أبناء وادي النيل حبايب في كوماسي
علاء إسماعيل
حالة من الترقب تبدو واضحة في القاهرة قبل المنازلة المرتقبة بين الفريقين الشقيقين المصري والسوداني ضمن الجولة الثانية لـ (غانا 2008) وتشاء الأقدار أن يلتقيا اليوم في مدينة كوماسي وسط ظروف متباينة وفارقة.
السودانيون في مصر تتجاوز أعدادهم 3. 1 مليون شخص، اندمجوا في المجتمع لعدم وجود فوارق اجتماعية أو ثقافية كبيرة لكنهم حريصون على تجمعاتهم ولهم مناطق تمركز من بينها النادي السوداني الذي يقع في قلب القاهرة، أنهم غاضبون على المدرب محمد مازدا لاستبعاده النجم فيصل العجب من قائمة مباراة اليوم، وكعادتهم ثاروا عليه بشدة عقب مباراة زامبيا لتجاهل مجاهد وعلاء بلدوزر (هذا اسمه) وفي جلساتهم الساخنة جداً رغم برودة الطقس، أدانوا الحكم السنغالي laquo;ديانا باتراraquo; الذي أدار المباراة متذكرين قراراته الظالمة للهلال خلال مباراته مع الأهلي في القاهرة قبل شهر.
الأشقاء متأثرون لما حدث لفريقهم، ويتخوفون من المواجهة مع فريق الفراعنة اليوم، وقال لي صديق سوداني: قلوبنا مع صقور الجديان وعقولنا مع منتخب مصر ليفوز بالبطولة.. أحنا وطن واحد نشرب من نهر واحد!
وحساسية اللقاء مؤكدة ولكن الضرورات تبيح المحظورات لذلك أعلن حسن شحاتة الطوارئ واعاد العزلة إلى اللاعبين تحسباً لمفاجأة من جانب صقور الجديان، ويبدو شحاتة مبالغاً في نظر البعض لكنه بالفعل يعمل ألف حساب لمباراة اليوم وقال لي عبر الهاتف: خطورة الفريق السوداني انه يلعب وظهره إلى الحائط لا يوجد ما يخسره، وهذا النوع من الفرق يجب ان تحذر منه! انه كلام مدرب فاهم.
وعلى العكس تماماً يسود التفاؤل في مصر على جميع المستويات، واللافت ان رئيس اتحاد الكرة تمنى ان يجد الفريق استقبالاً رئاسياً في مطار القاهرة اذا فاز بالكأس، وهو ما حدث عام 1998 بعد فوز مصر ببطولة بوركينا فاسو! والاغرب ان حسن صقر المسؤول الاول عن الرياضة أكد سفره إلى غانا مع بدء دور الثمانية، وهي كلها حالات تعكس المبالغة في مشاعر الفرحة بعد الفوز المدوي على الكاميرون.
ووسط مظاهر الفرحة يتعامل المدرب شحاتة مع مباراة السودان بتوازن، واللعب بطريقة 4-4-2 لحسم النتيجة مبكراً واشتراك احمد حسن المحترف في أندرلخت البلجيكي والذي غاب عن المباراة الأولى لإيقافه، وفي لفتة طيبة منه دافع شحاتة عن المدرب السوداني مازدا، وأشار إلى انه بريء من دم السقوط أمام زامبيا، وان الكرة السودانية في طريقها للانطلاق. ورداً عليه نفى مازدا ما رددته بعض الصحف عن تصريحات منسوبة إليه تقلل من قيمة منتخب الفراعنة.
وسقوط ليوث الأطلسي أمام غينيا كان صدمة لمن رشحوا منتخب المغرب للفوز بالكأس، وعلى الفور اتجهت أصابع الاتهام إلى المدرب الفرنسي هنري ميشيل، وعلق الخبير محمود الجوهري مشيراً إلى أن فوز المغرب على ناميبيا بخمسة أهداف كان خادعاً وادخل إلى لاعبيه وربما الجهاز الفني حالة من الثقة الزائدة، وتساءل الجوهري عن الأسباب وراء عدم اشتراك المهاجم مروان الشماخ من البداية، والتأخير من جانب هنري ميشيل في التدخل بإشراك هشام بوشروان، وكلام الجوهري يدين المدرب الفرنسي الذي جلس على مقعده هادئاً دون محاولة لإصلاح الموقف المتردي في الملعب.
ولم يشأ راينها رد فابيش الألماني مدرب منتخب بنين أن يتجاهل المكالمات الهاتفية التي تلقاها من مجهول يطالبه فيها بlaquo;تفويتraquo; مباراته مع منتخب مالي التي انتهت بالفعل لصالح مالي. فابيش كشف عن هذه الواقعة الصارخة وأكد أنها محاولة صريحة للرشوة ليس من جانب منتخب مالي ولكن من جانب منظمات المراهنة التي تدار في سنغافورة، والأغرب أن المجهول طلب من المدرب ترشيح أسماء ثلاث لاعبين لرشوتهم وتعمد الهزيمة أمام مالي، الواقعة بدأت السلطات المحلية في غانا التحقيق فيها!! وما زالت حكايات غانا مستمرة.
نقلا عن جريدة البيان بتاريخ 27 يناير 2008
التعليقات