أوربا تبحث عنquot;الجنس الامنquot; في أعياد رأس السنة

عدنان أبو زيد: تزامن احتفال مدن اوربا بأعياد الميلاد ورأس الميلادية مع دعوات رسمية وشعبية أطلقها متخصصون ومؤسسات صحية تدعو الى جنس امن في أوربا، وجعْل عام 2009 عام الجنس الامن والصحي. وتأتي تلك الدعوات مع مخاوف إنتشار

كانت الوقاية الجنسية في عهد الفراعنة تتمثل ببراز التماسيح

مرض الايدز في بعض البلدان، على رغم ان اوربا استطاعت بنجاح تجاوز مرحلة الخطر فيما يخص مرض المناعة المكتسب بل انها من اكثر دول العالم نجاحا في خططها لمحاصرة المرض.
وبينما تننشر اليوم في مختلف مدن اوربا ماكنات الواقي quot;الذكريquot; حيث يمكن الحصول عليه مجانا او مقابل مبالغ رمزية في صالات الديسكو والكازينوات البارات وفي أماكن خاصة مؤقتة خلال الاحتفالات الكبرى، فان الواقي quot;الانثويquot; بدأ يأخذ طريقه أيضا لكن بدرجة أقل.
تقول quot;س. دولفيquot; وهي باحثة اجتماعية ل quot; ايلاف quot; ان الاهتمام بالواقي quot;الانثويquot; إضمحل كثيرا قياسا الى quot;الذكريquot;، على رغم مرور عقدين تقريبا على اكتشافه والسبب في ذلك يعود انه لم يكن عمليا بما فيه الكفاية لغرض استخدامه من قبل النساء.
وترفض quot;ك. مquot; ممارسة الجنس بدون الواقي quot;الانثويquot; وفي رأيها فان الواقي quot;الذكريquot; الذي يرتديه صديقها لايكفي من ناحية الامان، وانها لاتثق الا باستخدام واق خاص بها.
والواقي quot;الانثويquot; الذي بدأ يجد طريقه بسرعة في مدن اوربا يلاقي اعتراضات كثيرة تثيرها النساء، لاتختلف عن تلك التي يثيرها الرجال حيال واقياتهم، ومنها طبيعته الزلقة والناعمة التي تسبب نزعه بسهولة، كما انه يصدر أصواتا أثناء الجماع.
وترىquot;ك. مquot; أن ممارستها للجنس ذات مرة مع شخص تسبب في خطا كبير فقد انتزع الواقي quot;الذكريquot; من عضو الرجل مما سبب احراجا لها وكان عليها اللجوء الى وسائل اخرى لقذفه خارجا. وفي مدن هولندا وبلجيكا وزعت ماكنات الواقيات في عدة نقاط في المدينة تطبيقا لشعار الجنس الامن اثناء الاحتفالات. وتحتوي الواقيات الجديدة على أنواع رقيقة من المطاط القابل للتثبيت باستخدام مستحضر خاص.

ويرى quot;ستيفن وورلدquot; وهو بائع مستلزمات طبية أن الاحتفالات الاوربية تتخللها في أحايين كثيرة تجاوزات على نظرية الجنس الامن لاسيما من المراهقين ممن لايجدون ضيرا من ممارسة quot;الجنس اللامسؤولquot; في الحدائق والاماكن العامة والمرافق الصحية وحتى زوايا الملاهي والمطاعم، ويحدث ذلك بنفس الوتيرة في عطل نهاية الاسبوع بعد انتهاء حفلات الصخب في الكازينوات والملاهي الليلية، لهذا كان لتوفير الواقيات أعظم الاثر في

