عدنان أبو زيد: فاطمة سالم فتاة محجبة، قدمت الى هولندا منذ سنة، بحجاب وثياب شرقية quot; محافظة quot;، ترتدي اليوم بنطال الجينز الضيق وتذهب الى الماخور، وتتناول الكحوليات وتسهر الى الصباح.

وقبل سنة من الان، لم تكن ثمة تفاصيل جديدة في حياتها، فواجباتها الدينية وتقاليدها الاجتماعية لم تتغير الا بعد سنة من وصولها الى امستردام.
تقول quot;فاطمةquot; لايلاف.. اكتشفت في ذاتي شخصية جديدة، أنا متحررة الان من سطوة التقاليد وجبروت الرجل الشرقي.. وتضيف.. الاسبوع القادم ينتهي الرجل الشرقي من حياتي الى الابد، بعد أن استلم ورقة quot; الطلاق quot;.

quot;فاطمةquot; ليست الوحيدة، فهي حلقة في مجموعة نساء شرقيات نزعن جلدهن الشرقي المحافظ ليتقمصن الحياة الغربية قلبا وقالبا

وquot;فاطمةquot; ليست الوحيدة، فهي حلقة في مجموعة نساء شرقيات نزعن جلدهن الشرقي المحافظ ليتقمصن الحياة الغربية قلبا وقالبا.

مجموعة نساء شرقيات، بعضهن قدم من القرية واخريات من المدن الصغيرة، لم يعرفن من ملابس النساء غير quot; التنورة quot; والرداء المحتشم، يتفوقن اليوم على الاوروبيات في اللباس العاري وسهرات الليل والحياة الماجنة. تقول quot;فاطمةquot;.. الدائرة تتسع : وفي كل يوم تنضم الى الحلقة quot;مطلقةquot; أو فتاة قررت هجر أهلها وعاداتها.

وquot;أصيلquot;، فتاة عراقية ترتدي quot; الجينزquot; الضيق، والقميص المغري، تتحدث بينما تهتز السيكارة بين شفتيها، وعلى مايبدو فانها لم تتقن لعبة التدخين بعد.

وquot;اصيلquot; هذه فتاة جامعية في العراق، سالتها عن السبب في عدم إكمال دراستها في هولندا وهي فتاة جامعية حين كانت في العراق، ولماذا بدات تنظر الى quot;القاعquot; في الغرب، وتغض النظر عن القمم العالية..

تبرر quot;اصيلquot;.. لم يعد الامر ذا جدوى، لقد انتهى كل شيء انا لااستطيع الان من دون ان احشو راسي بالدخان والبيرة والمخدرات.

وبين الحانات الليلية تقع عينك على فتاة مغربية بـ ( لوك ) غربي تعمدت فيه الاثارة، لكنها قبل اشهر كانت فتاة قروية بمعنى الكلمة، براءة في القلب والقالب، ترتدي الملابس المحافظة، وتغسل الصحون في المطاعم، لكنها وجدت طريقة اسهل للعيش عبر الجنس، وquot;سعيدةquot; (ليس اسمها الحقيقي) لاتمتلك أوراق إقامة شرعية، وتجلس كل يوم في المقاهي للتعرف على شخص هولندي.

تقول quot;سعيدةquot;.. ماذا تريدني ان افعل، وصلت بالتهريب واغتصبوني في الطريق اربع مرات ثم رموني في الشارع. تضيف.. انا الان مرتاحة عدا اوراق الاقامة، اذا حصلت عليها سأكون فتاة سعيدة

تضيف... لست الوحيدة انا اعيش مع اربع فتيات مغربيات وتونسية كلهن على الشاكلة ذاتها، عمل في النهار وجنس في الليل، انه عمل ذو دخل جيد.
تضيف quot;سعيدةquot;.. انا فتاة من القرية، حياتي في بلدي كانت أجمل رغم الفقر.

تضيف.. حين أتذكر طفولتي، اشعر بالدفء. الان احس بالبرد، البرد الروحي، اريد ان اعود الى اهلي وطفولتي، اريد ان اعود الى ذاتي، لكني لااستطيع لقد فات الاوان، او فات القطار، فعودتي يعني موتي.

quot;فادية. حquot; مارست الجنس قبل الزواج، وهي تفتخر بذلك. تقول quot;فاديةquot;.. لا مشكلة في الامر، وأمي تعلم بذلك، فبعد طلاقها من ابي، ادمنت على علاقات quot;غير شرعيةquot; وكنت أرى بأم عيني ذلك.

تقول quot;فاديةquot;.. لم اعد أتذكر، أما أبي فقد هجر هولندا، وربما قفل راجعا الى العراق، لم اعد اسمع اخباره، كان رجلا طيبا لكنه عنيد.

وquot;فاديةquot; عاملة خياطة، تدخن سيكائر quot;مارلبوروquot; وتتعاطى جرعات خفيفة من المارجوانا وتنتقي من الرجال من يعجبها..

