بينما المحلات التجارية تلبس حلة العيد:
التونسيون يحجمون عن شراء الهدايا ويحتفلون برأس السنة في بيوتهم


أمال الهلالي من تونس: quot;لقد فقد رأس السنة ذلك البهرج الذي عرفه لعقود طويلة والتونسيون صاروا مثقلين بأعباء الاستهلاك اليومي العودة المدرسية تلاها رمضان فعيد الفطر وعيد الأضحى كل هذه العوامل ساهمت في تراجع الإقبال على شراء لوازم رأس السنة وهداياها والتي صارت من الكمالياتquot;.بهذه الكلمات استهل رؤوف صاحب محل لبيع الاكسسورات والملابس الجاهزة حديثه مع إيلاف مضيفاquot;لقد شهد إقبال التونسيين على شراء الملابس وكل مستلزمات السهرات تراجعا ملحوظا مقارنة بنفس الفترة من السنة المنصرمة وذلك راجع فاعتقادي لانعكاسات الأزمة المالية وتراجع المقدرة الشرائية عند المواطن التونسي مما جعله في سباق محموم لتحقيق المعادلة الصعبة بين قوته اليومي وجيبه المفلس بعد أن أصيب بهستيريا الاستهلاكquot;.

محدثنا لم ينف مقابل ذلك حرص بعض الفئات الميسورة على شراء بعض ملابس ومستلزمات السهرة لمثل هذه المناسبات.ويقول:quot;هناك أزمة وصرنا نحس بها ونستوعبها وعلى ضوءها أسعارنا شهدت تخفيضات لمراعاة جيب المواطن من جهة وضمان خروج بضائعنا وعدم تكدسها من جهة أخرىquot;.

اما نذير فقد أكد لإيلاف انه سيكتفي بشراء باقة من الورود وكيكة بغرض تقديمها لخطيبته لان ميزانيته الحالية لاتسمح له بشراء هدية من الحجم الثقيل كما انه قد اهدى لها في مناسبات فارطة وليست بالبعيدة هدايا قيمة وذلك فاعتقاده كاف.أما فكرة السهر خارجا فهو يرفضها تماما.

سحر المتزوجة حديثا أعربت عن حزنها من رفض زوجها السهر خارجا مفضلا الأجواء العائلية وتحضير الدجاجة المشوية والكايكة في المنزل رفقة أفراد أسرته الموسعة.فاللمة العائلية حسب زوجها لاتعوضها أي سهرة خارجا مهما كانت قيمتها المادية أو الفنية.

آخرون اختاروا السهر خارجاً في النزل والملاهي التي تشهد في مثل هذه الفترة من السنة ازدحاما مكثف يقطع مع الركود الشتوي ليلى ترى أن عاداتها بمناسبة رأس السنة لن تتغير رغم الظروف المالية التي تمر بها حيث ستقضيه صحبة أصدقائها في ضواحي الحمامات السياحية التي تشهد في هذه الفترة من السنة حركية سياحية وتجارية وفنية كبيرة. ولكنها لم تخف استياءها من الأسعار التي يرفعها أصحاب النزل في وجه المستهلكين مستغلين هذه المناسبة. أما صديقتها إيناس فلم تخفي امتعاضها من رفض خطيبها السهر خارج المنزل مفضلا اللمة العائلية حفاظا على جيبه وربحا لراحة باله معتبرا الدفء العائلي أفضل بكثير من سهرات الملاهي والمطاعم الخارجية.

أما لبنى صاحبة محل لبيع الهدايا أكدت أن استعداداتها على قدم وساق وهي بصدد البحث عبر الانترانت على آخر تقليعات الزينة بهدف توشيح واجهة محلها بحلة رأس السنة الميلادية. ففضلا عنquot; بابا نوالquot; والشجرة العجيبة التي صارت من أبجديات الاحتفال تحاول لبنى أن تخلق ديكورات مختلفة لجلب الحرفاء وحثهم على الدخول لمحلها في المقابل تخشى تراجعا في نسبة الشراء لاسيما وانه في مثل هذا الوقت من السنة الفارطة كان الإقبال واضحا على اقتناء هدايا رأس السنة من الشباب والمحبين والمتزوجين الجدد.

لكن منير ساعاتي مسرور بقدوم العيد الذي يمثل له فرصة لتحريك دولابه التجاري وانتعاش خزينته ويقول:quot;على مدار السنة يقل شراء الساعات لكن هذه التجارة تنتعش قليلا في مثل هذه الفترة من السنة حيث تتركز هديا التوانسة فضلا عن الشيكولاطه والعطور اقتناء الساعات الفاخرةquot;

ومنية صاحبة محل لبيع المرطبات بدأت تستعد كما ينبغي لاحتفالات رأس السنة وفي كنشها قائمة طويلة وعريضة من الطلبيات على كايكة السهرة التي صار شق كبير من التوانسة يفضلون شراءها جاهزة لاسيما الجيل الجديد من المتزوجين.

أما خليل فقد اتخذ موقفا مغايرا لسابقيه إذ يعتبر الاحتفال برأس السنة الميلادية عيبا ويقول:quot;هي ليست من عاداتنا ولا من تقاليدنا بل هي دخيلة من الغرب والأجدر ايلاء رأس السنة الهجرية المكانة الأهم.quot;
*تصوير الزميلة أمال الهلالي