اذاعة بغداد تدخل عامها الثالث والسبعين
سيف الخياط من بغداد: يحتفل الاعلاميون العراقيون بذكرى مرور 73 عاما على تأسيس اذاعة بغداد التي تعد من اقدم الاذاعات في منطقة الشرق الاوسط. حيثصدح صوت عبد الستار فوزي أول مذيع عراقي عبر الاثير في 30 حزيران 1936 قائلا quot;هنا دار الاذاعة اللاسلكية العراقية.. اسعدتم صباحاquot;. واستمع اهل العراق في ذلك اليوم الى تلاوة من القرآن ثم عقبتها نشرة الاخبار ثم اسطوانتان الاولى لام كلثوم والثانية لمطربة تركية، وانتهت بحفلة ساهرة للمطربة العراقية سليمة مراد مع الفرقة الموسيقية العراقية.
وكانت اذاعة بغداد تبث ليومين فقط في الاسبوع، وسط لهفة المستمعين الذين كانوا يلتفون حول هذا الانجاز في مقاهي بغداد وافواههم فاغرة من الدهشة والاعجاب.
وبرز عبر اثير الاذاعة الفنان العراقي الراحل عزيز علي الذي كان يقدم بعض اقواله من غرفة بسيطة في منطقة القشلة وسط بغداد، وكانت بدايته بمقاطع من مسرحية الشاعر احمد شوقي وبعض الاناشيد المسرحية المتداولة.
وقد انحسرت اجهزة الراديو القديمة بعد ان تم استيراد جهاز راديو يسمى راديو العيون السحرية والذي تميز بالتقاطه لذبذبات الاذاعات العربية مثل اذاعة القاهرة واذاعة القدس وبعض المحطات الاجنبية.
وقد تبناها بعض العاملين الاوائل في اذاعة بغداد، منهم من كان يقول انا اول من قرأ القران واول من قدم برامج للاطفال وقد اشتهر عدد كبير من المذيعين خاصة الذين عملوا في الاربعينات والخمسينات والستينات من القرن المنصرم، محمد علي كريم وحافظ قباني وسعاد الهرمزي وصبيحة المدرس وناظم بطرس وقاسم السعدي وعادل نورس وفيصل حسون.
بعد سقوط نظام صدام حسين تعرضت دار الاذاعة الى عملية نهب على يد بعض اللصوص، ومن المقتنيات الثمينة التي سرقت، ساعة عملاقة كان يضبط عليها الوقت أهداها الملك الراحل فيصل الى دار الاذاعة وشوهدت في ما بعد تعرض للبيع في سوق الهرج وهي من الاسواق الشعبية في بغداد.
وقد سرق ايضا احد اشهر الاصوات في بغداد والذي بقي يغرد لمدة تزيد على سبعين عاما وهو صوت بلبل الاذاعة الذي يبث فجر كل يوم ويمكن سماعه الان لكن بنسخة مسجلة وليست الاصلية.
وقد سمع العراقيون من اذاعة بغداد اجمل الاغاني لمطربي المقام العراقي الاوائل ومنهم محمد القبانجي ورشيد القندرجي ونجم الشيخلي وحسن خيوكه وعبد القادر حسون وعبد الامير الطويرجاوي ومنيرة الهوزوز وزكية جورج وسلطانة يوسف.
وكانت الاغاني في وقتها تبث على الهواء مباشرة ويصطحب المطرب فرقته الموسيقية الشرقية الى دار الاذاعة في مقرها الدائم في منطقة الصالحية ليعزفوا الوصلة الغنائية المقررة ضمن المنهاج مقابل اجور تدفع للمطرب والموسيقيين لا تتجاوز بضعة دراهم.
وتستمر اذاعة بغداد اليوم في عامها 73 بادارة الاعلامي المتميز كريم حمادي في بثها المستمر رغم ضربات الارهاب الذي يحاول ان يسكت هذا الصوت.
التعليقات