أخطاء فادحة
علاء إسماعيل
انطفأت الأضواء وأسدل الستار على الدوري المصري الذي أكمل نصف قرن ويحمل لقب أقدم الدوريات العربية، واستحق النادي الأهلي الفوز بالدرع للعام الثالث على التوالي دون منافسة حقيقية.
ولعلها المرة الأولى في تاريخ المسابقة التي يخرج فيها البطل حزيناً ومنكسراً وسقوطه ضحية مدرب أساء استخدام الصلاحيات الواسعة والثقة المفرطة الممنوحة له من إدارة تغافلت عن أخطائه وتجاوزاته إلى حد التفريط.
وماحدث في النادي الأهلي يطرح قضية صلاحيات المدربين والمدى الذي يجب على إدارة النادي التصدي بعده، إذا المدرب تجاوز واجباته ربما يعرض مصلحة النادي للخطر، وفي ظنّي إن المدرب يبقى الطرف الأضعف في المعادلة الرياضية، والشواهد عديدة سواء في مصر أو الدول العربية، فمن السهل التضحية بالمدرب وقذفه خارج أبواب النادي ولو لم يكن مخطئاً، وهو وضع أدى بالمدربين الأكفاء للهروب أو البقاء من أجل laquo;لقمة العيشraquo;، وفي النهاية تدفع الأندية الثمن غالياً، فقرارات الإقالة سهلة هرباً من محاسبة اللاعبين.
ولكن يبقى البرتغالي مانويل جوزيه نموذجاً للمدرب الذي نجح في السيطرة على إدارة النادي الذي يعمل به وتجاوز المدى الذي يعرّض مصلحة الكرة في هذا النادي العريق للخطر، ولعله ينتقم من قرار إقالة ظالم صدر بحقه عام 2003 عندما كان مدرباً في الأهلي نفسه، ورحل فجأة دون إبداء الأسباب، وبعد عدة أشهر عاد محمولاً على الأعناق، وحصل على صلاحيات كاملة، في نفس الوقت الذي حدث فيه انهيار شامل لغريمه التقليدي الزمالك، فحصد البطولات واندفع للأمام ليصطدم بعناصر اللعبة سواء أكانوا مدربين ام اتحادا أم حكاما، وأكاد أقول بالمجتمع الرياضي كله.
وتسبب هذا الوضع في تكرار إصابة النجوم ثم إجبارهم على اللعب قبل اكتمال الشفاء، وتشديد الضغط في طلب التعاقد مع لاعبين جدد، ورغم فشل معظم اختياراته وارتفاع التكلفة المالية، إلا أنه لم يجد من يوقفه أو يردعه.
والطامة الكبرى حدثت قبل أيام بتخليه عن عمله وحصوله على إجازة قبل انتهاء الموسم وهو أمر غريب، ثم قيامه بمنح أبرز اللاعبين إجازة أيضاً، غير مبال بالعواقب وهو ما أدى في النهاية إلى هزيمتين متتاليتين للفريق أمام الزمالك والإسماعيلي، وما تزامن معهما من لغط، أساء إلى المؤسسة الرياضية العريقة التي تحتفل حالياً بمرور مائة عام على التأسيس.
ولا نظن أن البطولات التي حصل عليها الأهلي في عهد هذا المدرب، تعفيه من المساءلة وأتذكر منصور البلوي رئيس نادي اتحاد جدة عندما نفى ما تردد حول التفاوض مع جوزيه، وقال بالحرف الواحد laquo;إنه مدرب عصبي لا يصلح للعمل في الأندية الخليجية!
ومازال الخلل مستمراً وسكوت الإدارة مطبقاً وينتهي الدوري دون أن يحتفل الأهلي باستلام الدرع رسمياً بسبب ممارسات المدرب وأخطائه الجسيمة. ويظل السؤال مطروحاً، من الأقوى المدرب أم النادي؟
نقلا عن جريدة البيان بتاريخ 27 مايو 2007
التعليقات