!!! قميص عثمان أم قميص مارادونا
يكتبها : مصطفى الآغا
من منا لا يعرف النجم الأرجنتيني السابق دييغو أرماندو مارادونا ؟؟؟ ومن منا لايعرف كم كان ومازال هذا النجم مثيرا للجدل في كل أنحاء الدنيا ... بدءا بمهاراته مرورا بيده التي سجلت هدفا في مرمى العملاق الإنكليزي بيتر شيلتون وسماها يومها ( يد الله ) ومن سوء حظنا أن الحكم كان عربيا تونسيا .... ولم نخلص من لسان الإنكليز حتى يومنا هذا مصطفى الآغا
مارادونا تعاطى المخدرات والبلاوي الزرقا والحمرا ولم يخلصه منها سوى مركز علاج من الإدمان في كوبا ( الثائرة ) والتي تعتبرها الولايات المتحدة مثل ( حمصة الكي ) في ظهرها أو شوكة في خاصرتها .... ولأن كاسترو صديق الثائر الفنزويلي الآخر هوغو شافيز وشافيز صديق الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لهذا قام مارادونا بزيارة لإيران أهدى خلالها قميصه الشهير رقم 10 للرئيس الإيراني ....
هذا القميص بات مثل حكاية إبريق الزيت حيث صب الزيت على نار المتضررين من رحلة مارادونا الإيرانية واولهم الجالية اليهودية في بلاده الارجنتين حيث أعربت هذه الجالية على لسان سيرخيو بورستين مدير تجمع عائلات وضحايا الهجوم على المركز اليهودي في بيونيس آيريس عام 1994 ، اعربت عن سخطها وشجبها وإسٍتنكارها للزيارة لانها تعتقد أن الهجوم كان ممولا أو بمساعدة إيرانية ....
من حقهم أن يشكلوا الجمعيات لإبقاء ذكرى ضحاياهم عالقة في ذاكرة العالم إلى أبد الآبدين ( وهذه شطارة أتمنى لوعندنا ربعها ) ومن حقهم أن يدافعوا عن الدولة التي تشكلت لهم على حساب شعب تشرد منه الملايين وعلى حساب اراضي الفلسطينيين الذين يتم قتلهم يوميا منذ أكثر من سبعين سنة ومازال العالم كله يفكر في سؤال وحيد ... هل لهم حق في أرضهم وهل لهم حق في العودة أم باتت هذه الحقوق خطوط حمراء بكل مايعنيه هذا اللون من معاني ؟؟؟؟
ومن حق الإسرائليين أن يزورهم نجوم كرة القدم في العالم وان يلبسوا القبعات السوداء الصغيرة وأن يبكوا الدموع الحرة على حائط البراق ( او حائط مبكاهم ) وكم من نجم عالمي أسعدهم وآلمنا عندما أعترف بآلامهم ولم يعترف ولو بمعاناة شعب يُذبح يوميا على الهواء مباشرة وعلى شاشات التلفزة .... نعم من حقهم أن يزعلوم ويغضبوا من مارادونا ولكن ليس من حقنا كعرب أن نشعر ولو بالعتب على من لايقيم أي وزن لمشاعرنا .... ومتى كانت أصلا مشاعر العرب لها وزن عند العالم لهذا أعتقد أننا نستحق كل ما يحدث معنا....
هم قالوا أن القميص رقم عشرة ليس ملكا لمارادونا كي يهديه لمن يعتقدون أنه عدوهم وقالوا إن رؤيه بالقميص تسبب لهم ألما لا بل إهانة لا تغتفر .... وماذا عن الإهانات اليومية التي يشعر بها الفلسطينيون على حواجز التفتيش ( التي وصفها بوش نفسه وهو أهم واكبر حلفائهم ) بأنها قمة الإهانة وإن كان يتفهمها حسب تعبيره ....!!!
بلد الديموقراطية والرئيس الذي يسعى لنشرها ( يتفهم ) الحواجز ولا يتفهم المعاناة .....
الجالية الغاضبة من مارادونا طالبته بعدم التدخل في السياسة وقالت عنه إنه إما لايفهم أو لايهتم .... أما زيارات بقية النجوم لهم فهي ( إنسانسية خالصة ) وليس فيها جنس السياسة ؟؟؟
عجبي منك يازمن
ستنشر لاحقا في مجلة المنارة الاماراتية الشهرية
التعليقات