ أن بعض المحال التجارية قد ازدانت باللونين الأبيض والأحمر تفاءلا بالعام الجديد، ولإشعار الجاليات العربية من الديانة المسيحية ببعض الألفة.