فيروز مبيضين من عمان: يستقبل موقع مغطس المسيح عليه السلام على الضفة الشرقية لنهر الاردن يوم الاحد قداسة البابا بندكت السادس عشر والكرادلة المرافقين له ورجال الدين والضيوف وعشرات الآلاف من الحجاج المسيحيين والزوار.
وتكتسب زيارة قداسة البابا الى موقع عماد المسيح عليه السلام اهمية خاصة اذ يعتبر هذا الموقع المقدس مكان انطلاقة البشارة للرسالة المسيحية التي حملها نبي المحبة والسلام الى العالم اجمع.
هيئة موقع المغطس اكملت استعداداتها الادارية واللوجستية لاستقبال قداسته والوفد المرافق وفقا لقول مديرها المهندس ضياء المدني لوكالة الانباء الاردنية.
ويتوقع الاردن في يوم زيارة قداسة البابا للموقع حضور عشرات الآلاف من الزوار والحجاج المسيحيين من المملكة ودول عربية واجنبية ولذلك قال المهندس المدني انه تم تجهيز ساحة لهذه الغاية على مساحة ستين الف متر مربع.
ونوه الى انه سيتم السماح للزوار والحجاج بالدخول الى المنطقة منذ الصباح وحتى الساعة الثالثة بعد الظهر بواسطة سياراتهم الخاصة في حين ستغلق المنطقة بعد ذلك ويسمح بالدخول بواسطة الحافلات فقط.
وبين انه تم كذلك تجهيز موقع كبار المسؤولين الذي يستوعب الف شخص اضافة الى تجهيز المنصة الخاصة بقداسة البابا على مساحة 150 مترا مربعا.
ومن ضمن الاستعدادات التي انجزت تجهيز سيارات كهربائية خاصة ستقل قداسته والكرادلة في جولة تشمل المواقع الدينية والاثرية في المغطس ضمن ممرات خاصة وصولا الى موقع العماد.
ومن بين هذه المواقع المقدسة تل مار الياس حيث شيد اول دير شرقي النهر على طريق الحج المسيحي اضافة الى بقايا ثلاث كنائس وقاعة صلاة اقيمت في موقع مغارة كان السيد المسيح زار فيها يوحنا المعمدان عدة مرات، ومنطقة سكن الرهبان التي تشتمل على غرف مرصوفة بالفسيفساء، وموقع القديسة مريم المصرية على بعد مئة متر شرقي النهر والتي سمعت صوتا يقول لها quot;اعبري نهر الاردن وستجدين الراحة quot;.
ويمكن للناظر من موقع المغطس الذي يبعد عن العاصمة عمان نحو خمسين كيلومترا وتسعة كيلومترات الى شمال البحر الميت، مشاهدة اريحا والقدس غربي نهر الاردن وجبل نيبو الى الشرق منه.
واكدت اصالة هذا الموقع شهادات الكتب المقدسة واقوال الرحالة والحجاج الذين زاروه اضافة الى المكتشفات الاثرية التي تمت بسواعد اردنية والتي من بينها بقايا خمس كنائس بنيت في القرن الخامس كذكرى لتعميد السيد المسيح.
وتزداد اهمية موقع المغطس بدلائله ومعانيه الانسانية لانه يمثل التعايش الاسلامي المسيحي الذي يفخر الاردن به، وفي ذلك قال عضو الاتحاد الكاثوليكي للصحافة الاب رفعت بدر ان الاردنيين يفخرون بان يقترن اسم بلدهم الحبيب الغالي باسم النهر المبارك نهر الاردن.
واضاف كما يفخر المسيحيون عندما يقرأون في الكتاب المقدس ان السيد المسيح تعمد في الضفة الشرقية لنهر الاردن على يد يوحنا المعمدان، ومن هذا المكان المقدس انطلقت البشارة المسيحية في كل ارجاء الارض.
