أحمد ولد سيدي من نواكشوط: لم تعد العاصمة الموريتانية نواكشوط تمثل الوجه الحقيقي والمفهوم المطلق لعاصمة بلد إلي منذ مطلع السبعينات، ويعود ذلك إلي حداثة عهد نواكشوط التي تأسست سنة 1958 ولم تستقل الدولة الموريتانية عن المستعمر الفرنسي إلا بعد ذلك بسنتين أي سنة 1960 حيث كانت كل الصناعات بدائية وأولية متواضعة، وتعود بداية إنشاء أول الو رشات المهتمة بصناعة الأحذية في موريتانيا إلي بداية التسعينات، وكانت مهنة تصنيع وتركيب الأحذية تقتصر علي الأجانب فقط، لينشأ بعض الموريتانيين ممن تعلم المهنة علي الأجانب ورشات، لم يتجاوز عددها في تلك الفترة عدد أصابع اليد الواحدة.

وفي ظل التطور الذي عرفته المهنة مع تطاول الفترات فقد ازداد عدد هذه الو رشات وتكاثرت بعد دخول المهارات والخبرات المحلية في هذا المجال حيث تم إنشاء العديد من ورشات تصنيع وتركيب الأحذية.

نموذج من الورشات..

في وسط العاصمة الموريتانية نواكشوط وعلي مقربة من السوق المشهور باسمه (اكلينيك) توجد ورشة أحذية quot;زارquot; وهي احدي أكبر الورشات المعروفة في العاصمة تم إنشائها سنة 1997 بعدما نقلها رجل الأعمال القائم عليها من العاصمة السنغالية دكار إلي موريتانيا ويقول محمد لإيلاف وهو أحد المؤسسين للورشة وعمالها القدماء في دكار إنهم نقلوا الورشة من السنغال إلي موريتانيا بعد ما اكتشفوا أن مهنة صناعة وتركيب الاخذية أصبحت مهنة منافسة في بلدهم موريتانيا.
ويضيف نحن اليوم والحمد الله أصبحنا نصنع يوميا عددا كبيرا من الأحذية وبذلك ازداد رواد الورشة من المواطنين الذين فضلوا الصناعة المحلية علي الصناعات الأجنبية.

باعة أحذية علي قارعة الطريق..

محمد ولد سالم وزميله أحمد الناه قررا التصدي بحزم للبطالة الجارفة التي يواجهها الكثير من أقرانهم في موريتانيا بل وفي العالم بأسره، ويقول محمد سالم أنهما يشتريان عددا من الأحذية من احدي الورشات التي تصنعها ويجلسان به علي الطريق في وسط العاصمة الموريتانية نواكشوط من أجل أن يلفتا نظر المواطنين الراغبين في شراء الأحذية المحلية وليس محمد سالم وزميله وحدهم من الشباب الموريتانيين يأخذ من قارعة مكانا لبيع الأحذية بل هناك أعداد أخري من الشباب تزاحمهم علي المهنة، ويقول أحمد ولد الناه ان الهدف الوحيد بالنسبة إليه من وراء جلوسهما علي الطريق هو العمل علي سد حاجتهما وحاجة أسرتيهما.