إيلاف من مدريد: تسيطر مشاعر الغضب على الملايين من جماهير وعشاق النادي الملكي ريال مدريد، وكذلك تشعر إدارة النادي بالغضب العارم، بعد أن خابت توقعاتهم بل "يقينهم" في تتويج نجم الريال فينيسيوس جونيور بالكرة الذهبية، والتي توج بها نجم السيتي واسبانيا رودري، فهل حقاً طعن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) ومجلة فرانس فوتبول ريال مدريد في ظهره؟
حتى يوم أمس (الأحد)، كان شخص واحد فقط يعرف الفائز بالكرة الذهبية، ولقب أفضل لاعب في العالم لعام 2024، لكن ريال مدريد اكتشف أن فينيسيوس جونيور نجم الفريق لن يتوج بالجائزة قبل ساعات من الإعلان عنها وأقامة الحفل الإثنين، وهنا تم تفجير الخطة المفاجئة.
الرجل الذي عرف الكثير من أسرار الساعات الأخيرة، أو بالأحرى، الرجل الوحيد الذي يعرف كل ما حدث، ومن هو الفائز بالكرة الذهبيةهو فنسنت غارسيا، رئيس تحرير صحيفة ليكيب الذي كان موجودًا في كافة التفاصيل، فهو الوحيد الذي حصل على أصوات الصحفيين لاختيار أفضل لاعب في العالم والذي يؤكد لمقربيه أنه حافظ على سرية النتيجة لأطول فترة ممكنة.
كان الهدف هو أن يجلس المرشحون لجائزة أفضل لاعب في العالم معاً على مسرح شاتليه في باريس دون معرفة من هو الفائز، وخاصة رودري وفينيسيوس وبيلينغهام، ولكن قرار ريال مدريد بمقاطعة الحفل تسبب في غياب نجومه عن الليلة الباريسية التي تابعها الملايين في 170 دولة حول العالم.
لماذا رودري وليس فينيسيوس؟
وما حدث بكل بساطة، أن رودري تفوق على فينيسيوس فيما يتعلق بالجانب السلوكي والانضباطي، وهو أحد شروط التتويج بالكرة الذهبية، خاصة أن فينيسيوس تورط كثيراً في العصبية، بسبب الضغط عليه من جماهير الأندية المنافسة بهتافات عنصرية.
أما الشروط الآخر فهو التتويج بالبطولات مع النادي والمنتخب، وهنا تفوق فيها رودري أيضاً، وخاصة البطولات، فقد حصد لقب يورو 2024، فيما فشل فينيسيوس في قيادة البرازيل للقب الكوبا أميركا، وفاز رودري بالدروي الانكليزي، وهو بالطبع أقوى دوري في العالم.
ثالث الشروط وهو المهارة والتأثير الفردي، فربما يكون العنصر الوحيد الذي يتفوق فيه فينيسيوس، ولكنه لم يكن كافياً لتتويجه بالكرة الذهبية، كما أن البعض يرى أن منح الكرة الذهبية للاعب وسط أقرب للمهام الدفاعية منها للهجومية انما هو تقدير للجهد والتكتيك، وليس بالضرورة أن ان يكون هناك انحياز للاعب مهاجم أو جناح.
السرية والتسريبات.. ماذا حدث؟
كل شيء ذهب أدراج الرياP اليوم (الإثنين) وقبل ساعات قليلة من الحفل، فقد اكتشف ريال مدريد أن فينيسيوس لن يكون هو المتوج بالكرة الذهبية، وهنا تم تسريب الأخبار من فرانس فوتبول، بهدف الإيحاء لإدارة ونجوم ريال مدريد بعدم الحضور إلى باريس، خاصة أن وجود رئيس ريال مدريدي فلورنتينو بيريز وهو في أعلى درجات الثقة بتتويج فينيسيوس ثم تحدث مفاجأة عدم تتويجه كان من شأنه أن يتسبب في حرج بالغ للجميع.
والأمر هنا لا يرتبط بالجانب التنظيمي أو القانوني للجائزة، حيث يجب أن يحضر الجميع وهم لا يعلمون بالفعل هوية اللاعب الفائز بالجائزة، ولكن الأمر له علاقة بمكانة ريال مدريد وإدراته ورئيسه بيريز الذي يتم التعامل معه باعتباره الشخصية الأكثر قوة في كرة القدم الأوروبية.
وبالطبع أصبح رودري هو المرشح الوحيد بعد قرار ريال مدريد بعدم السفر إلى باريس، وهو ما حدث بالفعل فقد توج بها رودري نجم مان سيتي ومنتخب اسبانيا.
وقرر فينسينت جارسيا تغيير إنتاج الحفل لتجنب التسريبات، خاصة أن الحفلة التي تبث في 170 دولة حول العالم تم تسويقها جيداً، ويجب أن تظل السرية والإثارة لآخر لحظة، ولكن هذا لم يحدث.
عدم اخطار اللاعب المتوج باللقب
وقررت اللجنة المنظمة عدم اخطار اللاعب الفائز، وقررت مجلة فرانس فوتبول عدم نشر أي مقابلات مع اللاعبين المرشحين حتى 9 نوفمبر المقبل لتجنب التسريبات.
"يمكن للفائز أن يخبر وكيل أعماله وعائلته ومصفف شعره... أردنا الحد من هذا الخطر من خلال عدم الكشف عن السر لأي شخص"، يعترف فينسنت غارسيا.
لكن إذا لم يكن قد قام بتسريبها ولم يعرف حتى الأبطال، فكيف اكتشفوا في مدريد أنه رودري؟ ديدييه دروغبا، رئيس التشريفات إلى جانب ساندي هيربيرت منذ عام 2019، يعترف أيضًا لصحيفة ليكيب أنه هذه المرة كان أعمى: "في السابق، عندما وصل الفائز إلى الغرفة، رأيناه يجلس أمامنا مرتاحًا تمامًا.
وكما ذكرت صحيفة ماركا بعد ظهر الإثنين، اكتشف الجميع أن بعثة مدريد لن تسافر إلى باريس عندما انتشرت الأخبار في وسائل الإعلام، بأن فينيسيوس لن يتوج بالكرة الذهبية، كان لديهم 50 شخصًا من المقرر سفرهم، ولم يصدقوا قرار النادي الأبيض بعدم الذهاب إلى باريس.
بدلة فينيسيوس ودعوة الأقارب
والمفارقة أنه ووفقاً لوسائل إعلام برازيلية واسبانية أن فينيسيوس اشترى بالفعل البدلة التي كان سيحضر بها حفل التتويج بالكرة الذهبية، بل قام بدعوة 20 شخصاً من عائلته وبعض الأصدقاء للذهاب معه إلى باريس، وقام بحجز الطيران والفندق للجميع، ولكنه في نهاية الأمر لم يتوج، ولم يذهب إلى باريس، ولكنه لايزال يتمسك بأمل التربع على عرش الكرة العالمية قريباً جداً.
التعليقات