برج إيفل في باريس
أسطورة القرن التاسع عشر تطل على الألفية الثالثة
مروة كريدية من باريس: في مدينة أدمنت الجمال، وأعطت لكل مرحلة تاريخية لونًا وطعمًا، واستطاعت الحفاظ على رونقها الجميل الأخاذ على امتداد الأعوام؛ في قلب قارةٍ باتت تُلقّب بالعجوز؛ تطل باريس كصبيّة في قلب أوروبا النابض ثقافة وحياة ويرتفع فيها برج إيفل شاهدًا على حضارات تعاقبت على منطقة زاخمة بإرث ثقافي والروحي عميق.
وبحسب المصادر التاريخية فإن فكرة انشاء البرج ولدت على يدي غوستاف إيفل، عندما قام بوضع تصميمٍ له في الذكرى المئوية للثورة الفرنسية ليكون مدخلاً مميزًا للمعرض الدولي في باريس، وقد هدف الى إظهار التصميم العمراني المميز والتقنية الفرنسية المتطورة، في وقت كانت تُعد فيه فرنسا من الدول العظمى في العالم.
ويعود تاريخ بدء الأعمال الإنشائية لأوائل عام1887، حيث تمّ افتتاحه في6 مايو 1889 بعد ان استغرق انشاؤه مدة 26 شهرا، ومنذ أن تم الإنتهاء من هذا البناء، أصبح نقطة جذب للعديد من العلماء والمهندسين والباحثين بهدف استخدام ارتفاعه في إجراء التجارب المتنوعة، سواء كانت متعلقة بالأحوال الجوية أو اجراء التجارب الفيزيائية لتساقط الأجسام الحرة، أو للرصد العلمي وغيرها من الاستخدامات البحثية ؛ كما فتح ذلك الباب أمام الكثير من الاستخدامات التقنية التي تنوعت بتنوع العصور والحاجة، ففي بداية عام 1906 شهد المحاولات الأولى لاستخدامه في البث الإذاعي ليدخل الخدمة فعلياً عام 1920.
في عام 2000 ومع ولادة الالفية الثالثة تم تركيب نظام متكامل متطور جدًّا من الإضاءة الجديدة، بعد ان شهد البرج جميع أنواع الإضاءات طوال تاريخه بدءا من الجاز بداية انشائه وصولا الى الكهرباء.
ومن أجل الحفاظ على البرج من العوامل الطبيعية التي تؤدي الى الاهتراء من جراء صدأ الحديد، فإن البرج يخضع لعمليات صيانة وإعادة طلاء منتظمة؛ حيث تتم هذه العملية بصورة دورية كل 7 سنوات يتم خلالها استهلاك 50 طنًّا من الطلاء، وتستغرق مدة الصيانة عام وثلاثة أشهر حتى تكتمل تماماً وتنفذ يدوياً؛ وقد مر البرج بإجمالي 18 عملية طلاء، كان آخرها تلك التي تمت في الفترة الممتدة ما بين عامي 2001 و2003.
يوجد في البرج سلالم، أما بلوغ القمة فيتم عن طريق استخدام المصاعد ومن أعلى البرج يطل الفرد على باريس ليرى صورة بارنورامية لمدينة الأنوار ومعالم المدينة كافّة.
بحسب المصادر الرسمية فإن حق ملكية البرج يعود حاليا إلى بلدية باريس، حيث تقوم شركة متخصصة بإدارة البرج لصالحها، ويدر هذا على المدينة عوائد مالية كبيرة تعد من أعلى العوائد السياحية في العالم حيث يتجاوز عدد الزوار ستة ملايين زائر سنويًّا، وفي وقت تتسارع فيه التطورات العمرانية والهندسية يبقى برج ايفل محط انظار السواح عند زيارة العاصمة الفرنسية ومعلمًا مميزًا في تاريخ الحضارة الانسانية.
التعليقات