وراء الأكمة ما وراءها
جعفر الفردان


* جاءت ضربة البداية بصخب كبير وضجة إعلامية أكبر كون البداية من المفترض أن تكون مختلفة بالشكل والمضمون لأنها رفعت شعار دوري المحترفين الذي يحمل التجديد والعصرنة والحداثة في كل التفاصيل، لكنها جاءت كسابقاتها من البدايات فلم تحمل لنا جديداً، فالأفضل هو من فاز وسرق نقاطه الثلاث وأبقى الحسرة في عيون منافسيه.

فالعميد الأزرق الذي استبدل عباءته القديمة كنوع من التجديد الفكري والفني والتكتيكي ترنح وتاه وبدا بعيداً عن شكله وتاريخه ومستواه وسقط في ملعبه برباعية حمراء أعطت دلالاتها بأن وراء الأكمة ما وراءها، وأن السوبر مجرد بداية البداية والطموح الأحمر سيبقى طاغياً على كل الألوان ورقماً صعباً في المنظومة الكروية الإماراتية، وهناك في الجانب الآخر ذهب الإمبراطور إلى حقل البرتقال فعاد محملاً بزاد وفير بالرغم من علو سور حقل البرتقال وصعوبة الاقتطاف.

أما الزعيم الذي أكرم ضيفه ونجح في الدخول إلى خلية النحل فلعق العسل بشهية مفتوحة دون أن يتعرض لأي قرصة ويعلن كذلك أن وراء الأكمة ما وراءها، وعاد الرماديون من خليج الخور الذي توقعوا أن تكون أمواجه عالية عاتية فإذا بهم يتفاجأون ببحر منبسط هادئ لا موج فيه ولا أنواء، أما الشباب والشعب فلعبا مباراة بطريقة الـ (سلو موشن) زينها البطل فقط بثلاث نقاط غالية وعرض ضعيف.

أما العاصمة فيبدو أن لدوري المحترفين نغمة أخرى تستحق الإشادة والتصفيق ولغة لا يجيد حروفها إلا فرسا الرهان هناك اللذان يجيدان حديث الاحتراف باحترافية كبيرة واللذان حملا على عاتقهما عبء تقديم أوراق الدوري الجديد واستخراج شهادة ميلاده الحقيقية خصوصا في تواجد كوكبة من نجوم الأبيض الإماراتي على الجانبين، كانت مباراة للمتعة وتدشيناً حقيقياً لدوري المحترفين أنست كل المشاهدين بعض الشخابيط السابقة التي تسمى مباريات دوري المحترفين وكانت بصدق نموذجاً حقيقياً للعطاء والبذل.

* رحل ميتسو تاركا العشرات من علامات الاستفهام تتجول في الشارع الرياضي وفي كل رأس استقال أم أقيل ولماذا تسارعت الوتيرة بالرغم من بدء الدوري وانشغال الجميع ولماذا طالت التغييرات الجهاز الإداري الجديد ولماذا يلوح في الأفق اسم إسماعيل راشد هل لأنه فقط يمتلك شخصية قوية وصرامة تصلح لإعادة الهدوء في البيت الأبيض.

رحل ميتسو قبل أن ينظم القائمون على أمر المنتخب شأنهم لهذا فالحديث ينصب على أسماء تدريبية متواجدة هنا داخل السور الإماراتي ممن يعرفون الخبايا وتفاصيل التفاصيل، والسؤال سيبقى حائرا إلى أي منزلق ذاهب أنت أيها الأبيض وفي أي اتجاه؟

ولماذا أصبح الشارع الرياضي يشم رائحة التغييرات في قائمة اللاعبين؟ وهل اقتنع رئيس الاتحاد بأن ميتسو استنفد تكتيكاته وأصبح مكشوفا لدى منافسيه؟ أشك في ذلك وأقول أيضا وراء الأكمة ما وراءها، ولكن عزاءنا أن الأبيض في مرحلة صعبة لا تحتاج إلا لتكاتف الجميع لا من أجل تحقيق الحلم بل من أجل الخروج أولا من النفق المظلم الذي دخله المنتخب الإماراتي بمحض إرادته.

* حكمة اليوم : إذا اخطأ عليك شخص فهو المخطئ ... لكن إذا اخطأ عليك مرتين فأنت المخطئ !

عن البيان بتاريخ 23 سبتمبر 2008