أنهى قبل بضعة أيام،الرحالة الفلسطيني معين أبوشخيدم 29 عامًا quot;من مدينة الخليل جنوبي الضفةquot;، والذي يعمل مهندسًا مدنيًا في مدينة الرياض في المملكة العربيّة السعوديّة والحاصل على وسام الغاب في الحركة الكشفية، رحلة كشفية خليجيّة بسيارته الخاصة برًا، غطّى فيها السواحل الشرقية لشبه الجزيرة العربية حيث خاض فيها مغامرات عدّة بقطعه صحاري الخليج العربي وأبرزها صحراء الربع الخالي والطرق الساحلية حتى وصوله جبال صلالة المطلة على بحر العرب (المحيط الهندي).

وقال ابو شخيدم لـ quot;ايلافquot; في اتصال هاتفي، إنّ الهدف من هذه الرحلة هو ممارسة هواياته الخاصة من خلال الفنون والمهارات الكشفية التي تعلمها في فلسطين وذلك بتغطية أكبر عدد من المناطق بخوض عدة بيئات طبيعية. وبدأت رحلته من مدينة الرياض وشملت ثلاث دول خليجية رئيسة هي ( المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان) وما يشمل هذه الدول من مناطق طبيعية مختلفة بداية بالصحاري وخاصة الربع الخالي والطرق الساحلية على حدود هذه الدول مع الطبيعة الجبلية في جنوب سلطنة عمان وهي جبال صلالة الشاهقة والمطلة على المحيط الهندي.


الهدف: الرغبةفي الشعور بالحرية ..

الرحالة الفلسطيني معين أبوشخيدم وحول الدافع الأساسي لهذه الرحلة قال لـquot;ايلافquot;: quot;في الحقيقة وباختصار شديد فإن الحرية هي الدافع الأكبر.ففي فلسطين نحن محرومون منها بعكس جميع شعوب العالم، ولذلك أردت أن اشعر بالحرية التامة ولو لأيام عدّة، وبالفعل شعرت بها وعرفت معنى الحرية من خلال جولتي بكل هدوء ومن دون كلمة - ممنوع-quot;، بحسب قوله.

ويقول أبوشخيدم إن الأشياء الأساسية التي اعتمد عليها في هذه الجولة والتي أبعدت عنه المشاكل والصعوبات هي المهارات الكشفية التي اكتسبها من خلال الدراسات والمخيمات الكشفية، وخاصة في مجال كيفية العيش في البيئة الصعبة وتحديد الاتجاهات في الصحراء خلال ساعات النهار من خلال الشمس، وفي الليل من خلال النجوم ( الدب الأكبر والأصغر وغيرها). وأيضًا الأدوات اللازمة للترحال وكيفية استخدامها وطرق الاتصال في حال الضياع في المناطق الآنية وخاصة الصحراء مع انقطاع الهاتف الجوال. والتي تعلمتها من القادة الكشفيين لفلسطين وأبرزهم أمين عام جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية محمد درويش الدهدار والقائد الكشفي المرحوم عمر حسين شويكة الأمين العام للجنة الأولمبية الفلسطينية.

شعرت بالخوف مرة واحدة ..

وفي ما يتعلق بشعوره بالخوف أو الندم في خلال هذه الرحلة الطويلة، قال ابو شخيدم: quot;لم أشعر بالندم قط، ولكن شعرت بالخوف مرة واحدة في ليلة حالكة، بعد دخولي سلطنة عمان من الإمارات وبالتحديد من مدينة العين، حيث تعمقت بين جبال شاهقة في ليل حالك الظلمة والسيارات قليلة جدا، والطريق الدولي شارع واحد باتجاهين مع سرعات عالية وشعوري بالنعاس مرة واحدة, فراودتني نفسي للعودة من حيث أتيتquot;.

وأضاف: quot;ولكن صممت الوصول إلى العاصمة، فاتصلت بأصدقائي في دبي وقلت لهم أن يبقوا على اتصال معي خوفًا من أن يغلبني النوم أو يحدث لي شيء في الطريق فبين كل فينة وأخرى يتصل بي أحدهم ويطمئن وهكذا حتى وصلت بسلام للعاصمة. ولا أخفيكم أن أصدقائي في دبي قلقوا جدًا بعد انقطاع الإرسال في الصحراء لعدة ساعات، ولكن في النهاية أحسست بشعور الانتصار بعد وصولي مسقط واني تغلبت على الخوف والنعاسquot;.

تفاصيل الرحلة

تحدث أبو شخيدم لـquot;ايلافquot; حول بعض التفاصيل لرحلته، فقال: quot;في البداية اعتمدت على الخرائط وبعض الكتب الخاصة بمنطقة شبه الجزيرة العربية وبعض الروايات عن رحالة سابقين، وزرت أهم المدن الرئيسة واطلعت على أهم معالمها فهي كالتالي، في المملكة العربية السعودية كانت الطريق إلى بقية الخليج العربي. وبالبنسبة إلى بعض معالمها فقد زرتها برحلات كشفية سابقةquot;.

وقال: quot; أما بالنسبة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد كان الوصول إليها بعد قطع 12 ساعة في السفر، وكانت المحطة الأولى هي مدينة أبو ظبي ومن أهم المعالم الرئيسة فيها هي مسجد الشيخ زايد آل نهيان حيث يعتبر أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين، والمحطة الثانية كانت مدينة دبي وما يميزها من أبراج وخاصة برج العرب وبرج دبي، وبعد ذلك توجهت شمالاً إلى مدينة الشارقة والتي تميّزها البحيرة الموجودة في وسط المدينة ومنطقة القصباءquot;. وأضاف: quot;بعدها تم التوجه إلى مدينة العين للانطلاق منها إلى سلطنة عمان والذي يميز مدينة العين عن باقي مدن الإمارات هي طبيعتها الخضراء وجوها المميز ووجود بعض المتاحف فيها. أما بالنسبة إلى سلطنة عمان، فقمت بالتوجه إليها ليلاً انطلاقًا من مدينة العين. ففي بداية الأمر كان خوض الحدود بين هذين الدولتين مرعبًا، وكان الهدف الأول في عمان زيارة العاصمة مسقط وبالفعل بعد سفر ما يقارب من 7 ساعات من العين وصلت إلى مسقط،ومن أهم معالمها مسجد السلطان قابوس والذي فيه أكبر سجادة في العالم ومتحف الزبير وموانئها على خليج عمان. وقلاع مسقط والمبنية منذ أيام الاستعمار البرتغالي لسلطنة عمانquot;.

وبعد مسقط توجّه ابو شخيدم إلى جبال صلالة على المحيط الهندي والقريبة من حدود اليمن، وبعد وصوله الى صلالة كان شعوره - حسب تعبيره - رائعًا وخاصة بعد قطع الصحاري للوصول إلى طبيعة يميزها البحر مع وجود الينابيع والجداول والبساتين الخضراء، موضحًا أنه قام بالتعرف إلى بعض اهالي المنطقة، واكتشف أن لديهم بعض اللغات الخاصة بهم وأهمها اللغة الحميرية، وبعد الانتهاء من التجوال بين هذه الجبال عاد ابو شخيدم إلى الرياض بالخط نفسه لمسيرتهعندالقدوم.