تقول quot;فاديةquot;.. مازلت صغيرة، والكثير يعرض عليّ الزواج، لكني لاارغب فيه، اريد ان اعيش حياتي بحرية. سالت quot;فاديةquot; ان كانت تتذكر شيئا من ماضيها quot; الشرقي quot;...

تقول.. متأملة الافق.. أتذكر جيدا، كنت في العاشرة وكنا نصلي انا وامي خلف ابي، ونستمع الى القران، ونتصل بالاهل في الاعياد ونزور المسجد، لكن الان تغير كل شيء.

تضيف.. لست حزينة، لاني ارى في التلفاز مايحدث في العراق، الحياة هنا افضل.

وتضيف.. لكن لدي شعور انني يجب ان اعود الى الصلاة، لااعرف لماذا لكنه شعور داخلي.

وتعترف quot;فاديةquot; ان بعض رفيقاتها المسلمات يمارسن الجنس قبل الزواج، وفي بعض الاحيان بعلم اهلهن.

تضيف.. ماذا يفعل الاهل، اذا ضيقوا على الفتاة quot;تهربquot; من البيت، والدولة تؤمن لها ما تحتاج، لذلك يفضل الاهل السكوت.

وتسترسل في حديثها.. الحياة في الغرب تغري على الخروج من سطوة الوالدين، انهم لايستطيعون عمل شيء، واذا ضايقوا الفتاة تستدعي الشرطة.

وممارسة نساء مسلمات الجنس قبل الزواج وثّقه فيلم هولندي اثار جدلا بين الاوساط المسلمة. ويتناول المسلسل الوثائقي الذي أخرجته الهولندية quot;انخيبورخ بوخلquot; واستضافت فيها فتيات عربيات، العلاقات الجنسية السرية التي تقيمها quot;الفتيات المسلمات قبل الزواج وفي غفلة من الأهلquot; بحسب ما تزعمه مخرجة المسلسل.

وتقول quot;بوخلquot; في مسلسلها إن quot;المسلمين يقبلون ممارسة الجنس مع الفتيات سرا شرط إخفاء هذه الممارسات إلى أن تتزوج الفتاةquot;، الأمر الذي أثار استياء مسلمي البلاد الذين اعتبروا المسلسل quot;إساءة واضحة للإسلام والمسلمين.

ونشر موقع quot;هيئة الإذاعة الهولنديةquot; صورا من المسلسل لفتيات مسلمات يتحدثن عن العلاقات الجنسية وفي خلفيتها صور من آيات قرآنية تحدد العلاقة بين الرجل والمرأة، ليذكي موجة الغضب تلك بحسب الصحف في 2006.

وبينما تقبل فتيات مغربيات لايحملن الاوراق الرسمية الشرقية على الزواج من هولنديين بغية الحصول على حق الاقامة، فان الأمهات المغربيات المقيمات رسميا يمنعن بناتهن من الزواج برجال هولنديين حتى إذا اعتنقوا الإسلام، مما يعده البعض ازدواجية ثقافية وعائقا امام عدم اندماج الجالية المسلمة مع ثقافة وتقاليد المجتمع الهولندي.

وquot;خديجة. م quot; فتاة جزائرية اقتحمت المدينة الهولندية باخلاق القرية، لكنها نزعتها بمرور الزمن، حين
رأت ان صديقاتها يمارسن الجنس قبل الزواج من دون ان يحصلن على لقب quot; داعرة quot;.
تقول quot;خديجةquot;.. الامر سهل اذن، هكذا تصورت، لكني اكتشفت فيما بعد انني اصبحت داعرة فعلا،
بعد أن سمعت حديث شباب مسلمين يصفون فيه تلك الافعال بالدعارة وعدم الشرف.
تسترسل quot;خديجةquot; بلغة عربية متكسرة، في كل الاحوال لم اعد التقي بهم وصديقي فتى هولندي أمارس الجنس معه من دون زواج.

وquot;عائشةquot;، قدمت من المغرب قبل سنوات رات ان الشباب المسلم المهاجر يعيش في حالة من ضياع الهوية ويحمل ازدواجية في التفكير، فبينما يقدم الشباب مترصدا فتيات هولنديات او غربيات او حتى عربيات بغية اصطيادهن وممارسة الجنس معهن يمنع ذلك على اخته، على عكس الغربيين، فالمسالة عندهم على حد سواء.
تقول quot; عائشة quot;.. quot;الغربي ليست لديه عقدة الجنس وليس عيبا أن تمارس أخته الجنس حتى مع صديقه quot;
تضيف quot;عائشةquot;.. انهم يريدون الزواج من فتاة مسلمة عذراء، وهم يمارسون الجنس عشرات المرات قبل الزواج.

وتسترسل عائشة بعصبية.. إنها معادلة غير متوازنة.


[email protected]