جاء الخبر الذي أذاعه الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قبل أيام، والذي قال فيه إنّه سوف يعلن رسميًّا تجميد عضوية الاتحاد وحرمان الكرة العراقية من المشاركات الخارجية بسبب التدخل الحكومي، لافتًا الانتباه. واثار ردود افعال متباينة مليئة بالاستغراب حيث ان السعي الى اجراء انتخابات متواصل، والتي يقال إنّها سوف تنهي كل الاشكالات التي تعيشها الكرة العراقية قرابة اربعة اعوام ، حيث ان رأي الفيفا اشار الى الانتخابات بقوله (خصوصًا مع الحديث عن الاعتزام لإجراء الانتخابات المقبلة وفق قانون الاتحادات الرياضية النافذ رقم 16 لسنة 1986م, وتجاهل اعتماد أي قانون جديد كقانون الأنظمة والأسس الموحدة الذي عممه الاتحاد الدولي ابتداء من سنة 2007 ما لم تتم المصادقة عليه من قبل مجلس النواب العراقي)، كما تمت الاشارة الى ان رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم القطري محمد بن همام كان قد طلب من رئيس اللجنة العليا للانتخابات العراقية علي الدباغ تقديم قائمة بالقوانين العراقية التي تتعارض مع لوائح الاتحاد الدولي (فيفا) حتى يتم تداولها مع لجان الاتحاد الدولي المختصة

غير أن عدم وجود تفاعل عراقي مع تلك المطالب ndash; بحسب مراقبين ndash; تجعل من قرار تجميد عضوية الاتحاد العراقي مجرد تضييع وقت ليس إلا بما ينذر بحرمان الأندية والمنتخبات العراقية من المشاركات الخارجية) ، وقد جاءت الاراء التي استطلعناها مستغربة حينا من هذا القرار ووصفوه بالمتوقع ، وحينًا اخر اشاروا الى ضعف المؤسسة الرياضية العراقية المتمثلة في وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية ، كما افاد بعضهم ان قرار التجميد سينهي المشاكل التي تدور في فلك الاتحاد الكروي وسيمنح الفرصة لبناء البنى التحتية والاهتمام بالقاعدة والنشء ، وبين رافضة للتجميد لأنّه سيؤثر سلبيًّا على ما تسعى إليه الكرة العراقية من تطور. من هنا حاولنا قراءة خبر القرار .

احمد عباس امين سر الاتحاد السابق قال : اعتقد ان الاتحاد العراقي لكرة القدم يريد التجميد من اجل ان يبقى هؤلاء الاعضاء في مناصبهم ولا يريدون دخول اي وجوه جديدة ، واعتقد ان هناك من بعث رسائل الى الاتحاد الدولي بحجة ان الحكومة تتدخل في عمل الاتحاد او انتخاباته او غير ذلك لأنّ هؤلاء الاشخاص لا يفكرون الا في مصلحتهم الذاتية وليس في مصلحة العراق او الكرة العراقية ، القرار كما اعتقد ليس جديدًا خاصة ان هناك تمديدًا لمرتين قد سبقه وهذا قرار غير مسبوق ولم يحدث في أي دولة من دول العالم ، وهناك على الدوام من يوصل معلومات خاطئة الى الفيفا لمصلحته الشخصية ، وللاسف ان الكرة العراقية اصبحت تعمل لمصالح شخوص.

واضاف : اما ما يقال عن القرار 16 فهناك ناس معنيون درسوا الحالة واتفقوا مع الاتحاد عليها. وقد وافق الاخير بعد ان وجدت اللجنة ان هذا القرار هو الاصلح. أضفإلىوجود امر مهم هو ان اللجنة هذه اشرفت على انتخابات كل الاتحادات الرياضية العراقية ولم يحدث أي اعتراض عليها وسبق لاتحاد الكرة ان وافق عليها فلماذا الان ؟هذا القرار إن صدر فهو متوقع لوجود اناس تتضرر مصالحها من أي تغيير، وان تبقى الامور كما هي الان وبالتأكيد الكرة العراقية هي الخاسرة ، ومن المؤسف ان يحدث هذا مع وجود اشخاص متنعمين بكل نعم الحياة ولا يفكرون بغير انفسهم. فالذي سعى لهذا القرار هو الذي كان قد سعى الى تمديد عمل الاتحاد ، وللاسف في الاتحاد اعضاء مغلوب على امرهم ينطبق عليهم المثل ان حضر لا يعد وان غاب لا يفتقد .

