الراية البيضاء
محمد جاسم
* أنت تشاء وأنا أشاء والله يفعل ما يشاء..
* خمس دقائق فقط كانت كافية جداً لكي تنهي الحلم الأبيض
* ثلاثة أهداف سعودية في مرمى البطل قلبت موازين المباراة المصيرية على الأبيض الذي تنازل عن لقبه أمام المنتخب الأخضر.
* الأبيض الذي صال وجال وفعل كل شيء في الشوط الأول .. إلا التسجيل، وعندما انتهى الشوط فإن الأبيض وكأنه خرج ولم يعد.. في الشوط الثاني كان الوضع مختلفاً، فالأبيض لم يكن أبيض الشوط الأول.. والأخضر كان أخضر آخر.
* ولأن الأمور لا تقاس بالجري مع الكرة أو بدونها.. ولا تحسب بالسيطرة والاستحواذ على قدر اعترافها بمن يصل للشباك.. فإنها احترمت الفريق الذي كان أكثر إصرارا وتمسكا والفريق الذي خطط لذلك وقدمت له الاحترام والفوز الذي كان مستحقا للفريق الأخضر.
* نعم خمس دقائق مجنونة قلبت الطاولة علينا، وثلاثة أهداف متتالية أصابت لاعبينا بدوار الرأس وأفقدتنا الصواب لأن ضربتين في الرأس (توجع)، فما بالك عندما تكون ثلاث ضربات ودفعة واحدة..
* التعادل لم يكن مقنعا بالنسبة لنا ولم نفكر فيه لأنه قد يدخلنا في حسابات الغير.. وتفاديا لذلك الموقف كانت رغبة لاعبينا كبيرة في إحداث الفرق مع بداية الشوط الثاني، ولكن ذلك التفكير لم يكن مدروسا بالشكل المطلوب أو بالأحرى التنفيذ لم يكن مثاليا، وكان لعامل الخبرة كبير الأثر في انفلات الأمور من بين يدي لاعبينا الذي وقعوا في أخطاء دفاعية قاتلة كانت كافية لوضع حد لمشوار البطل الذي تنازل عن لقبه وودع البطولة من البوابة السعودية.
* الأمور انتهت على تلك الصورة في ستاد بوشر بعد أن ضمن المنتخب السعودي التأهل كبطل للمجموعة الثانية، وتحول الجميع بعدها لمراقبة ومتابعة ما الذي كان يحدث هناك في ملعب الشرطة في لقاء اليمن وقطر والتي كانت تسير نحو التعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، قبل أن يتدخل القدر وينقذ الفريق العنابي من الخروج من البطولة من خلال الهدف الذي أحرزه اللاعب مجدي صديق في الدقيقة 97 من المباراة التي انتهى وقتها الأصلي بالتعادل الذي كان يصب في مصلحة منتخبنا، ولكن القدر كان له رأي آخر عندما تدخل وقال كلمته بذلك الهدف القاتل الذي قتل أحلام الأبيض في الدفاع عن لقبه ونقل المنتخب القطري للدور الثاني بصحبة السعودية.
* المشهد الإماراتي كان رائعا بكل المقاييس في المباريات الثلاث التي خاضها الأبيض.. باستثناء الدقائق الخمس تلك التي لم نجد لها أي مبرر منطقي سوى الرغبة في تحقيق الفوز، ولكن تحقيق تلك الرغبة والأمنية كانت تحتاج إلى فكر آخر وأسلوب مختلف من الأسلوب الذي اختاره دومينيك الذي أكد فشله وسقوطه أمام خبرة الجوهر الذي جرجر لاعبينا وأرهقهم في الشوط الأول قبل أن يجهز عليهم في الشوط الثاني، فأخذ ما أراد ولم يترك لأبيضنا شيئاً سوى العودة لأرض الوطن والتفكير في القادم.
كلمة أخيرة
* مهمة الأبيض في خليجي 19 انتهت والمشهد كان مؤلما وقاسيا علينا، ولكن يجب أن يبقى ملف مسقط مفتوحا خاصة وأن التحديات التي تنتظرنا كبيرة.. بل كبيرة جداً.
عن البيان بتاريخ 12 يناير 2009
التعليقات