الأهم من التعديلات .. بقلم : فتحي سند

بكل تأكيد.. كان ينبغي أن تطرأ على لائحة الدورات العربية تعديلات عديدة.. إن لم تكن جذرية، لأن التجارب الماضية أفرزت سلبيات بالجملة، إضافة إلى أن هناك تحولات ضخمة طرأت على الفكر والأساليب التي أصبحت الرياضة تدار بها الآن، بحيث إن ما كان مقبولا بالأمس، لم يعد مناسبا اليوم.

من الضروري الآن أن يزداد الالتزام بالمشاركة في الدورات العربية، وأن يتضاعف حجم الاهتمام بها سواء من الوزارات المعنية في الدول أو الاتحادات واللجان الأولمبية المناط بها إعداء الفرق والمنتخبات.. وأن تكون الجهة المسؤولة عن التنظيم والتقييم واحدة، حتى يمكن إحداث القفزة المطلوبة للمستوى العام.

أمور كثيرة لن تغيب عن اللجنة المسؤولة عن إجراء التعديلات في اللائحة، ولكن بالطبع لا يمكن لدورة أن تنجح لمجرد أن القائمين عليها توصلوا إلى أفضل صيغة تلزم الكل باحترامها، إذ إن هناك أسباباً أخرى تضمن النجاح، منها المرونة في التعامل مع هذه اللوائح.

لقد تعود العرب أن يختلفوا وأن يستعرضوا عضلاتهم على بعضهم البعض، وأن يمارسوا كل ألوان الرفض في البطولات والدورات العربية، وإذا كان البعض يتصور أن التعديلات هدفها هو التوفيق مع الميثاق الأولمبي، فإن هذا سيضمن إلى حد كبير عدم (التلكيك) ممن يجيدون عادة الصيد في الماء العكر، ليبقى بعد ذلك دور حسن النوايا في تسيير المركب نحو بر الأمان.

والواقع أن تثبيت موعد الدورة العربية، وانتظامها هو من مسؤولية الاتحاد العربي للألعاب الرياضية، الذي بات واضحا أنه سيأخذ دوره الأساسي في الإشراف الكامل على الدورة تنظيميا وفنيا.. ذلك أنه لا يمكن أن تحقق الدورة أهدافها التي تخدم خطط وبرامج وزراء الشباب والرياضة العرب، ومن ثم الحكومات والدول، إلا إذا كانت هناك قواعد وضوابط محددة يلتزم بها كل أفراد الأسرة.

إن تقييم الدورات العربية الماضية سيكشف أخطاء وسلبيات لاحصر لها.. ولا داعي للدخول في تفاصيل حتى لا ينغص المرء على نفسه، رغم المحاولات المضنية التي كان الاتحاد العربي للألعاب الرياضية يقوم بها، سواء لرفع الدورة أو لتنقية الأجواء بين الأشقاء الذين طالما (تدللوا)!.

على كل الأحوال.. يبدو أن الدورات العربية ستشهد حركة أفضل، ومرونة أكثر، وإقبالاً أكثر، لأن المسؤوليات ستتحدد والأمور ستتضح.

وكم كنت أتمنى أن يتم تطبيق اللائحة الجديدة، أو على الأقل بعض بنودها على الدورة التي ستنظهما مصر العام المقبل.. ولو على سبيل التجربة، حتى يمكن تقييم التجربة، وإجراء التعديلات الأخيرة والنهائية عليها.

أما أن يبدأ الاستثناء فهذه مسألة تعني الكثير الذي لا يحتاج إلى تفسير، إلا إذا كان الأمر عسيراً لضيق الوقت.
عموما.. مرحبا بالدورات العربية المحترمة التي تقيس المستويات وتدعم العلاقات.

جريدة quot; الرياضية quot; السعودية