اما باسم جمال الامين المالي السابق للاتحاد فقال : انا ارى ان التدخل الحكومي خطأ، ومن حق الاتحاد حين يجد ذلك ان يقول ان هناك تدخلاً حكوميًا ، والمفروض ان الاولمبية المنتخبة تأخذ زمام الامور .

واضاف : السبب فيما يحدث اننا اعطينا العصمة للاتحاد الدولي فقام يتدخل في كل صغيرة وكبيرة في عمل الاتحاد العراقي ، انا اتصور ان هذه الاشياء من صلاحية اللجنة الاولمبية العراقية التي هي مسؤولة وعليها ان تحسم الموضوع بينها وبين اتحاد الكرة العراقي بدون ان يتدخل الفيفا ، ولكن كما يبدو ان القرا (سايب) و (ماكو نتيجة) .

وقال ايضًا موضحًا: كانت الهيئة العامة في السابق هي التي تشكل كل انتخابات الاتحاد ، تضعها كل مرة بشكل معين ولم يعترض احد علينا ، انا اعتقد ان قرار الاتحاد الدولي لايقدم ولا يؤخر ، وعلينا ان نهتم بالبنى التحية وتطوير مدرسة عمو بابا الكروية وجعلها اكثر من مدرسة ، فما فائدة ان نشارك في بطولات ونخرج منها في ذيل القائمة كما في دورات الخليج ، سابعا في سابع ، لا اعتقد ان هناك مشكلة لو جمد الاتحاد الدولي عمل الاتحاد وستكون النتيجة عقوبة ستة اشهر او سنة .

اما المدرب كريم جومبي فقال : اجد ان قرار التجميد هذا جيد ، كي نستطيع ان نعرف رأسنا من قدمينا ، الاتحاد الدولي بالتأكيد حركته لاصدار هذا القرار بعض الايادي الخفية التي تعمل ضد العراق ، وانا اعتقد ان هذا القرار سياسي اكثر مما هو رياضي ، والظاهر الى حد الان هناك اشخاص في الخارج يتحكمون بالكرة العراقية من خلال علاقتهم بالاتحاد الدولي طالما هناك ابن همام الذي يؤثر عليه حسين سعيد بشكل مباشر ومن هنا علينا ان نقرأ على كرتنا العراقية السلام .

واضاف : دعهم يجمدون الاتحاد ودعنا نعود لنلملم بيتنا الكروي ونفكر بالمستقبل بشكل جيد ونبني ملاعبنا ونهيئ اجيالاً جديدة ونبني قاعدة جيدة كما ان القرار سوف يلعب بمشاعر الناس، سنة يعاقبنا الاتحاد او سنتين لا يهم ، ولا ننسى ان الفيفا منذ زمن وهو يبحث عن حجة لمعاقبة العراق وهاهو يجدها .

اما احمد حسن رئيس نادي الوسط فقال : بغض النظر عن قرار الفيفا ، فإن اي تدخل حكومي مباشر بالشأن الرياضي غير مقبول : ويسيء إلى الرياضة من حيث ان المقصد خير ، والاولمبية الوطنية لها التزامات دولية ولوائح يجب ان تحترم ، واتحاد القدم جزء مهم من الاولمبية ، لكن الاهم ان تتوضح اسباب التدخل هل هي حقيقية ام يراد بها فقط ان يصل انطباع للدولية ومن ضمنها الفيفا ان هناك تدخلاً، وحسب علمي ان هذا الموضوع حسم قبل مدة وتقررت الهيئة العامة لاتحاد القدم المركزي العراقي ، واضاف : انا شخصيًا ضد قرار التجميد لانه سيؤثر على الكرة العراقية سلبيًا اكثر مما هي عليه الان ، واتمنى الا يحدث وان تحل الاشكالات سريعًا .