فهد سعود من الرياض: لا يختلف إثنان على أن عام 2005 عامٌ مليء بالحزن والموت على الصعيد العربي، والمآسي والكوارث آسيوياً، إلا أن هناك أحداثاً تتواصل مهما تغيرت وتقلبت الأيام والدول. وعلى رأس تلك الأحداث كأس دوري أبطال أوروبا، الحدث الثاني عالمياً بعد كأس العالم على الصعيد الأوروبي.
.وبعد مبارياتٍ عنيفة وحماسية قادتها فرق الطليعة في الدول الأوروبية. فإن هذا العام 2005 سيشهد صراعاً مريراً على الكأس. فالإمبراطورية الإنجليزية العجوز،التي غابت عنها الشمس، متمثلة بنادي ليفربول، ستقابل بلاشفة إيطاليا الذي يقودهم نادي أي سي ميلان، على أرض السلاطين العثمانيين. في مدينة إسطنبول العريقة، حيث يجتمع الماضي بالحاضر ، في معركةٍ كروية لا تضاهيها أية معركة، في النهائي الحلم على كأس الأندية الأوروبية، حين يقابل تشرشل موسوليني، ويجلس بيلر بأرستقراطيته الجوفاء، أمام برلسكوني رئيس وزراء إيطاليا، وزعيم مافيا الكرة الإيطالية، في ضيافة أردوغان الذي لم ينسى عرش السلطنه العثمانية.
وفريق ميلان الإيطالي، وليفربول الإنجليزي، يتبارزان في حلبة الأساتنه على ملعب (استاد أتاتورك)، الذي يحمل اسم مؤسس الدولة الحديثة كمال أتاتورك، وأمام عملاقين قد تنحيا منذ زمن عن حلبة النزال وهم الأرجنتيني مارادونا والبرازيلي وبيليه. الذين يتوجان المباراة بحضورهم.
مباراة تشهد حماساً وضجة منقطة النظير، تطوف بأوروبا كلها، من أقصى أصقاعها، لتتجه أنظار العالم أجمع، إلى الجسر الأوروبي( مدينة إسطنبول) الذي يربط تركيا بأوروبا، لمتابعة النهائي الكبير اليوم الأربعاء.
كرة القدم كما هو معروف، قد أذابت جميع الأهواء في قالبها، فصار مشجعوها من كل فئات المجتمعات العالمية، وتأكيداً لهذه النظرية، فقد قررنا في "إيلاف" أن نستطلع الآراء حول تلك المباراة، من خلال حوار مع محرري إيلاف السياسيين، وأرباب الرياضة، لنخرج لكم بحصيلة من الأفكار المتنوعة، حسب تنوع المشارب حول موضوعٌ واحد، هو لقاء قمة أوروبا في مدينة إسطنبول.
إستهل التوقعات مدير التحرير الأستاذ وفائي دياب، الذي رجّح كفة الإنجليز في حسم القمة الأوروبية بهدفين لهدف، مؤكِداً- بنظرة خبير كروي- صعوبة المهمة التي سيخوضها أحفاد تشرشل.الذي حقق إنتصاراتٍ ساحقة في الحرب العالمية الثانية.متمنياً أن يسير فرسان ليفربول على خُطاه في الحرب الكروية اليوم.
ومن بلد الحضارات والحدائق والمتاحف الشمعية وقصر باكنغهام المهيب ، ومن قلب مدينة الضباب "لندن" يخرج لنا الزميل نصر المجالي برؤية جميلة عن النهائي الحلم، حيث يقف في صف الإنجليز، قائلاٍ " ميال لفوز مضن لفريق ليفربول، فهو يستحقه بعد السنوات العجاف، وعاطفياً لا يزال هذا الفريق له رنه ساخنة في قلوب المشجعين الانجليز وغيرهم، فهو ان ابتلي بهزائم متلاحقة طوال ال15 عاما الماضية بعضها جاءت عنوة وبعضها بفعل يديه، فانصدم ايضا بمغادرات كثيرة من نجوم كان هو صانعهم وبنى مجدهم ايام عزه. ولعل الكارثة الانسانية العام 1985 على ملعب هيسال البلجيكي لها دويها النفسي حين قتل 35 شخصا حين انهار جانب من الاستاد.