مكائن الواقيات الذكرية توفيرا لجنس امن

تقليص إحتمالية الاصابة بالامراض.
على ان الواقيات الجنسية أو ما يعرف بـquot;الجنس الآمنquot; ليست جديدة بحسب مجلة quot;التايمquot;، بل تعود إلى أقدم العصور. وكانت الوقاية الجنسية في عهد الفراعنة تتمثل في إقدام النساء في تلك الحقبة على وضع براز التماسيح في مواضعهن الحميمة لمنع الحمل، على رغم ان العلم الحديث أثبت أن براز التماسيح يشكل مكاناً مثالياً لنمو الحيوانات المنوية بسبب طبيعته القلوية.وفي عام 1540، اقترح الطبيب الإيطالي quot;غابريال فالوبيوسquot; استخدام موانع من قماش الكتان كافضل وسيلة للوقاية.
وبحسب quot;السي ان انquot; فان زير النساء المعروف، كازانوفا، أشار في مذكراته إلى أنه كان يستخدم واقياً مصنوعاً من أمعاء خروف، وكانت هذه الواقيات مستخدمة على نطاق واسع بالفعل في تلك الفترة بأوروبا، غير أن صعوبة إعدادها وارتفاع ثمنها كانت تدفع الرجال لاستخدام الواقي الواحد عدة مرات.
ويعود التاريخ الحقيقي للواقي quot;الذكريquot; الحالي الى عام 1930، مع اختراع المطاط البالغ الرقة، لكن سوق الواقي quot;الذكريquot; تراجع مع اكتشاف حبوب منع الحمل للنساء. غير أن ظهورمرض الإيدزعاد ورفع مبيعات هذا المنتج الذي يستهلك منه الرجال ستة مليارات قطعة سنوياً. أن ظهور واقيات انثوية في مدن اوربا يطرح السؤال عن دواعي ذلك، طالما ان هناك مايفي بالغرض من الواقيات quot;الذكريةquot; التي اثبتت قدرتها على القيام بوظيفتها على أكمل وجه. يقول quot;ستيفنquot; إنّه لايحمّل الامر إكثر من كونه تنافسا تجاريا حول المنتج وانه ليس من غبار على ممارسة الجنس باستخدام الواقي quot;الذكريquot; فحسب، لكن قلق الايدز، والخوف من العدوى، اثار حفيظة النساء ممن يعتقدن ان الواقي quot;الذكريquot; ليس كافيا للحصول على جنس امن.
والواقي الذكري (الكوندوم) يعمل كحاجز لوصول الحيوانات المنوية الى المهبل ومن ثم منع حصول تلقيح البويضة إذا ما تجاوزت الحيوانات عنق الرحم. وهو طبقة رقيقة تثبت حول العضو المنتصب للرجل ومصنوع من مادة مطاطية كاللاتكس أو غيرها. ولكي يتمكن من أداء دوره بفاعلية فإن ارتدائه يجب أن يتم قبل بدء العملية الجنسية لأن إفرازات الرجل الطبيعية قبل القذف لا تزال تحمل الحيوانات المنوية والميكروبات إن وجدت، كما ويجب نزعه بعناية حتى لاتصل أي من إفرازات الرجل الى المهبل أو أي من إفرازات المرأة العالقة به الى عضو الرجل.

إمام مسجد لquot;ايلاف quot; :الواقي quot;الذكريquot; يفتح باب الرذيلة على مصراعيه، لأن عامل الخوف يزول بالاطمئنان الى الواقي quot;الذكريquot;.



والمثيرفي تاريخ الواقيات أن الكنيسة الكاثوليكية ظلت تحظر استخدام الواقيات في ايرلندا حتى عام 1978. كما احتدم الجدل في الكنيسة الكاثوليكية عام 2005 حول استخدام وسائل الوقاية، وقال البابا يوحنا بولس الثاني إن quot;الزهد والإخلاص في الحياة الزوجية هما خير وسيلة لمنع انتشار الإيدز وليس استخدام الواقي الذكريquot;. ويتلخص الموقف الرسمي للكنيسة في أن استخدام الواقي quot;الذكريquot; لمكافحة الإيدز يؤدي الى انتشار أسلوب حياة غير أخلاقي وشهواني يساعد على تفشي هذا المرض.

لكن quot;قادر احمدquot; وهو إمام مسجد في quot;تلبيرغquot; الهولندية يرى في حديثه لquot;ايلافquot; ان نشر مكائن الواقيات في المدينة تقنين للرذيلة والشذوذ، وهو ما يسعى إليه الغرب بحسب quot;قادرquot;. وأضاف أن هكذا quot;وقاية quot; تؤدي إلى الاطمئنان الى الشذوذ وعدم الخوف منه، ويرى ان الواقي quot;الذكريquot; يفتح باب الرذيلة على مصراعيه، لأن عامل الخوف يزول بالاطمئنان الى الواقي quot;الذكريquot;.
الجدير بالذكر أن استخدام الواقي quot;الذكريquot; لمنع انتشار الامراض ليس بجديد، ففي عام 2005 وزع في مدغشقر التي‮ ‬تعاني‮ ‬من الفقر 51 ‬مليون واق ‮‬بالمجان لحث سكانها على ممارسة الجنس بشكل آمن ووقف انتشار فيروس quot;اتش.اي‮.‬في‮quot; ‬المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب‮.
وكانت مدينة نيويورك طرحت هذا العام نوعا جديدا من الواقي الذكري في quot;عيد الحبquot; لمنع انتشار الامراض الجنسية وحالات الحمل غير المرغوب فيها.
وأعادت quot;يافيث بيهارquot; من سان فرانسيسكو تصميم نوع جديد من الواقي quot;الذكريquot;. ومنذ ان صنعت نيويورك واقيا ذكريا خاصا بها وزعت حوالي 900 شركة

تننشر اليوم في مختلف مدن اوربا ماكنات الواقي quot;الذكريquot; حيث يمكن الحصول عليه مجانا او مقابل مبالغ رمزية في صالات الديسكو والكازينوات البارات وفي أماكن خاصة مؤقتة خلال الاحتفالات الكبرى، فان الواقي quot;الانثويquot; بدأ يأخذ طريقه أيضا لكن بدرجة أقل

وعيادة محلية ومنظمات غير ربحية حوالي 3 ملايين منها مجانا على سكان نيويورك. وقالت الدكتورة مونيكا سويني من قسم الصحة في نيويورك quot;اظهر الواقي الجديد ان باستطاعته توفير الجنس الآمن quot;.
وفي عام 2007 أفتتحت الهند أول quot; ديسكوquot; مجهز بالواقيات الذكرية والانثوية، الغرض منه تشجيع الجنس الامن لاسيما بين المراهقين والطلاب .

[email protected]