رياضتنا تئن تحت تراكم الأخطاء

فياض الشمري

تصاب بالألم وأنت تتأمل في واقعنا الرياضي الذي لا أحد يعرف أين ستتجه بوصلته، وما هو الذي ينتظر منافساتنا الكروية من عقبات قادمة فالأمانة مازالت تؤدي عملاً تقليدياً يفتقد للاحترافية والاسهام في تطوير مسابقاتنا وجعل المتابع يتعلق بها ونتيجة لذلك اتسعت مساحة الفوضى والتناقضات في كل الآفاق والحال ذاتها تمر به لجنة الاحتراف التي تسن الأنظمة واللوائح ولكن دون الالتزام بها بدليل تلك الشكاوى من الجميع وتظلم الكثير من اللاعبين وعدم صرف مستحقاتهم تماشياً مع مفهوم الاحتراف الصحيح في الوقت الذي وجدت اللجنة الفنية نفسها عاجزة امام الكم الهائل من المشاركات المحلية وتداخلها، والبطولات الخارجية نتيجة غياب الخبراء وبرمجة المنافسات بصورة ثابتة ووفق مواعيد غير قابلة للتوقف والتأجيل.

أما التحكيم لدينا فهو يذبح من الوريد إلى الوريد أما بسبب الهجوم عليه من الذين يرونه الطريق الأسهل لتبرير فشلهم في إدارة الأندية أو لأن بعض اسياد الملاعب لا يساعدون على تطوير ادائهم والحزم في اتخاذ القرارات لذلك فهم يقعون في اخطاء تجعلك تشكك بأن هؤلاء لا يعرفون شيئاً اسمه (التحكيم) ومواده المعتمدة ويساهم في هذا التخبط ضعف اللجنة وتناقضاتها ومواقفها امام الكثير من الحالات وعدم حمايتها لحكامها، فهي وأن كانت تريد أن تسلك الطريق الصحيح إلا أنها فجأة تجد نفسها وسط غضب الجميع ويزيد الأمر سوءاً أنها تعتمد على حكام لا يجلبون إلا المشاكل بسبب عدم استيعابهم للقانون وما حدث في لقاء الأهلي والوحدة والشباب والاتحاد والهلال والنصر والنصر والوطني والأهلي والشباب أقرب الأمثلة المزعجة، والكارثة أن الحكم الذي ترى فيه الانقاذ حكم معتمد في (دولية) الصالات، وإذا ما ذهبنا للأندية ومعظم الإداريين واعضاء الشرف فهم مصدر الفوضى الرياضية ومعقل غياب الفهم والنظام والانضباط بسبب سوء التخطيط والاصرار على أن (النفوذ) هو اساس العبور إلى الهدف والمصالح الخاصة بعيداً عن المصلحة العامة للرياضة وتقديم رسالتها بصورتها المثلى ووفق احترافية مستمدة من الالمام بكل أطرافها.


وعن فكر اللاعب السعودي فحدث ولا حرج فكل تركيزه منصب على السهر والسياحة واعتبار (مهنته) وسيلة لجلب الراتب وليس لتطوير الاداء والارتقاء إلى مصاف النجوم المحترفين الذين يقودون تقدم كرة القدم يدعمهم في ذلك (الهدايا والهبات) الشرفية التي تقدم بسبب العاطفة والعلاقة الشخصية والبحث عن الاضواء فقط دون معايير مستمدة من أحقية اللاعب بذلك.

أما الإعلام الرياضي فهو أم المصائب وأبوها بميوله الفاضحة وتوجهاته وتعصبه وأهدافه ومسيريه حتى أُطلق على بعض المنتمين إليه (صحفيو الجيوب)! نسبة إلى بحثهم عن المادة والرضوخ لتوجهات من يملك المال ويقدمه على طبق من ذهب لمن يتنازل عن مبادئه ويسخر قلمه لمصلحة أطراف معينة.

ووصولاً إلى الاتحادات واللجان ففيها تتم المباركة لتراكم الأخطاء ووقوفاً عند قرارات الايقاف عند المخالفة واتباعها بالعفو فهي سياسة بتنا ندفع ثمنها غالياً في الكثير من المناسبات حتى تحولت هذه القرارات حبر على ورق لا يخشاها لاعب ولا إداري ولا عضو شرف ولا حكم.

أعتقد أنه آن الاوان للتخلي عن المجاملات والبحث جيداً عن أسباب الخلل الذي لا يمكن معالجته الا بقرارات قوية وفاعلة لا تقبل المجاملة و(حب الخشوم)!.

نقلا عن جريدة الرياض بتاريخ 5 يناير 2008