إثارة الهلال والاتحاد
أحمد السويلم
لازلت أنتمي للفكر الذي يقول بأن التنافس الرياضي يجب أن لا تكون حدوده المستطيل الأخضر فحسب، بل يجب أن ينقل من خلال المؤتمرات الصحفية والإعلام بشكل عام حيث إن ذلك يضفي مزيداً من التنافس والإثارة على المباريات.. والإثارة في خارج الملعب لا تقل عما تدور في داخله إن لم تكن أكثر.
ينسب الفضل في انجلترا لتكوين قاعدة جماهيرية كبرى لفريق تشيلسي اللندني خلال الأعوام الثلاث الماضية إلى مدرب الفريق السابق البرتغالي (مورينهو) والكاريزما المثيرة للجدل التي يتمتع بها، هذا المدرب يجسد مفهوم الإثارة بكل معانيها والتي تجعل كل متابعي الدوري الإنجليزي في العالم أجمع يتابعون تصاريحه ومؤتمراته الصحفية.
على الجانب الآخر، في شرق الكرة وتحديداً في اليابان وكوريا، تغيب مفاهيم الإثارة لدرجة كبيرة وتتحول بطولة كرة القدم إلى مايشبه الدورات المدرسية وتظهر المباريات هادئة دون ضجيج.. وبلا طعم ولا حتى لون أو رائحة.
في بدايات الدوري المحلي كانت درجات الإثارة لا حدود لها، ويرجع الفضل في ذلك إلى الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله، والذي كان يملك قدرات هائلة في زيادة معدلات الإثارة بين الجارين النصر والهلال وساهم في ذلك أيضاً أنه كان يتلقى ردة فعل مباشرة من جانب إدارة وأعضاء شرف الفريق الأزرق حتى أن الصحف في ذلك الوقت كانت تزيد من طباعة أعدادها إذا ماتضمنت سجالاً بين النصراويين والهلاليين وانعكس ذلك على اللقاءات الكروية التي كانت أشبه بنهائي الدوري حتى ولو كان في واقعها مجرد (تحصيل حاصل).
في الساحة السعودية خلال السنوات الأخيرة، عشنا بعضاً من الهدوء بعد رحيل الأمير عبدالرحمن بن سعود خصوصاً في ظل الضعف الذي انتاب الفريق النصراوي في الألفية الجديدة، وأضحت وسائل الإعلام تبحث عن تصاريح مثيرة بين حين وآخر بين الهلال والنصر والاتحاد في ظل الهدوء الذي يعم الشباب واستمرارية الأهلاويين بالتعاطي الإعلامي بذات الرتم.
لذا التصاريح التنافسية بين الهلال والاتحاد والتي جرت الاسبوع الماضي ظاهرة صحية ما دام أنها لم تتجاوز الخطوط الحمراء، ومثل هذه التحديات جميلة وأكثر من رائعة ويحبها الجمهور على مختلف ميوله، وكم أتمنى لو ظهر بعض شرفيي الأندية الأخرى (وليس الإداريين)، بعمل أجواء مثل هذه وليس الظهور بعد المباريات بتصاريح موغلة في المثالية على شاكلة (الأهم النقاط الثلاث) أو تحوير التصريح إلى شخص الحكم، ما الذي يمنع من إعلان التحدي مثلاً.. في هذه النقطة تحديداً يعجبني لاعب الاتحاد (محمد نور) الذي أعطى لتصاريحه رونقاً مختلفاً ولا يكرر نفسه بنفس الكلمات يوماً بعد آخر.
ديربي العاصمة
يلتقي بعد غد قطبا العاصمة الرياض في مواجهة منتظرة، لفت نظري ردود فعل جماهير الناديين قبل اللقاء، فأنصار النصر يطالبون بحكم أجنبي رغم أن فريقهم لم يسبق له الفوز في أي مواجهة محلية يديرها حكم أجنبي بما فيها لقاء (الخليج)، فيما يحذر أنصار الهلال من أخطاء الحكم المحلي متجاهلين أن خطأ الكابلي الموسم الماضي ساهم بكسبهم الثلاث نقاط!..
عموما.. إن خسر النصر فشماعة التحكيم ستلوح بقوة كما هو معتاد.. وان خسر الهلال فهناك حمال الأسية (فهد المفرج) حيث سيكون هو المتسبب دون شك..
نقلا عن جريدة الرياض بتاريخ 4 نوفمبر 2007
التعليقات