صحيح ان ليفربول احرز مسابقة كأس الاتحاد الاوروبي عام 2001 لكن الفوز بدوري الابطال سيكون له طعم مختلف للفريق الذي لم يحقق حلمه في الدوري الانجليزي حين حل خامسا،
انا يبدو مثل غيري من الطامحين بفوز تاريخي لفريق ليفربول اراهن على فارسه الجريء ستيفين جيرارد، لكن خشيتي هي من الرباعي اللعين باولو مالديني وياب ستامب وكافو ونيتسا، ومن يدري قد يكسب ليفربول 2/1 ويعود الينا بنصر مؤزر. "
ومن موطن الرسامين العالميين أمثال فان كوخ، ورامبراندت، وأزهار الخُزامي، يقول الزميل عبد الرحمن الماجدي، في تعليقه على قمة أوروبا " أفضل الشاي الإنكليزي على القهوة الإطالية".
ومن المغرب، بلد المرابطين والأطلسي، بلد المدن العتيقة، عكا ،مراكش، وحنين الأندلس، يرى الزميل عبد اللطيف الصيباري أن الفوز سيكون من نصيب ميلان الإيطيالي، واضعاً في الإعتبار نهج مدرب ليفربول "رافايل بينيتز " الدفاعي. الذي لن يعيق الطليان عن خطف كعكة الفوز.
أما خالد العلي، الزميل في القسم الرياضي فيقول واصفاً النهائي: الأمر صعب، والتوقع أشبه بالدخول في عالم المقامرة في فيغاس الأميركية، وأنت لا تعرف أبسط قواعد اللعبة.وسط سيناتورات مخضرمين، وعمالقة. كما هو حال ميلان وليفربول. "
ومن فلسطين الحبيبة، ومن وسط الدمار والفوضى والقتل، يخرج لنا الزميل عبد الله زقوت ، برؤيته لهذا العرس الكبير قائلاً : "تحظى مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم ، التي ستقام يوم الأربعاء، باهتمام عالمي غير مسبوق، كونها تمثل نهائي كبرى بطولات العالم على صعيد الأندية.
و تبدو المنافسة شرسة بين فريقي ميلان الإيطالي الذي يملك نخبة من النجوم أمثال مالديني، وكاكا، و شيفشنكو، يقودهم المدرب الخبير كارلو انشيلوتي، ومنافسه ليفربول الإنجليزي الذي يمتلك أيضا نجوما اخرين مثل هيبيا ، و جيرارد ، هامان، وباروش بقيادة المدرب الكبير بينتيز.
عموما مباريات النهائي لا تخضع لتكهنات أو تخمينات، لكنني أرشح ليفربول لنيل الكأس و الفوز بنتيجة 2/1 أو 1/0 ، لكن علينا الانتظار ، كي نعرف لمن سيؤول الكأس للطليان أو للإنجليز".
ومن مصر، أرض الكنانة، يخرج لنا الزميل السابق أحمد الخشاببرأي مخالف ربما للجميع، فهو الوحيد تقريباً الذي وقف في صف الفريق القادم من منبع المافيا والكابتشينو. ميلان الإيطالي، فيقول: "النهائي المنطقي لدوري أبطال أوروبا الموسم الحالي كان من المفترض أن يكون بين ايه سي ميلان الإيطالي وتشيلسي الإنجليزي لأنهما بالفعل أفضل من وصل إلى نصف النهائي ، لكن صعود ليفربول للمباراة النهائية يعد في رأيي مفاجأة كبيرة وسعيدة لا يستحقها الحُمر.
وسوف تثبت المباراة صحة رأيي حينما يفوز الميلان على ليفربول بهدفين نظيفين على الأقل في المباراة التي ستقام مساء الأربعاء على ملعب كمال أتاتورك بمدينة إسطنبول التركية".
ومن هنا يتضح أن الإنجليز هم فرسان الحدث، فقد نال فريقهم المدلل ( ليفربول) النصيب الأعظم من حلوى التوقعات . والأكيد أن 90 دقيقة- قد تزيد- هي جُهينة, التي ستأتي بالخبر اليقين.
التعليقات