وقال ويفخر المسيحيون كذلك عندما يقرأون عن ابائهم واجدادهم في الايمان المسيحي منذ القرون الاولى للمسيحية بان يكون هنالك العديد من الحجاج والزوار الذين اموا موقع المغطس وتنسكوا به وبنوا اديرتهم وكنائسهم.
وحول بدايات العمل في موقع المغطس المقدس وبالعودة الى كلام المهندس المدني فقد بوشر فيه عام 1997 حيث قام فريق اثري اردني متخصص من دائرة الآثار العامة بحفريات اثرية في موقع المغطس كشفت عن احد عشر موقعا اثريا دينيا على امتداد وادي الخرار بطول 5ر4 كيلومتر.
وقال اننا اعتمدنا من خلال الحفريات على ثلاث ركائز اولاها ما ورد في الكتب السماوية المقدسة من العهدين القديم والجديد، وثانيهما ما ورد في وصف الرحالة والقديسين لموقع عماد المسيح، وقد وصف عدد كبير من الرحالة موقع عماد المسيح وصفا دقيقا وحددوه بانه يقع على بعد خمسة اميال شمال البحر الميت مقابل مدينة اريحا حيث تم اكتشاف كنيسة واحدة اعيد بناؤها خمس مرات بالاضافة الى كنيسة الرداء التي خلع المسيح رداءه فيها.
وقال انه تم انشاء عدد من البرك الخاصة بالتعميد على مطل تل مار الياس احداها بالقرب من نهر الاردن بالاضافة الى الاجران الممتدة حيث يتم تزويد البرك بالماء عن طريق ضخ مياه نهر الاردن اليها ويعاد ضخها عبر وادي الخرار بعد طقوس التعميد للحفاظ على النظام البيئي للموقع.
وبين المدني ان الهيئة اتخذت قرارات لانشاء كنائس في موقع المغطس لاعادة الحياة الروحانية له وبوشر بانشاء كنائس الروم الارثوذكس واللاتين والاقباط والانجيلية واللوثرية وبيت الضيافة للحجاج الروس، وبعد تنفيذ هذه الكنائس سيتم تحويل الموقع من اثري ديني الى موقع حج مسيحي خلال السنتين المقبلتين.
وتحدث نائب مطران الروم الارثوذكس في الاردن الارشمندريت نكتاريوس منصور عن اهمية موقع المغطس قائلا ان مجيء المسيح للمنطقة حيث تعمد على يد القديس يوحنا المعمدان يمثل رسالة الديانة المسيحية والبشارة التي انتقلت في كل مدن وقرى فلسطين والاردن ليفهم المؤمنون بعد ذلك تعاليم الدين المسيحي القائمة على المحبة الآلهية وبدعوة الله للجميع ان يعودوا للطريق السليم.
واضاف ان هذا الموقع مهم لكل المسيحيين والمؤمنين لانه يتحدث عن القديس يوحنا المعمدان والمعروف في الديانة الاسلامية باسم النبي يحيى عليه السلام.
وقدر الارشمندريت نكتاريوس جهود الهيئة الملكية لموقع المغطس قائلا ان ذلك اثمر بان يأخذ الموقع حيزا يليق بمكانته وقدسيته وروحانيته ليكون جاهزا لكل المتدينين والمسيحيين والمؤمنين طالبين بركة نهر الاردن.
ومن ضمن الاعمال المهمة التي انجزتها الهيئة الملكية لموقع المغطس انشاء مطل جديد على ضفاف نهر الاردن نهاية العام الماضي بحسب اداري الموقع المهندس عبد العزيز العدوان الذي قال ان المطل الجديد يتكون من كنيسة مفتوحة وغرف للغيار بالاضافة الى مدرج يستوعب 750 حاجا وساحات تستوعب خمسة الاف حاج بالاضافة الى جرن لتعميد الاطفال المسيحيين.
يشار الى ان هذا الموقع حظي بزيارة بابوية لقداسة البابا يوحنا بولس الثاني عام 2000.
التعليقات