شاهد عيان/ خاص إيلاف

في يوم 14 نوفمبر المقبل هناك تذكرتين للتأهل الى نهائيات كأس العالم الافريقية لكرة القدم، الاولى والتي تتعلق بالدول الخليجية، بل وأصغرها جغرافياً.. المتمثلة بالبحرين، والثانية تجمع منتخبان عربيان أفريقيان عربيان يلزم أن يقهر فيه المضيف ضيفه بالثلاثة النظيفة..؟

وهنا حتى وإن طال الحديث عن البحرين بعد أربع سنوات من لقائها ترينيداد توباغو الى النهائيات حتى نيوزلندا ومباراة التعادل على ملعبها في المنامة الا أن الآمال كبيرة بالمنتخب للتعويض كما جاءت تصريحات الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة في الحوار المطول الذي ينشره إيلاف.

وكم ستكون الفرحة بجلب مقعد التأهل للقارة الآسيوية لأنه في حال تأهل نيوزلندا فإننا بصدد ثلاثة مقاعد فقط وكأن كرة القدم الآسيوية لم تتطور في حلتها منذ مونديال اسبانيا 1982، لكون أستراليا أصبحت آسيوية .. وكأن تطور الكرة الآسيوية يلزمها إعطاء أستراليا فيزة التأهل عن طريق آسيا وليس أوربا التي تتجمهر منتخباتها بأكثر من نصف المشاركين في كأس العالم ..؟

ونعود لنتوقف بعضاً عند مباراة الحدث الجماهيري العربي في مباراة مصر والجزائر التي لن تكون ككل المباربات، فهي آمال منتخبين عربيين أفريقيين لنهائيات أفريقية خالصة، والرحيل كمنتخب أفريقي الى هذه النهائيات يعني بالتأكيد التنافس على مقعد متقدم ضمن النهائيات، وصحيح أن بيليه حمل الكأس لكنه كان برازيلياً، وصحيح أن دوسايي حملها أيضاً لكنه كان فرنسياً، وصحيح .. وصحيح، لكن لم يحملها منتخب أفريقي أو حتى يصل الى بوابة مقصورة المنتخبات الثمانية إلا في مرتين للكاميرون والسنغال.

والآن هاهي مصر العروبة وقلبها النابض في ملعب القاهرة الذي واحداً من الملاعب الكبيرة في العالم التي لاتتعدى بعددها عدد أصابع اليدين، وعلى فكرة فإنني لست مصرياً ولكنني لم ولن أعبث يوماً بأهمية مصر في قلوبنا، وبالتالي محبة مصر للكرة المدورة وعشقها لتيتو وميتو وزيكو وهلمجرة .. كما هو ذاك النجم الذي لا تزال جماهير مصر تذكره والمتمثل ب حسن الشاذلي وبعده محمود الخطيب وطه البصري في لمعان شمس السبعينيات والثمانينيات الى التسعينيات حيث ذهبت الكرة المصرية الى إيطاليا في كأس العالم، وتبقى لمصر لمعانها على شتى الاصعدة، شاءت الكرة المدورة أم أبت.

ومن هنا أستغرب هذا الاستخفاف من عدم قدرة مصر على الفوز في ستاد القاهرة وفريقها هو الذي يتصدر القارة الافريقية حتى الساعة، أما الجزائر ولها الحق بالتأهل وهي فرصة طيبة لها أن تتمكن من تجلب تذكرة سفرها من القاهرة للذهاب الى أفريقيا الجنوبية، الامر الذي يلزمها الفوز مقابل منتخب مصري لن يكون سهلاً على ملعبه وبين جمهوره الذي يعشق الكرة حتى الثمالة.

ومن سيربح .. ؟

التصريحات الاعلانية التي راجت مؤخراً تضع النقاط على الحروف إلى أنه يلزم توخي الحذر، والاعلام الجزائري لم يهدأ من التعبئة التي راحت ملاذها تزرع الحيطة لمباراة تخبئ لغط سياسي أكبر منه رياضي في الواقع، فهل هو quot; الانتماء العربي quot; الذي لايمكننا التشكيك به إلا إذا أخدنا بالقياس معايير المناهضين لعروبة وإسلام مصر التي كانت ولازالت هويتنا التي نفتخر بها ومنبر للصوت العربي عبر الاثير، وليس من ذنب مصر أن لاتنجب أم كلثوم التي أحبها العرب بمن فيهم الجزائريون في الآمهم، وليس من ذنب مصر أن نبرت منها اصوات الحماس التي نادت وساندت الحق العربي أينما كان ولاسيما الجزائري في اليوم الذي كانت فيه فرنسا تنهش من جسدها، أما لأن تكون مباراة كرة قدم quot; بوابة quot; لفتح النار على مصر التاريخ، ونعلم حق المعرفة أنه في كرة القدم quot; الاقوى quot; هو الذي يتسيد الملعب، وليس الفوز على مانشيتات الصحافة، وبرسوم الكاريكاتير الهزيلة.. نعم.

كل ذلك لايشفع للمنتخب الجزائري أن يعود الى بلده بخفي حنين وإلا قامت الدنيا على رأسه ولن تقعد في واقع إقتصادي مر والحق يقال، وإن كانت الجزائر قد أطلت في كأس العالم مرتين فمصر هي بالمثل، والبلدان يحتاجان الى هذا الانتصار الذي يعتبر من مفاصل الانتصار السياسي في واقع الحال في بلدين فيهما النمو السكاني بشكل حدث ولاحرج، ولا مكان لفرحة الاطفال فيه بسوى كرة مدورة مصنوعة من قبل طفل باكستاني مقابل مليمات بسيطة..

إذاً هي حقيقة ماثلة هذه الكرة المدورة التي تبين لنا في طياتها أوجه خفية لواقع إجتماعي غير سهل، إن كان في مصر أو الجزائر بكلاهما ومن الذي سينتصر على إضطهاد واقع الفرحة الحقيقية لطفله أربع سنوات أخرى ... إنه السؤال الذي ستصعقه كرة القدم عندما تعانق شباك مرمى أحدهما، وكم من الصعقات ستكون صارخة عندها، وأين منها آهات أم كلثوم .. ؟