غزة: حققت الأردن فوزاً تاريخياً و مستحقاً في أول ظهور لها في نهائيات كأس آسيا، بعد تغلبها اليوم على الكويت ، بهدفين نظيفين في المباراة التي أقيمت بينهما على إستاد سبورت سيتي في جينان ، ضمن مباريات الجولة الثانية لحساب المجموعة الثانية من بطولة كأس آسيا في نسختها الثالثة عشرة التي تجري في الصين .

سجل هدفي الأردن خالد سعد ، و أنس الزبون في الوقت بدل الضائع ، بعد أن ظن الجميع أن المباراة في طريقها للتعادل السلبي . وهذا هو الفوز الأول للأردن في أول مشاركة له في نهائيات كأس الأمم الآسيوية ، بعد أن نجح في أول ظهور له في البطولة في تحقيق تعادل ثمين أمام منتخب كوريا الجنوبية .وحقق الأردنيون الفوز على الرغم طرد قائدهم فيصل إبراهيم ، في آخر نصف ساعة من المباراة ، و نجحوا في الوصول إلى الفوز في هذه المباراة التي كانت تمثل محطة هامة لهم في مسعاهم لتعزيز حظوظهم في التأهل للدور الثاني .

سيطر المنتخب الأردني على أغلب فترات الشوط الأول ، و كان الأكثر تهديداً و خطورة على المرمى الكويتي ، في حين شكل الكويتيون هجمات مرتدة سريعة لم تخلو بعضها من الخطورة على مرمى الأردنيين . و إنطلق هيثم الشبول بالكرة صوب منطقة جزاء الكويت غير أن الحارس انقض عليه و أبعدها ، و رد عليه عامر شفيع الذي خرج من مرماه لصد كرة بدر المطوع الذي أرهق الدفاعات الأردنية بحركاته ، و بعد 15 دقيقة من السجال بين المنتخبين امتلك المنتخب الأردني زمام المباراة و سيطر على منطقة الوسط و شن هجمات متوالية كان يعيبها اللمسة الأخيرة من أقدام مهاجميه ، و برز بشكل لافت المهاجم الأردني الشاب مصطفى شحدة الذي يشارك للمرة الأولى بعد أن أشركه الجوهري بديلاً عن بدران الشقران ، وشلباية ، و نجح في تهديد المرمى الكويتي في مرات عدة .

و بدأ مسلسل الفرص الضائعة للأردنيين براسية مصطفى شحدة الذي تلقى عرضية من الجهة اليسرى حولها برأسه بجوار القائم ، و رد عليه نواف المطيري لاعب الكويت بتسديدة رائعة علت العارضة الأردنية . و عاد مصطفى شحدة ليسدد كرة من داخل المنطقة لمن شهاب كنكوني أبعدها في اللحظة المناسبة ، و تبعه زميله عامر ذيب بأخرى مرت بقليل بجوار المرمى ، و اختتم فيصل إبراهيم مسلسل الفرص الأردنية في هذا الشوط حين مرر عرضية خطرة أبعدها المدافع الكويتي مساعد ندا في أحضان حارس مرماه . لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي بين المنتخبين .

أما الشوط الثاني فقد شهد أحداثا دراماتيكية كثيرة ، بعد أن نزل المنتخب الأردني يلعب بنفس طريقة الشوط الأول ، و أضاع لاعبوه فرصاً جديدة ، قبل أن يتلقى ضربة موجعة في الدقيقة (59 ) حين أشهر الحكم الصيني البطاقة الحمراء في وجه قائد المنتخب الأردني فيصل إبراهيم ، الذي أعاق إنفراد مهاجم الكويت بشار عبدالله ، ليلعب الأردن حتى النهاية بعشرة لاعبين .
و هذه هي المرة السادسة التي ترفع فيها البطاقة الحمراء في البطولة الآسيوية قبل انتهاء مباريات الدور الأول . و أعاد المنتخب الكويتي ترتيب صفوفه مستفيداً من النقص العددي في صفوف الأردنيين ، و بدأ في السيطرة على منتصف الميدان ، في حين جازف الجوهري فدفع بالمهاجم أنس الزبون ، و محمود شلباية ، و طلب من لاعبيه تأمين المنطقة الدفاعية ، و سدد على عبدالرضا بقوة في المرمى الأردني لكن عامر شفيع كان بالمرصاد ، و عاد بدر المطوع ليسدد كرة جانبت ، و مثله نواف المطيري الذي سدد أيضاً .

و قبل خروجه بدقيقة أرسل الشاب مصطفى شحدة كرة ساقطة ابعدها بنجاح شهاب كنكوني ، مضيعا على الأردنيين هدفاً مؤكداً . و في الوقت الذي ظن فيه الجميع أن التعادل السلبي في طريقه لحسم لحسم المباراة ، بدأت الأحداث المثيرة في هذه المباراة بعد الدقيقة (90) أي الوقت الضائع ، حين سدد حسونة الشيخ كرة صاروخية من خارج المنطقة إصطدمت العارضة الكويتية قبل أن ترتد إلى القائم ليقابلها خالد سعد الأردني في المرمى معلناً عن تسجيل أول هدف أردني في تاريخ النهائيات الآسيوية ، و لم يكتفي الأردن بذلك فبعد أن لعب الكويت ركلة البداية خطف حسونة الشيخ الكرة و أرسلها سريعة إلى البديل أنس الزبون الذي أصبح وجهاً لوجه أمام الحارس كنكوني و سدد الكرة في الشباك ، وسط أرتباك و ذهول واضح من الكويتيين الذين صدموا منذ الدقيقة الأخيرة .

لتنطلق بعدها الأفراح الأردنية ، بالفوز الهام و التاريخي الذي سيعزز كثيرا من حظوظهم في ولوج الدور ربع النهائي للمرة الأولى في التاريخ .
و بهذا الفوز رفع الأردن رصيده إلى (4) نقاط ، و بات يتصدر المجموعة الثانية أمام الكويت (3) نقاط ، في انتظار نتيجة مباراة الإمارات و كوريا الجنوبية التي ستجرى لاحقا هذا اليوم . و سيختتم المنتخب الأردني مبارياته بلقاء المنتخب الاماراتي ، فيما تلعب الكويت مع كوريا الجنوبية في ختام الدور الأول .